بيريرا .. وجه عابس وحظ بائس
حظي البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب فريق الأهلي لكرة القدم، الذي ترك منصبه أخيراً بناءً على رغبته، بهالة إعلامية ضخمة في وسائل الإعلام المختلفة إبّان قرار مسؤولي النادي التعاقد معه لمدة موسمين.
حضر بيريرا إلى جدة برفقة مساعديه الفنيين وثلاثة صحافيين من بلاده؛ لتغطية مراسم توقيع العقد؛ نظراً للقيمة التدريبية التي يملكها في موطنه ولاسيما أنه كان يشرف فنياً على بورتو. رفض بيريرا الذي عُرف بـ "الصرامة" وقوة الشخصية عديداً من العروض التدريبية التي انهالت إليه لخطب وده من عديد من الفرق الأوروبية، وفضّل التوجّه إلى الشرق الأوسط، تحديداً إلى السعودية، في ظل العرض المادي الضخم الذي سال لعابه على أثره، والذي لم يدفعه للتردد بتاتاً على الموافقة عليه. بدأ بيريرا رحلة تجربة جديدة خارج أسوار بلاده ووعد أنصار "قلعة الكؤوس" بتحقيق لقب الدوري الذي غاب عن خزائنهم أكثر من 20 عاماً وتحقيق الإنجازات الواحد تلو الآخر، وذلك مع أول ظهور له في مؤتمر صحافي في مقر النادي، إلا أن وعوده تلك تبخرت في شواطئ البحر الأحمر، وتلاشت تماماً بعد أن تمّ الرهان عليه كثيراً في ظل الرغبة والسيرة الذاتية التي يملكها هذا المدرب.
ضرب بيريرا الذي قلما تجده مبتسما، ويظهر بوجه عابس، ويتمتم ببعض الكلمات، ولاسيما عندما يتأخر فريقه، بيد من حديد لاعبي الفريق بغية تطبيق فلسفته التدريبية التي كان ينوي تطبيقها، والتي كانت تعتمد على "الاستحواذ"، ولعل الكلمة الأخيرة ستظل عالقة كثيرة بأذهان محبي النادي بعد أن كان يردّدها كثيراً في كل ظهور له وهي تبحث عن النتائج، ولم يدر ببال اللاعبين المميزين وطالب بتسريحهم، أمثال: البرازيليين فيكتور سيمويس وبرونو سيزار والعراقي يونس محمود، بعد أن وصفهم بالمتخاذلين - على حد تعبيره.
ظهر بيريرا بتقليعات غريبة في اللقاءات الرسمية التي يخوضها فريقه والمتمثلة في ارتدائه شارة القيادة رغبة منه في إشعار الآخرين بأنه هو القائد ولا أحد غيره، في إشارة إلى "الأنا" التي يتصف بها، أيضا التقليعة التي أخذت في صدور العديد من النكت بعد أن كان يدوّن التعليمات في ورقة صغيرة ويعطيها للاعبين في أثناء سير اللقاء والتي وُصفت بـ "البراشيم".
يشار إلى أن بيريرا قاد الأهلي في 26 مباراة في دوري عبد اللطيف جميل، كسب منها 12 مباراة، وتعادل في تسع مباريات، فيما خسر خمس مباريات، وفي كأس ولي العهد فاز على أبها، والعروبة في دوري الـ 32 والـ 16 قبل أن يخسر أمام الفتح في دور الثمانية ويغادر البطولة.
وفي بطولة خادم الحرمين الشريفين التي وصل فيها إلى النهائي وخسره أمام الشباب، بدأ مشواره بالفوز على الأنصار في الـ 32، والعروبة في الـ 16، وتخطى الطائي في دور الثمانية، قبل أن يكسب الاتحاد ذهابا وإيابا.