آخر الأمل.. غواصة دون ربان
أربع نبضات إلكترونية، وبقعة زيت تطفو على سطح المحيط، ذلك كل ما تم العثور عليه حتى الآن في اقتفاء أثر الطائرة الماليزية التي اختفت في رحلتها رقم 370 بين كوالالمبور وبكين. لا علامات على وجود حطام، ولا أدلة مؤكدة عن المكان الذي يمكن أن تكون فيه الطائرة، وقد أطلق المسؤولون الخيار الأخير أو أحد الحلول المتقدمة. مركبة تعمل تحت سطح البحر "دون ربان"، وتقوم بمسح قاع المحيط، ولكن المركبة Bluefin-21 التي تعني بالعربية "ذات الزعانف الزرقاء"، تواجه العديد من التحديات في العثور على الطائرة التي كانت تقل 239 راكبا.
المركبة عبارة عن مسبار مزود بجهاز للمسح الجانبي بواسطة السونار، أو "التقنية الصوتية" التي يمكنها إنتاج صور من انعكاس الصوت بدلا من التصوير بواسطة انعكاس الضوء.
الجهاز يرسل نبضات تنتج خريطة ثلاثية الأبعاد لأرضية المحيط، وفقا للبحرية الأمريكية، التي تملك Bluefin-21 المستخدمة في عمليات البحث، ويقوم المشغلون على السطح ببرمجة المركبة.
#2#
"عندما تصل المركبة إلى العمق المناسب، تقوم بتشغيل أجهزة الاستشعار" بحسب ما ذكر ديفيد كيلي المدير التنفيذي للشركة المصنعة، وقال "إنها بعد ذلك تشغل ما يمكن أن نسميه نموذج جزازة العشب، وهي سلسلة من الخطوط المتوازية أو المسارات، والتي تروح وتجيء كما تعمل جزازة العشب". وسيتم إطلاق المركبة في المناطق الأكثر احتمالا التي تم رصد النبضات الإلكترونية فيها من قبل سفينة البحث الأسترالية درع المحيط، ومن هناك تغوص في العمق لمسافة 4000 إلى 4500 متر، أي نحو 35 مترا فوق قاع المحيط، بحسب البحرية الأمريكية. "إنها تعمل بارتفاع عن قاع المحيط لتعمل المستشعرات فيها بكفاءة". بحسب ما قال كيلي. وستغطي المركبة في مهمتها الأولى مساحة 40 كيلومترا مربعا، ومن المحتمل نقلها إلى أي مكان خلال الأسابيع الستة أو الشهرين المقبلين، للقيام بعمليات المسح داخل البحر، بحسب البحرية الأمريكية، وهذا بسبب قيامها بعمليات المسح المتأني، طبقا لما قالت سيلفيا إيرل، التي تعمل مصورة للمحيطات في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وكانت تعمل مديرة لهذه الإدارة.
ولكن المركبة تنتج صورا جيدة، جيدة جدا يمكن اعتبارها كما قالت سيلفيا "صور لما هو موجود تقريبا، ولكنها تصور باستخدام الصوت بدلا من الكاميرات". وأرسلت طواقم البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة للمرة الأولى هذه الغواصة إلى أعماق المحيط الهندي، أمس، في محاولة لتحديد ما إذا كانت الإشارات التي التقطتها أجهزة لرصد الأصوات تعود إلى الصندوقين الأسودين للطائرة. وأطلق الطاقم على متن سفينة البحرية الأسترالية "أوشن شيلد" الغواصة، بحسب أنغوس هيوستون، رئيس الوكالة المشتركة لتنسيق جهود البحث قبالة سواحل غرب أستراليا. وتأتي الخطوة بعدما التقطت الطواقم سلسلة من الأصوات من تحت المياه خلال الأسبوعين الماضيين تنسجم مع ترددات الصندوقين الأسودين للطائرة المفقودة، واللذين يحتويان على بيانات الرحلة والتسجيلات الصوتية لمقصورة القيادة. ويمتد عمر بطارية الصندوق الأسود لنحو شهر فقط، وقد مرت فترة أكثر من ذلك على اختفاء الطائرة إم إتش 370. وأوضح هيوستن في وقت سابق أن الإشارة الصوتية الأخيرة التي يمكن أن يكون مصدرها الصندوقان الأسودان، رصدت قبل 6 أيام، وقال "لم نرصد أي إشارة من أي نوع منذ ستة أيام، ويبدو أن الوقت حان للبحث تحت الماء". وتنفد بطاريات الصندوقين في غضون 30 يوما تقريبا، وعليه فإن من المعقول أن تكون قد توقفت عن العمل.
وكانت سفينة "أوشن شيلد" رصدت أمس الأول بقعة نفط في منطقة البحث التي حصرت حول الإشارات الصوتية التي رصدت قبل أسبوع، بحسب هيوستن. وقال هيوستن إنه تم أخذ عينة من ليترين ليتم تحليلها، لكن النتائج لن تعرف قبل أيام، موضحا أن البقعة "لا يبدو وكأن مصدرها إحدى السفن".
وغواصة "بلوفين 21" على هيئة طوربيد وطولها 4.93 متر، وهي مزودة بجهاز رادار تحت الماء (سونار)، وهذه الآلية مستخدمة لسحب عينات من قاع البحار خلال عمليات البحث أو انتشال حطام أو بحث عن الآثار أو لرسم خرائط المحيطات، إضافة إلى عمليات رصد الألغام المائية. وإذا التقط جهاز السونار إشارة ستسحب الآلية إلى السطح ليتم تزويدها بكاميرا قبل أن تعاد إلى القاع، إذ ليس بالإمكان تزويدها بكاميرا وسونار في الوقت نفسه. ووزن الآلية 750 كيلوجرام ويمكن أن تظل تحت الماء لمدة 20 ساعة، لكن لا يمكنها الغوص لأعمق من 4500 متر كحد أقصى، وهذا هو العمق الذي صدرت منه الإشارات الصوتية. وكان انغوس هوستون منسق عمليات البحث عن الطائرة الماليزية الأسترالي ، قد قال إن سفينة البحث الأسترالية درع المحيط، أوقفت البحث عن النبضات الإلكترونية الصادرة عن جهاز تسجيل الرحلة، وسوف تقوم بإنزال عربة تحت الماء. وقال إن منطقة البحث عن مصدر النبضات ليست جبلية وعرة، بل على الأغلب سهلة مموجة، ولكنها من المحتمل أن تحتوي في قاعها على طمي يمكن أن يؤدي إلى إعاقة عمليات البحث.
وأكد هوستون أن السفينة رصدت بقعة زيت، ولكن لم يتضح مصدر هذه البقعة، وأضاف أنه تم جمع لترين من هذه المادة من أجل فحصها.
وأوضح هوستون، أن الزيت الذي تم جمعه يحتاج إلى عدة أيام لإيصاله إلى الشاطئ حيث تجرى عمليات الفحص. مشددا على أن مصدر الزيت لم يتحدد وأن المنطقة التي تم العثور فيها على البقعة تبعد 5500 مترا، عن المنطقة التي تم رصد النبضات الإلكترونية فيها بالاتجاه الذي تهب فيه الرياح.