وزير الإعلام يفتتح القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام في جدة
افتتح الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع اليوم القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام تحت عنوان (الإعلام والتنوع لإثراء تجربة البث) بفندق الهيلتون بجدة. وفي بداية الافتتاح قام وزير الثقافة والإعلام بجولة على الأجنحة الراعية والمشاركة في القمة الآسيوية.
عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم ثم ألقى رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض بن كمال نجم كلمة رحب فيها بالمشاركين في القمة من الأعضاء في المعهد الآسيوي لتنمية الإذاعة AIBD واتحاد إذعات الدول العربية واتحاد إذاعات آسيا والباسيفيك ABU ومن جميع أنحاء العالم.
وقال : أقدر حضوركم ومشاركتكم التي ستسهم في تطوير الرؤى فيما يخص العمل الاعلامي وبمشيئة الله ستكون هذه القمة سانحة لتبادل الآراء والخبرات بين المشاركين في فعالياتها ومحاورها وبين المهتمين في كل ما يخص الشأن الاعلامي في القارة الاسيوية والعالم. وأضاف الدكتور نجم : نعيش في عالم من أبرز وأوضح خصائصه الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام في كونها مصدرا أساسيا للمعلومات وتوفيرها للتثقيف والترفيه في المجتمع وحيث أن ميزات عملية التواصل هو التغير والتجديد بحسب حاجة المجتمعات والأفراد.
وأشار إلى أن وسائل الاعلام قد أسهمت وبشكل مكثف خصوصاً في الدول النامية في عمليات التنمية بيد أن هذا الدور بدأ يقل مع تغير اهتمامات المجتمعات والتطورات المتلاحقة في عالم الاتصالات ونتج عن هذا التحول في آليات عمل وسائل الاعلام تأثيرها على توجيه الرأي العام في اتجاه القضايا السياسية التي أضحت من أهم ما يطرح في وسائل الاعلام بالاضافة للقضايا الاقتصادية والاجتماعيه ومع ذلك تبقي الحقيقة التي لا غبار عليها بأن لوسائل الاعلام المقدرة على تشكيل الرأي العام في مختلف المجتمعات حيال جميع القضايا سواء كانت سياسية أو اقتصاديه أو اجتماعية أو خلاف ذلك من القضايا التي يتم تناولها.
وقال رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع : إن التطور الهائل والمستمر في تكنولوجيا الاتصالات والحواسيب والهواتف الذكية كان من نتائجه تغيير الطريقة التي تتلقى بها المجتمعات والأفراد المعلومات بل إن هذا التطور غير الصوره التقليدية والكلاسيكيه لعمليه الاتصال نفسها التي تبدأ بمرسل الرساله حتى وصولها إلى مستقبلها أضحى المستقبل متمكنا بسبب التطورات التكنولوجية بان يكون هو المرسل أيضاً وأصبحت التفاعلية هي ما يميز عملية الاتصال في عالمنا.
وأفاد أنه بسبب التطورات الهائلة أصبح الجميع يعيش في فضاء مفتوح تلاشت معه المسافات والحدود وتحقق بلا جدل مصطلح القرية الكونية إلا أن هذه التطورات لم تكن بلا ثمن سواء كان ذلك فيما يخص الأفراد أو المؤسسات الإعلامية فالعديد من الأفراد يلاحظ عليهم ظاهرة سوء الاستخدام لتقنيات الاعلام الجديد الظاهرة التى جعلت البعض يعيش بشخصيتين شخصية افتراضية عند ولووجه لشبكة المعلومات الدولية الانترنت وتطبيقاتها المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي وشخصية أخرى تعيش الواقع اليومي بكل تفاصيله ففي الشخصية الافتراضية يعتقد البعض أن لهم الحق في نشر كل ما يرغبون فيه حتى وان كان في ذلك نشر لقيم الكراهية والتعصب والإقصاء وفات عليهم ان هناك حدودا لحريه التعبير عندما تبدأ بالتعرض لحقوق وخصوصيات الآخرين أو عندما تنشر قيم ومبادئ تضر بالسلم والأمن الاجتماعي.
