وفاء لصديقه .. طفل يدخر مصروفه ليتصدق على زميله الغريق
لم يخف الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، سعادته وهو يستقبل أحد طلاب مدرسة ابن كثير الابتدائية في الأفلاج، الذي ادخر مصروفه اليومي وحرم نفسه من الإفطار ليتصدق على زميله المتوفى غرقاً. واعتبر وزير التربية ما فعله الطفل عبد الرحمن عبده سلطان هو تأكيد للسلوكيات العربية والإسلامية وقيمهما.
ولم يتجاوز الطفل عبد الرحمن العشر سنوات، إلا أنه سطر موقف وفاء لصديقة ورفيق دربه، بتبرعه بإفطاره اليومي للوقف المخصص لزميله الذي توفاه الله غرقاً في أحد المسابح.
الأمير والوزير الفيصل رأى في هذا الموقف نبلا ووفاء وبعد أقل من ثلاثة أيام من اطلاعه على القصة طلب مقابلة عبد الرحمن الصغير في سنه، الكبير في تصرفاته، ليشكره ويعزز هذه القيمة في المجتمع المدرسي.
وقال الفيصل خلال حديثه مع الشبل عبد الرحمن: "إنني سعيد بك وبأمثالك الأطفال الذين تظهر في سلوكياتهم الأخلاق الإسلامية والشيم العربية، وقد تحليت بها وأنت في هذه السن الصغيرة، وأنت بهذا تعطي مثلا أعلى على الفطرة الإسلامية، وما قمت به تجاه زميلك بعد وفاته يدل على هذه الروح العالية للإنسان الشهم، ونرجو الله تعالى أن يوفقك وتبقى مدى الحياة على هذا المستوى من الأخلاق والكرم والشهامة التي نرجو أن يتحلى بها كل شاب في السعودية والعالم الإسلامي".
ولم يفوت الفيصل المناسبة خلال استقباله الطفل ووالده ومدير تعليم الأفلاج أمس، بتوجيه تهنئته لوالد الطالب على أن أثمرت تربيته فيما نراه من سلوك فاضل لابنه، مرحبا به في بلده السعودية، وقال: "آمل أن أرى عبد الرحمن يتقدم في دراسته، وأن ألتقي به وقد حقق أحلامه بإذن الله"، مقدراً للإدارة وللمعلمين في مدرسة الطالب، الذين لاحظوا هذا الموقف الإنساني النبيل وتعهدوه بالرعاية والاهتمام.
من جانبه، وصف محمد مبارك الزايد مدير التربية والتعليم في محافظة الأفلاج، استقبال الوزير باللفتة الأبوية والتربوية، وقال إن مبادرة الأمير خالد الفيصل الحانية تعد واحدة من الدعائم المتعددة التي يحظى بها منسوبو التربية والتعليم في جميع المناطق والمحافظات.
وكان الطالب عبد الرحمن "يمني الجنسية" حرص أن يكون ادخاره من مصروفه اليومي وتبرعه بنية زميله "سراً"، حتى علم ذلك أحد معلميه بعد إلحاح عليه، حيث وجد تصرف الطفل صدى كبيراً في المحافظة ومسؤولي التعليم.
وتحرص "التربية" إلى تعزيز عدد من القيم من خلال الفعاليات والأنشطة والبرامج الطلابية، حيث تعد قيم الوفاء والصدقة من أهم القيم التي تعزز في المدارس.