الوضع الإغاثي العربي يمر بأسوأ حالاته .. وآلية لإيصال المساعدات للأشقاء في سورية

الوضع الإغاثي العربي يمر بأسوأ حالاته .. وآلية لإيصال المساعدات للأشقاء في سورية

قال الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي إن الوضع الإغاثي في المنطقة العربية يمر بأسوأ حالاته، خصوصا الوضع السوري، ما يتطلب تضافر جميع الجهود في المنظمات العربية والدولية لإيصال المساعدات للأشقاء في الداخل السوري، لافتا في تصريحه للإعلاميين عقب افتتاحه أعمال اجتماع الهيئة العامة الـ 40 للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، إلى أن الاجتماع سيبحث آلية إدخال المساعدات للأشقاء في سورية.
وأجاب الأمير فيصل بن عبدالله ردا على سؤال "الاقتصادية" حول دور هيئة الهلال الأحمر في تقديم المساعدات للاجئين السوريين، قائلا: "حتى الآن لم ندخل الأراضي السورية، ونعمل حاليا على تسخير أقصى طاقاتنا لأن نوجد فيها، ولكن لنا وجود حاليا من خلال الدول المجاورة لسورية، مثل تركيا ولبنان والأردن، التي يوجد فيها اللاجئون بأعداد كبيرة"، مبينا أن مساعدات الهيئة للاجئين السوريين ممتدة، قائلا: "سبق أن وجهنا اللوم بسبب تعطيل دخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقديم مساعداتها للسوريين"، مبينا أن النظام السوري ما زال يتعنت بعدم تطبيق القرارات الدولية من مجلس الأمن، وأضاف: "نأمل أن يلتزم بتطبيقها في القريب العاجل".
وأوضح الأمير فيصل بن عبدالله أنه يعمل في الهيئة من خلال ما انتهى إليه الآخرون، مشيرا إلى أن الهيئة وصلت من خلال أعمالها في السنوات الثلاث السابقة إلى العالمية.
وفي نفس الإطار استعرض الأمير فيصل بن عبدالله في كلمته عقب افتتاحه أعمال الاجتماع مسيرة الهيئة ودعمها لأعمال المنظمة العربية منذ نشأتها عام 1975 حتى تحقق لها ما وصلت إليه اليوم من أهمية بالغة على المستوى الدولي والعربي، قائلا: "هيئة الهلال الأحمر السعودي تتطلع إلى تنسيق عمل عربي مشترك لمصلحة الفئات الأكثر ضعفا في كل مكان، حيث إن أهم عوامل النجاح هي العمل المشترك وما يقتضيه من تكاتف جميع الهيئات والجمعيات الوطنية لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة، خصوصا في الدول التي تعاني كوارث طبيعية وبشرية ناجمة عن اضطرابات ونزاعات مسلحة ألقت بظلالها القاتمة على المنطقة العربية، وفي سورية تحديدا وذلك لعدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين في الداخل إنفاذا لقرار مجلس الأمن رقم 2139 وتاريخ 22 شباط (فبراير) 2014، الذي قضى بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في داخل سورية.
وقدمت هيئة الهلال الأحمر السعودي ورقة عمل تركزت حول جهود السعودية في إعادة الروابط العائلية، حيث اطلع الأعضاء على التجربة الرائدة للهلال الأحمر السعودي في إعادة الروابط العائلية من خلال تقديم المساعدة والتواصل ما بين المعتقلين السعوديين في الخارج وأسرهم بالداخل، وتم خلال ورقة العمل تعريف الأعضاء على كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات وتذليل الصعوبات ما بين المعتقلين وأسرهم والالتقاء بهم من خلال البث المباشر من خلال الاتصال الهاتفي أو المرئي، إضافة إلى التجربة في إعادة المعتقلين السعوديين إلى السعودية لإكمال المحكومية الصادرة بحقهم محليا، حتى يكونوا قريبين من أسرهم وذويهم.
وتم طرح ورقة العمل الثالثة للدولة المستضيفة التي كانت عن تجربة الطيران الجوي للهلال الأحمر السعودي، من بدء الفكرة وكيفية التنفيذ ونشر الثقافة عن الطيران الجوي في المجتمع السعودي والتعامل مع الحالات الطارئة التي تحتاج إلى النقل الجوي، وتحدثت الورقة عن الأداء المتسارع والعالي رغم قصر الفترة الزمنية لاستخدام الطيران الجوي في الهلال الأحمر والرؤية الجديدة في تقديم أفضل الخدمات للمرضى والمصابين في الحالات الطارئة، وتعميم هذا المنتج الجديد على مستوى المملكة بشكل تدريجي حتى تتم الفائدة المرجوة منه.
من جهته ألقى الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي ورئيس الدورة السابقة الـ 39 للهيئة العامة كلمة، أكد فيها أن الوضع الإنساني خلال السنوات الثلاث الأخيرة تردى في العديد من دول المنطقة، حيث حتم على ضرورة التنسيق والتشاور في نطاق المنظمة، إضافة إلى مكونات الحركة الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وتكثيف التنسيق بين الهيئات والجمعيات مع المنظمات الدولية الأممية ذات العلاقة لمحاولة التخفيف من وطأة المعاناة لهؤلاء الضحايا والمنكوبين الذين يدفعون الثمن غاليا في نزاع لم يشاركوا فيه.
بدورها بينت كرستين برللي نائب رئيس اللجنة الدولية أن الاجتماع الحالي يعتبر من أهم الاجتماعات للمنظمة، حيث تتصدر الأزمة السورية الطاحنة هذه النقاشات وتداعياتها على المجتمع السوري، إضافة إلى تأثر بعض دول المنطقة من هذه الأزمة، وأكدت كرستين برللي أن اللجنة تطمح في دعم دبلوماسي للجنة من قبل الحكومات لتذليل العقبات أمام اللجنة في تقديم المساعدة لدول المنطقة.

الأكثر قراءة