وأضاف معالي رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض بن كمال نجم : والمؤسسات الإعلامية هي الأخرى وقعت في هذا الفخ بسبب التنافس المحموم بينها في نقل الأخبار، وأصبح شعار كثير منها بأن سرعه نقل الخبر يفوق في أهميته مصداقية الخبر وكان نتاج هذا السباق المحموم بروز إشكاليات وقضايا ملحة أدت الى انتهاك الخصوصية وضعف المصداقية والإساءة للآخرين وهذا يضع مسؤولية أكبر على وسائل الاعلام العمومي في إيضاح الحقيقة واحترام المهنية في تغطيه الأحداث.
وأشار إلى التطور الكبير الذي شهده قطاع الاعلام المتمثل في تعدد الوسائل وتجاوزها الحدود الجغرافية وازدياد حدة المنافسة وهبوط المصداقية في بعض منها وهجرة وسائل الاعلام الخاصة إلى الخارج وكان لا بد من إعادة النظر في قطاع الإعلام في المملكة لكي يستوعب هذه المتغيرات وضمن هذا التوجه صدرت موافقة حكومة المملكة على إعادة هيكلة الاعلام السعودي بإنشاء ثلاث هيئات إعلامية جديدة مستقلة هي هيئة الاذاعة والتلفزيون التي تعني بإدارة وتشغيل القنوات العمومية في البلاد واستحداث كيان جديد هو الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع والتي تعنى بتنظيم قطاع الاعلام في المملكة. وقال الدكتور نجم : إن هيئة الإعلام المرئي والمسموع تتولى حالياً مجموعة من المشاريع الحيوية لتطوير صناعة الإعلام في المملكة أهمها إنشاء منصة اعلامية لإطلاق القنوات التلفزيونية الخاصة فضائيا وعبر الوسائل الرقمية.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في ختام كلمته قائلا : اسمحوا لي بالتقدم نيابة عن قمتنا الإعلامية هذه إلى وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بالرفع لخادم الحرمين الشريفين بعميق الامتنان والعرفان لرعايته لفعاليات القمة الآسيوية للإعلام في دورتها الحادية عشرة هذا العام 2014 وأجدد الترحيب بالمشاركين فيها متطلعين للقمة القادمة التي سوف تعقد في عام 2015 في ماليزيا آملا أن تسهم نتائج القمة في تطوير العمل الاعلامي من خلال محاورها الهامة التي سوف يتم مناقشتها وتبادل الآراء حيالها.
بعد ذلك ألقت رئيسة المعهد الاسيوي لتنمية الاذاعة AIBD ومديرة راديو اندونيسيا الدكتورة روساريتا نيكين ويدياستوتي كلمة شكرت فيها المملكة على استضافتها القمة وعلى الجهود الكبيرة التي يبذلها وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. وأشارت إلى أهمية الموضوعات التي تناقشها القمة موضحة أن ورش العمل تلامس الواقع الإعلامي الجديد الذي انتشر بين أطياف المجتمع الواحد والوسائل الجديدة التي أدخلت مؤخرًا على الساحة الإعلامية. عقب ذلك شاهد الجميع فيلمًا وثائقيًا عن القمة الآسيوية العاشرة .
بعد ذلك ألقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين في القمة الآسيوية للإعلام ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه قال فيها "يسرنى أن أرحب بكم في المملكة العربية السعودية التي تستقبلكم وهي تتطلع أن تكون هذه القمة لبنة جديدة في صرح التعاون الإعلامى الآسيوي وقد انطلقت من هذه الأرض الطاهرة آخر الرسالات السماوية رسالة الإسلام الخالدة التي جعلت من الكلمة الطيبة أساس لنشر القيم الفاضلة ليرتقي الإنسان بسلوكه ويكون عامل بناء في الحضارة الإسلامية وأن الكلمة التي تحملون أمانتها اليوم مسؤولية كبيرة حيث يقول المولى عزوجل "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار".
لقد أدرك مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز "رحمه الله" قبل ما يزيد على مائة عام أن رجال الإعلام وحملة الكلمة شركاء في مسيرة التحول والتحديث بيدهم مفاتيح مؤثرة يمكن أن تساهم بشكل قوي في سرعة تقبل المجتمع لمشروعه الحضاري والتنموي للتحديث فدعم رحمه الله النشاط الإعلامي في وقت مبكر رغم شح الموارد في ذلك الوقت فصدرت الصحيفة الأولى "أم القرى" منذ أكثر من 90 عاما واقتربت الإذاعة من عامها السبعين واحتفل التلفزيون بمرور 50 عاما قبل عدة أيام.
