وزير الداخلية : تراجع أكثر من 90 % من المغرر بهم عن الأفكار الضالة
ينطلق اليوم في الجامعة الإسلامية المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب بعنوان: "الإرهاب: مراجعات فكرية وحلول عملية"، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وبيّن الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند مدير الجامعة، أن المؤتمر يشارك فيه 29 باحثاً وباحثة من السعودية ومصر والجزائر والأردن والعراق والبحرين والمغرب وماليزيا، كما دُعي لحضور جلساته نخبة من المسؤولين والعلماء والمفكرين والإعلاميين، مشيراً إلى أن المؤتمر تلقّى 98 بحثاً اجتاز التحكيم منها 29 بحثاً ستلقى خلال جلسات المؤتمر.
وأبان الدكتور السند أن إقامة هذا المؤتمر يمثل إحدى صور جهود المملكة في مكافحة الإرهاب العالمي في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بالغ ودعم لمكافحة هذا الخطر العالميّ، مضيفاً أن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب أمنيّاً وفكرياً تعتبر أنموذجاً عالمياً يقتدى به، وأشار الدكتور السند إلى أن المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة الإرهاب يحمل عنوان "مراجعات فكرية وحلول عملية"، ويهدف إلى بناء إستراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين، ودرء الخطر عن المستقيمين، وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق.
وأضاف الدكتور السند أن المؤتمر يعالج القضايا المطروحة من خلال أربعة محاور، المحور الأول يبحث المراجعات الفكرية لقضايا شرعية، أما المحور الثاني فيأتي بعنوان تقويم جهود المعالجة الفكرية، ويبحث المحور الثالث: مرئيات جديدة معززة لاستعادة المنحرفين، ويناقش المحور الرابع آليات جديدة معزّزة لدرء الخطر عن المستقيمين، مشيراً إلى أن الأبحاث في كل محور تحرص على استعراض مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بالقضية موضوع البحث.
وتحدث عدد من الأمراء والوزراء عن أهمية هذا المؤتمر وما يمثله من ضرورة لمواجهة الإرهاب ونتائجه الوخيمة.
وقال الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض إن المملكة تعد من أوائل الدول التي اتخذت موقفاً حازماً وصارماً ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي، وبما أن المملكة جزء من العالم فقد عانت من أعمال العنف والإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية تعددت أساليبه ومسالكه وطال العديد من دول العالم كونه آفة خطيرة لا وطن له ولا دين ولا يعرف جنساً ولا زمناً ولا مكاناً.
وجاء تأكيد المملكة على رفضها الدائم وإدانتها للإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأيا كان مصدره وأهدافه من خلال تعاونها وانضمامها وإسهامها بفاعلية في الجهود الدولية الثنائية المبذولة ضد الإرهاب وتمويله والتزامها وتنفيذها للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومشاركتها بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي تبحث موضوع مكافحة الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية أو دعمها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي تطبقها المملكة واعتبارها ضمن جرائم الحرابة التي تخضع لأشد العقوبات وما هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت عنوان (الإرهاب مراجعات فكرية وحلول عملية) إلا إحدى مساهمات المملكة في هذا المجال.
وأضاف الأمير خالد بن بندر أن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب وكشف المخططات الإرهابية قبل تنفيذها يعدّ تفوقا غير مسبوق يسجل للمملكة سبقت إليه دولا متقدمة عديدة عانت من الإرهاب عقودا طويلة.
وأوضح أن جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ومنذ أن دعا إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض 2005م وبحضور أكثر من ستين دولة، والتوقيع على اتفاقية تأسيس المركز بمبلغ عشرة ملايين دولار للتمويل في تأسيس المركز لتؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا يمثل الدين أو المجتمع الذي ينتمي إليه الإرهابيون.
ومن آخر ما قامت به المملكة بهذا الصدد ولقي ترحيباً خليجيا وعربياً ودوليا هو تجريم القائمين على الدعم والمشاركة في الأعمال الإرهابية من خلال تحديد العقوبات، وكانت هذه القرارات التاريخية رداً على كل الأفواه غير المسؤولة التي اتهمت وشككت في الدور الذي تقوم به المملكة حيال محاربة الإرهاب.
بدوره قال الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني إن المملكة العربية السعودية كانت وما زالت، في طليعة الدول التي تصدَّت للإرهاب داخليا وخارجيا، وأنها واجهت الإرهاب الداخلي بحزم وحكمة مع الفئة التي ضلت من أبناء المجتمع، وتعاملت معها برؤية ورويّة تستهدف معالجة هذه الظاهرة من جذورها، مبيناً أن المملكة ركزت في مواجهتها للإرهاب على البعد الفكري والبعد الأمني عبر إستراتيجية شاركت في تنفيذها كل مؤسسات الدولة الأمنية والدينية والتعليمية والتربوية والإعلامية وغيرها، وذلك لنشر الوعي بين أفراد المجتمع بمخاطر الإرهاب، وآثاره السلبية على الفرد والدولة؛ وكيفية مكافحته والتصدي له، مما أوجد وعيا مجتمعيا أسهم في تلاحم الشعب مع القيادة للخلاص من هذا الخطر الذي هدد المجتمع بأسره.
