جامعة الملك سعود: 85 % نسبة الدعم الحكومي للبحث العلمي
قال الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود، إن النسبة العظمى من ميزانيات البحث العلمي في السعودية تمول من قبل الدولة بواقع 85 في المائة تقريباً، في حين أن نسبة التمويل الحكومي لميزانيات البحث العلمي في اليابان مثلاً تقل عن 18 في المائة، وفي كندا 30 في المائة، وفي الولايات المتحدة 35 في المائة، مشيراً إلى أن تجربة الجامعة في برنامج الكراسي كانت موفقة لتلقى الدعم غير الحكومي لصالح البحث العلمي، ولفت بدران في كلمته عقب افتتاح الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض أمس الإثنين الملتقى الثالث للكراسي البحثية بجامعة الملك سعود، إلى أن فكرة إنشاء الكراسي العلمية نابعة عن رغبة الجامعات في توثيق الصلة مع مؤسسات المجتمع ورجاله، واستثمار كوادرها العلمية في إنتاج المعرفة، فالجامعات – وهي بيوت الخبرة على مستوى العالم - تعد مصدر الإنجازات، ومدينة العقول الوثّابة المنتجة، ومتى ما تلقّت الجامعات الدعم، وتأسست فيها الكراسي، وتولاها رجال أمناء مخلصون فإن الوطن على مشارف نهضة تنافسية حقيقية.
وأشار العمر إلى أن الملتقى الثالث لكراسي البحث، الذي تنظمه الجامعة يأتي إيماناً منها لتحقيق المستوى المأمول لبرنامج كراسي البحث في الجامعة، حيث إن عبر هذا الملتقى ستبعث الجامعة رسائل واضحة للمهتمين ببرنامج كراسي البحث من الداعمين والباحثين ليقفوا على عمق الرسالة الوطنية والعلمية التي يؤديها هذا البرنامج.
من جهته أوضح الدكتور أحمد بن سالم العامري وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أن برنامج كراسي البحث العلمي وجد ليكون رافدا للبحث العلمي الجاد للمساهمة في خدمة الأولويات التنموية الوطنية، إلا أنه يمثل أداة حقيقة لإتاحة الفرصة للشخصيات العامة ورجال الأعمال والشركات لدعم مسيرة البحث العلمي في الجامعات من أجل تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق الرخاء والازدهار لبلادنا الغالية".
ولفت العامري إلى أن جامعة الملك سعود لا يمكن أن تحلق في سماء الإبداع والتميز دون أن يكون لديها منظومة بحثية متكاملة تسهم في نشر أعمال علمية جادة تفضي إلى تعزيز اقتصاد المعرفة، مضيفاً: "وهذا بلا شك يحتاج إلى تخصيص موارد كافية تلبي متطلبات إنجاز البحث العلمي فالدول المتقدمة تجتزئ من ناتجها المحلي جزءا ليس بيسير لدعم البحث العلمي والتطوير والإبداع، إدراكا منها أن البقاء في المقدمة لا يمكن أن يتحقق دون بذل الغالي والرخيص في استمرار عجلة البحث والتطوير".
وقال : "إن الجامعة كانت السباقة في إنشاء كراسي البحث العلمي في المملكة وقد توالى إنشاء هذه الكراسي في الجامعات الأخرى لتضم الجامعة وحدها أكثر من 100 كرسي بحثي جاء جزء منها بدعم وتمويل من رجال الدولة الأوفياء والمخلصين من رجال الأعمال، وتحملت الجامعة تمويل الجزء الأكبر، إيمانا منها بالبدء في نشر ثقافة البحث العلمي وإيصال صوتها إلى المجتمع للمساهمة معها في دعم الحراك العلمي الذي تشهده المملكة، حيث أظهرت التقارير الدولية سرعة نمو وتيرة البحث والتطوير في المملكة، لتكون واحدة من الدول الأكثر نموا في البحث العلمي بالعالم. وأضاف: "وقد حقق برنامج الكراسي العديد من الإنجازات ما بين أبحاث علمية نشرت في أرقى المجلات العلمية العالمية، وتأليف عدد كبير من الكتب القيمة وترجمة لمصادر معرفية معروفة وتسجيل براءات اختراع في أماكن مختلفة من العالم، وحازت على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية لإنتاجها العلمي المميز.
وأبان الدكتور رشود الخريف عميد البحث العلمي بجامعة الملك سعود إلى ارتفاع عدد البحوث المنشورة في الدوريات العلمية من 1400 بحث فقط في عام 2006 إلى 9000 في 2013، كما ارتفع الدعم المخصص للبحث العلمي لتحتل السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث حجم النشر العلمي، وقال الخريف: "إن الجامعة تفخر بوجود عدد متنوع من كراسي البحث يصل عددها إلى 110 كراسي بحثية يتصل مجالها بمعظم القضايا المجتمعية والاهتمامات العلمية والأدبية".
وذكر الخريف أن الكراسي البحثية هي مبادرات نوعية لمعالجة قضايا علمية ومجتمعية ويعتبر دورها مهما في إيجاد الحلول لقضايا مهمة وعاجلة تواجه المجتمع، حيث إنها شراكات فاعلة مع القطاع الخاص وهي رافد مهم للبحث العلمي في الجامعات، مضيفاً: "واستطاع هذا الملتقى استقطاب 40 ورقة علمية اختارت اللجنة العلمية منها 16 ورقة لتقديمها في الجلسات العلمية 21 ورقة، كما انهالت طلبات المشاركة في المعرض المصاحب للملتقى من خارج الجامعة وداخلها ولكن المخطط المعتمد مسبقا لم يتح المجال لمشاركة أكثر من نحو 80 كرسي بحث".