تلك البدايات قادتنا إلى منظمومة إعلامية متكاملة نسعى بها إلى خدمة الوطن والمواطن وتعزيز المبادئ السمحة للشريعة الإسلامية ولم يتوقف إعلامنا لتحقيق هذه الغاية عند استخدام الوسائل التقليدية وعندما انتشرت وسائل التواصل الاجتماعى بدأت تأخذ جزءا كبيرا من الساحة الإعلامية لم نكن بعيدين عنها ولا خائفين منها بل وفرت الدولة لها بنية قوية على امتداد مساحات المملكة الواسعة وارتفعت نسبة مستخدميها ووضعت الدولة لها تنظيما يضمن مساهمتها في التعليم والثقافة وتكون ملتقى لتبادل الآراء المفيدة بالحكمة والعقل.
وأنتم الآن في قمتكم الحادية عشرة فإن مما لاشك فيه أن انتظام انعقاد هذه القمم دليل على أهميتها وعلى حرص المنظمين على أن تكون مهنية وتساهم في تطوير محتوى الوسائل الإعلامية فكما تعلمون أن منتجي التقنية في سباق دائم لانتاج الوسائل السريعة والمريحة قد يسعد العاملين في الحقل الإعلامي لكنه يضعهم أمام تحديات صعبة ويفرض عليهم التجديد الدائم في شكل ومضمون رسائلهم الإعلامية لتكون قادرة على شد المتلقين لمحتواها مؤثرة تأثيرًا إيجابيًا في سلوكهم.
إن هذه القمة الإعلامية وما يوضع فيها من تصورات وخطط وما تنظمونه من لقاءات وورش تدريبية تساهمون بشكل فعال في رفع مستوى المنتج الإعلامي في وسائل الإعلام ودول العالم تتعرض لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والانسانية بتشويه نقائها وتضعف منظموتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسؤولة وكل ما نرجوه من هذه القمة وهي تضم خبراء متمكنين لهم مكانتهم وتأثيرهم أن تسعى ليكون المنتج الإعلامي رسول محبة وخير يحترم القيم الدينية ويقوى سياج المنظومة الأخلاقية ليظل شجرة طيبة تظل البشرية جميعا. لا يخف عليكم ما يشهده العالم من صراعات ومأسى انسانية تحفل نشرات الأخبار بها وهنا يأتي دور الكلمة المسؤولة في كل وسائل الإعلام لتساهم في تعزيز قيم التواصل داخل الأطياف في المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الأخرى.
انطلاقًا من موقع المملكة التي حباها وشرفها الله بوجود قبلة المسلمين في مكه المكرمة قبلة لأكثر من مليار مسلم في شتى بقاع العالم فقد سعينا إلى نشر ثقافة الحوار بين المسلمين مع بعضهم البعض ومع غيرهم من أتباع الديانات والثقافات فرعينا المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكه المكرمة في شهر يوينو 2008 وصدر عن المؤتمر نداء مكه المكرمة الذي أكدنا فيه على أهمية الحوار في الإسلام وبأن الرسالات الإلهية قد دعت جميعها إلى خير الإنسان والحفاظ على كرامته وإلى تعزيز قيم الأخلاق والصدق وقيم الأسرة وتماسكها وأخلاقياتها التى تفككت روابطها في هذا العصر حيث ابتعد الإنسان عن ربه وتعاليم دينه .. وتبع مؤتمر مكة المكرمة المؤتمر العالمي للحوار في مدريد بأسبانيا في شهر يوليو 2008 م وصدر عنه إعلان مدريد متضمنا عددا من المبادئ اتفق عليها المشاركون في ذلك المؤتمر.
لقد آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعًا ولجعل ثقافة الحوار عملا ومنهجا مستمرا فقد قامت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الحكومة النمساوية في شهر نوفمبر 2012 بإطلاق مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في مقره الدائم في فيينا وأنشئ المركز بهدف استراتيجي محوره تعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومد الجسور لتحقيق ذلك مع البحث عن حلول للصراعات لتعزيز قيم التعاون بين الجماعات المختلفة.