وأضاف وزير الحرس الوطني أن الدولة استكملت جهودها الداخلية في مكافحة الإرهاب بصدور الأمر الملكي الكريم أخيراً، وما تضمنه من مواد وقوانين واضحة للحد من انتشار هذه الممارسات الخاطئة وهذا الفكر الدخيل على مجتمعنا.
أما على المستوى الخارجي فقد كانت المملكة من أولى الدول الموقعة على معاهدة مكافحة الإرهاب بمنظمة المؤتمر الإسلامي عام 1421هـ /2000م؛ كما أنها استضافت المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي شارك فيه أكثر من 50 دولة، مشيراً إلى أن المملكة واصلت جهودها في هذا الاتجاه، منطلقة من حرص خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ على نشر ثقافة التسامح والتفاهم والتعاون والحوار بين أتباع الثقافات والحضارات المختلفة، للقضاء على أسباب العنف والكراهية التي تسهم في نشر الإرهاب ثقافة وسلوكاً.
واختتم الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز حديثه بالإشارة إلى أن هذه الجهود الكبيرة والرائدة والمتواصلة تنطلق من المنهج الإسلامي الصحيح الذي تسير عليه بلادنا منذ عهد جلالة الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وحتى عهدنا الحاضر، سائلاً المولى عز وجل أن يديم على بلدنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وعلى شعوب العالم أجمع.
من جهة أخرى قال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية إن عقد المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، يأتي تأكيداً للاهتمام الذي توليه قيادة المملكة للتصدي للمحاولات كافة التي تسعى للنيل من العقيدة الإسلامية بأفكار ضالة تستهدف تشويه سماحتها، وإثارة الفتنة بين المسلمين، ولحماية أبنائنا من التغرير الذي يسخرهم أدوات لتنفيذ غايات أعداء الدين والوطن لارتكاب جرائم تتنافى مع الإسلام وأحكامه التي تحرم قتل النفس بغير حق.
وأبان وزير الداخلية أن المملكة نجحت بتوفيق الله تعالى في التصدي للجرائم الإرهابية بالتفاف مواطنيها حول قيادتهم، ومساندتهم لجهود رجال الأمن في تنفيذ مهامهم. وحرصت في إستراتيجيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب، على تبني سياسة مواجهة الفكر بالفكر، وسعت في سبيل ذلك إلى تسخير الجهود كافة لمواجهة الفكر الضال، وكشف حقيقته وأهدافه، وحماية مواطنيها منه. كما حرصت وزارة الداخلية على تلمس القصور المعرفي في العلم الشرعي لدى من تم التغرير بهم ومعالجتها ببرامج متخصصة للمناصحة والرعاية مما أسهم بحمد الله في تراجع أكثر من 90 في المائة منهم عن الأفكار التي أضلتهم.
من جهته قال الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة إن الإرهاب أصبح وباء تسعى الشعوب لاجتثاثه والخلاص منه وقد ابتلي هذا الوطن بشرذمة من أبنائه الذين غرر بهم، متأثرين بأفكار بعيدة عن الدين والشرع الحنيف تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، ظناً منهم أن ذلك هو الحق، فأقدموا على تنفيذ عدد من أعمال الإرهاب والتدمير، وسفك دماء الأبرياء من أبناء وطنهم، دون أن يراعوا لها حرمة، وخرجوا على ولي الأمر الذي فرض الله علينا طاعته وامتثال أمره.
وبين أنه عند ذلك كان لا بد من وقفة حازمة، حفاظاً على الأنفس والممتلكات ومكتسبات الوطن وبتراً لأيادي الإرهاب، وهو ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، من خلال العمل بتجربة علمية فريدة على مستوى العالم في مكافحة الإرهاب والتصدي له واجتثاث جذوره وطمس هويته، تقوم على فتح باب الحوار والمناصحة مع من تم التغرير بهم للانخراط في تلك الأعمال الإرهابية عبر قنوات الإعلام وفضاء الإنترنت، وبذلت الدولة أقصى جهودها فكريا وإعلاميا ودعويا لإعادة تأهيل وتصحيح مفاهيم بعض المؤيدين للزمرة الفاسدة من الشباب المندفع بجهل، كما قامت الدولة - أيدها الله - بإعادة تأهيل الكثير ممن انحرف تفكيرهم عن الحق عبر برنامج علمي متكامل، اشترك في بناء تفاصيله متخصصون في علم النفس، وعلماء الشريعة الإسلامية، ودعاة بارعون في كشف أبعاد القيم الإسلامية المرتكزة على المحبة والعفو والتسامح، والتعايش السلمي، وكان أن تحقق النجاح بفضل الله تعالى مع كثير من أبنائنا الذين عادوا إلى جادة الحق، وفي المقابل فقد كان لأداء الأجهزة الأمنية الباسلة بقيادة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، دورها الوطني في الحفاظ على الأرواح وحماية الأنفس البريئة وصون أراضي الوطن من الإرهاب والتصدي له بكل السبل.