شركات ألبان ترفع أسعار الحليب المجفف في السوق المحلية
زادت أسعار الحليب المجفف في السوق المحلية قرابة 50 في المائة عن المواسم الماضية، بعد أن بدأت شركات الألبان؛ التي تقوم باستيراد بودرة الحليب المجفف وتعبئته داخلياً؛ في تسويق وتوزيع منتجاتها، من المخزون الحالي بعد أن وصل سعر الطن المستورد منه إلى 6000 دولار.
وأظهرت جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" على المراكز والمحال التجارية الكبيرة خلال اليومين الماضيين وجود زيادة في أسعار جميع عبوات الحليب المجفف بمختلف أحجامها وأنواعها، حيث تعدت الزيادة قرابة 15 ريالا للعبوات زنة 800 جرام، وأيضاً العبوات زنة 400 جرام في حدود 6 ريالات، والعبوة زنة 2500 جرام وصلت زيادة السعر قرابة 25 ريالاً.
وقال مسؤولان في شركات الألبان إن شركاتهم طوال العام الماضي كانت تسحب من مخزونها من بودرة الحليب المجفف التي تم استيرادها بواقع 2800 إلى 3500 دولار للطن، ولكن بعد نفاد هذا المخزون وشراء الطن بالأسعار الجديدة في الأسواق العالمية، والتي تجاوزت 6000 دولار للطن، فقد أصبحت هذه الشركات مضطرة لرفع أسعار منتجاتها في ظل ارتفاع مدخلات الإنتاج والمواد التي تدخل في عمليات التعبئة.
وأوضح لـ"الاقتصادية" فادي علوية مدير المبيعات في إحدى شركات الألبان في السعودية أنه رغم استقرار أسعار الحليب المجفف عالميا ما بين 4500
و 5000 دولار للطن، إلا أن الزيادة التي شهدتها السوق المحلية جاءت نتيجة أن أغلب الشركات المحلية التي تقوم باستيراد وتعبئة الحليب المجفف قامت باستيراد كميات كبيرة منه خلال الموسم الماضي بعد تجاوز سعر الطن 6300 دولار بسبب عوامل خارجية منها ارتفاع حجم الطلب العالمي، وزيادة أسعاره في المزادات العالمية، ولذا فإن الشركات محلياً بدأت تطبيق زيادة على العبوات وصلت إلى 50 في المائة على جميع أنواع وأحجام العبوات الجديدة التي يتم توزيعها في السوق المحلية، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر اليورو كان عاملاً في استقرار سعر بودرة الحليب المجفف عالمياً.
وقال علوية إن جميع شركات الألبان رفعت أسعارها، مشيراً إلى أنه بعد أن نفد مخزون هذه الشركات من الحليب المجفف المستورد قبل كانون الثاني (يناير) من العام الماضي حيث كان سعر الطن في حدود 3400 دولار، شرعت هذه الشركات في زيادة الأسعار للحليب المستورد الذي تم استيراده بأسعار راوحت ما بين 3500 إلى 6300 دولار للطن الواحد خلال مزادات الحليب المجفف العالمية التي أقيمت بعد نهاية كانون الثاني (يناير) 2013 م.
ولكن علوية شدد على أن أسعار الحليب المجفف ستبقى على ما هي عليه الآن بعد الزيادة حتى افتتاح الموسم النيوزيلندي في أيلول (سبتمبر) المقبل. ولكن في الوقت الحالي ستظل ثابتة حاليا حتى شهر رمضان المقبل، مع توقعات زيادة طفيفة بسبب العرض والطلب خلال هذا الشهر.
ولفت إلى أنه تمت مخاطبة عدد من الغرف التجارية ووزارة التجارة لمساعدة شركات الألبان ودعمها من خلال إلغاء الرسوم الجمركية البالغة 5 في المائة على بودرة الحليب المستورد وأيضاً مدخلات الإنتاج حتى تتمكن هذه الشركات من امتصاص زيادة الأسعار عالميا ولكن دون جدوى. من جانبه، قال مدير إدارة التسويق والمبيعات في إحدى شركات الألبان في جدة - فضل عدم ذكر اسمه - إن هذه الزيادة تعتبر مقلقة لشركات الألبان نفسها ناهيك عن المستهلك، حيث قد يضعف ذلك حجم الطلب على المنتجات في السوق المحلية، وبالتالي انخفاض مبيعات هذه الشركات التي تتحمل أعباء مالية كبيرة حتى يصل المنتج للسوق، مشيراً إلى أن هناك ارتفاعا واضحا في مدخلات الإنتاج التي تدخل في صناعة وتعبئة الحليب المجفف خاصة مادة الصفيح التي تستخدم في تصنيع عبوات الحليب المجفف، كما أن أجور وتكاليف العمالة الأجنبية أيضاً زادت بشكل كبير بعد إجراءات وزارة العمل الأخيرة في ظل ارتفاع أجور السعوديين. وبين أن هناك العديد من العوامل المحلية التي أجبرت شركات الألبان على زيادة أسعارها لهذه المستويات.
وتابع: ننتظر افتتاح الموسم النيوزيلندي الذي يعتمد على عاملي الشتاء وسعر اليورو، موضحاً أن سعر اليورو مرتفع في الوقت الحالي، وليس هناك آفاق حاليا لانخفاضه، وفي حال حدث هناك جفاف مجدداً، فإن سعر الطن عالمياً سيتجه إلى مستويات 6000 دولار مرة أخرى. وأضاف أن شركات الألبان ستعيد الكرة مع وزارة التجارة لإطلاعها على وضع السوق وما يمكن أن تشهد من ارتفاعات مستقبلا ما لم يتم دعم شركات الألبان.