قم للمعلم

اتصلت بي تستشيرني بشأن قرارها الاستقالة من العمل، رغم أنها لم تزاول التدريس أكثر من سبع سنوات تقول: "أنا مدرسة بمدرسة ثانوية، ما عدت أقدر أتحمل هالطالبات الوحدة منهن تبي من يهف عن وجهها"، هدأت من ثورة غضبها وذكرتها بأجر المعلم ووجوب الصبر في سبيل إيصال العلم للناس رغم كل الإحباطات التي قد يمر بها.
وضعت سماعة الهاتف لكن شيء بداخلي كان يريد أن يصرخ بقوة "الله يلوم اللي يلومك أيتها المعلمة".
الاستهتار الذي يعيشه (بعض) طلابنا وطالباتنا يجب أن تقابله وقفة جادة لدراسة أسبابه وأبعاده وطرق معالجته، مواقف تصلني من بعض المعلمات تصيبني"بالصدمة"، إحداهن وهي معلمة جديدة تقول (لم يعد هناك احترام للمعلمة، ففي المدرسة الثانوية التي أدرس فيها طالبة "بويه" تتحرش بي على مرأى من زميلاتها، ورغم رفعي شكوى بذلك للمديرة إلا أنها لم تحرك ساكنا).
معلمة أخرى تقول (الإهمال الدراسي بلغ مداه من بعض الطالبات المدللات، بل إنني أعاني إيقاظهن من النوم أثناء الحصة الدراسية نتيجة حضورهن للمدرسة وهن لم ينمن).
وغيرهن الكثيرات، ولا تسمح لي المساحة المخصصة للمقال باستعراض العديد من قصصهن ..!
هناك نماذج مشرفة من بناتنا الطالبات، تجعلنا نقف احتراما لمثابرتهن واجتهادهن وتميزهن، لا أحد ينكر ذلك ولا أحد يؤمن بالتعميم، وكذلك من طلابنا، ولكن حالة "شوفة النفس" التي يعانيها (بعض) طلابنا وطالباتنا إلى تلك الدرجة التي لم يعودوا يقبلون فيها نصحا ولا توجيها، وموضة "الهياط" التي تنتشر بينهم إلى درجة مخيفة مهددة عقولهم بالخواء الفكري .. يجب أن تتوقف تماما، ونوجد لها بدائل راسخة تؤثر تأثيرا إيجابيا في طريقة تفكيرهم وسلوكياتهم وهذا لن يحدث إن لم يتكاتف الجميع، مدرسة .. ومنزل .. ومجتمع!
الأم والأب اللذان يستقبلان بالواتس مقاطع "الهياط" ويستمتعان بها، عليهما أن يدركا أنهما يسهمان بشكل غير مباشر في تشكيل عقل فارغ لمواطن مستقبلي كان وطنه وأمته ينتظران منه الكثير..!

وخزة
في دولة عظمى مثل الصين تجاوز عدد سكانها المليار، يتسلل طلابها الجامعيون ليلا ليناموا على المقاعد الأولى في مدرج المحاضرات بالجامعة حتى يتمكنوا صباحا من الاستماع للأستاذ من قرب!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي