إنشاء معهد لتعليم السعوديين والسعوديات صياغة الذهب والمجوهرات
تتجه أمانة المنطقة الشرقية إلى تطوير صناعة الذهب والمجوهرات عبر تأسيس معهد لتعليم صياغة الذهب، وذلك داخل أحد الأسواق الشعبية في مدينة الدمام، وتقوم بتنفيذه أمانة المنطقة في الوقت الحالي.
ولدعم مخرجات معهد تعليم صياغة الذهب في السوق الشعبي، الذي يعتبر مجمعاً تجارياً شعبياً في حي القزاز في الدمام؛ خصصت "أمانة الشرقية" أنشطة تجارية متنوعة مرتبطة بصناعة الذهب، مثل محال وورش ذهب وصالا لعرض المجوهرات.
وقال لـ "الاقتصادية" محمد الصفيان، مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي في أمانة المنطقة الشرقية: إن السوق العشبي، (أو ما يعرف بسوق الحريم سابقا)، تمت إعادة تطويره بما يحافظ على الأنشطة التراثية والشعبية، ويشجع الأسر المنتجة على تسويق منتجاتها، ويستقطب زائري المنطقة لشراء الاحتياجات التقليدية والشعبية.
وأضاف، أن الأمانة تعاونت مع القطاع الخاص، ذي الملاءة والخبرة العملية، من أجل إقامة وتشغيل المشاريع بنظام "بي أو تي" لتقديم المشاريع الخدمية والاستثمارية، التي من بينها السوق الشعبي في الدمام.
ويحتوي أن الطابق الأرضي في السوق على 165 بسطة شعبية نسائية ورجالية، و48 محلا صغيرا، أما الطابق الأول فيحتوي على مكاتب إدارية وقاعات وفصول للتدريب على المهن الحرفية وصياغة الذهب. وقال عبد الهادي المحمد، عضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية: إن تأسيس معهد تعليم صياغة الذهب في السوق سيكون غير مجد إذا ما تم الاعتماد الطرق التقليدية في الصناعية الحرفية اليدوية لصياغة الذهب، في ظل توافر الطرق الحديثة في هذا المجال.
وأضاف، أن تعليم صياغة الذهب "يجب أن يعتمد على التقنيات الحديثة، والمكائن الصناعية المتطورة، التي تصنع عشرات القطع من الذهب والمجوهرات في وقت قياسي".
وتابع: "إذا كان المعهد قائم على تعليم صياغة الذهب يدويا؛ فإنه غير مجدٍ للمستثمرين والشباب السعودي الباحث عن عمل، ومن الصعب أن يُمضي ثلاث ساعات في تصميم قطعة واحدة، في ظل منافسة عالية من التصاميم العالمية التي تدخل السوق المحلية يوميا".
وأكد، أن المعهد ينبغي "أن يكون صناعيا بالدرجة الأولى، خاصة أن الصناعة الحرفية اليدوية تقلصت بشكل كبير، وأصبح لا يعتمد عليها في قطاع الذهب"؛ كما قال المحمد.
وقال عضو لجنة الذهب في غرفة الشرقية: "لنتمكن من منافسة المنتجات العالمية في مجال تصاميم الذهب؛ فإن المستثمرين المحليين في حاجة إلى معهد تعليمي متطور، أما إذا كان تقليديا فإن الشاب السعودي غير مهيأ أصلا لممارسة هذه الحرف، في ظل توافر فرص عمل أخرى أفضل".
وأشار إلى وجود ضعف العائد المادي لدى الشباب العامل في هذا المجال، وإلى مواجهة المستثمرين في القطاع مشكلة عدم توافر الشباب الراغب في العمل كبائعين في معارض الذهب.
لكن مسؤولا في لجنة الذهب والمجوهرات في الغرفة نفسه، قال مفضّلا عدم ذكر اسمه: إن القطاع في حاجة إلى تدريب العاملين فيه لتقليل الاعتماد على الذهب المستورد من البحرين والإمارات.
وأضاف، أن المعهد قد يوفر فرص عمل جديدة أمام السعوديين، في ظل تزايد الطلب على التصاميم والمشغولات الذهبية الحديثة التي يبحث عنها المستثمر والمستهلك معا. وقال: "اعتماد الجوانب الحرفية في تعليم صياغة الذهب في البداية أمر طبيعي، لكن هذا لا يمنع الاعتماد مستقبلا على التقنيات الحديثة".