«سابك» تتجه لاستخدام تقنيات لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة المتجددة
قال أرنستو أوشيلو، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار في شركة سابك السعودية، إن الابتكار يُسهم بـ 10 في المائة في أرباح "سابك"، فيما تسعى الشركة إلى زيادة هذه النسبة مستقبلاً.
جاء ذلك في رده على سؤال لـ "الاقتصادية" خلال مؤتمر صحافي في مقر الشركة أمس، تم عقده ضمن فعاليات احتفال الشركة بـ "يوم الابتكار".
وبلغت أرباح شركة سابك 6.44 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بـ 6.56 مليار ريال تم تحقيقها في نفس الفترة من العام الماضي.
وأعلنت "سابك" عن دخولها في المراحل النهائية للدراسات الأولية لتقويم أعمال البناء الخاصة بمجمعها الصناعي، المزمع إنشاؤه في السعودية لتحويل النفط إلى كيماويات، الذي يعد الأول من نوعه عالمياً.
وردا عن سؤال آخر لـ "الاقتصادية" قال المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي للشركة: "المجمع سيكون من أكبر ثلاثة مجمعات صناعية في السعودية، ولم نصل إلى تكلفته حتى الآن"، مضيفا أن التقنية الجديدة "ستجعل الشركة قادرة على إنتاج مواد كيماوية كثيرة من النفط الخام"، وهي أفضل من استخدام الغاز الذي يسمح بإنتاج مواد كيماوية محدودة؛ وفقا لقوله.
وأضاف: "سيبدأ تشغيل المجمع في نهاية العقد الجاري 2020م، وسيؤدي تشغيله إلى توفير نحو 100 ألف فرصة عمل جديدة حسب التوقعات الحالية للشركة".
وبسؤاله عن تمويل المشروع أجاب: "سيكون التمويل من خلال السيولة لدى الشركة، وقروض من المصارف، وإصدار صكوك، إضافة إلى التمويل من الصناديق الصناعية في السعودية مثل صندوق التنمية الصناعية، وصندوق الاستثمارات العامة".
وأضاف، أن الشركة ستدخل مشروع المجمع الصناعي الجديد بمفردها كعادتها في المشاريع الكبرى "لكن ليس هناك ما يمنع من دخول مساهمين في المشروع".
وأوضح أنه سيتم الانتهاء من الدراسات الأولية للمجمع الصناعي منتصف العادم المقبل، مؤكداً أنه سيحقق "مردودا إيجابيا جدا على الاقتصاد السعودي، كونه يحقق نقله نوعية في استخدامات النفط الخام وتوفير المواد الخام".
وعن موقع المشروع، أوضح الماضي أنه لم يتم تحديده بعد، لكنه سيكون في أحد المدينتين الصناعيتين "الجبيل" أو "ينبع"؛ بحسب توافر الخدمات اللازمة للمجمع من مواد خام وأيدٍ عاملة وغاز ومقاولين وخلافه.
وأوضح أن المجمع الجديد يقدم معياراً تنافسياً جديداً، ويضع السعودية في مكانة رائدة تقنياً على مستوى صناعة البتروكيماويات، حيث تسمح تقنية "تحويل النفط إلى كيماويات" بتحويل النفط الخام مباشرة إلى منتجات بتروكيماوية، مع تحقيق أعلى معدل تحويل تم الوصول إليه في هذه الصناعة، وذلك بصورة تنافسية ومستدامة".
وأضاف: "المجمع الجديد يضم وحدات تشغيل مبتكرة تُمكنه من تحقيق أكبر ناتج في العالم لعملية تحويل النفط إلى مواد كيميائية، وتتوقع "سابك" استهلاك نحو عشرة ملايين طن متري من الزيت الخام سنوياً في هذا المجمع، لإنتاج البتروكيماويات، والمواد الكيماوية المتخصصة المتقدمة، وهو ما يتوافق مع أهداف استراتيجية (سابك) 2025م". من جهته، قال الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك): "إن المملكة تمضي قدماً في مسيرتها التنموية، مستهدفة تنويع مواردها، والحدّ من استهلاكها للطاقة، والتحرك نحو اقتصاد المعرفة". وأضاف خلال كلمته في حفل الشركة أمس: "وصولاً إلى هذه الغاية، تحتاج المملكة إلى الالتزام الجاد، والتمكين الفعال لجميع محركاتها التنموية.. و"سابك" بخطى ثابتة في طريقها نحو تأكيد تحولها إلى شركة تزوّد الأسواق المحلية والعالمية بالحلول المبتكرة، مستخدمة التقنيات الجديدة لتضيف قيمة مهمة لأعمال زبائنها. ونلخص ذلك في كلمة "الابتكار"، أي الاختراعات المبتكرة القابلة للتسويق".
#2#
مضيفا: "إننا على ثقة من أن الابتكار سيؤدي إلى زيادة أرباح مساهمينا بصورة مستمرة. وهناك علامات مشجعة على ذلك؛ فمن أبرزها مبيعات (سابك) من المنتجات الجديدة، وكذلك المصانع التي تم بناؤها أو تحسينها باستخدام تقنيات (سابك) الجديدة".
وقال ابن ثنيان: "إن الأثر المالي المحتمل من باقة ابتكاراتنا، يرتقي إلى أفضل المستويات المسجلة في مجال صناعة الكيماويات، مع تحقيق معدل نمو قارب خمسة أضعاف على مدى السنوات القليلة الماضية".
وأضاف: "فنحن على ثقة من أنكم سترون خلال الدورات القادمة "ليوم الابتكار لدى "سابك"، مزيداً من الفرص التي بدأت تؤتي ثمارها.. وعليه فمن المتوقع أن تسهم أنشطة الابتكار في "سابك" بتحفيز النمو ضمن السياق الأوسع للاقتصاد السعودي، وستبذل "سابك" قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية.
وفي إطار تحفيز عنصر الابتكار على الصعيد العالمي والمستوى المحلي، أعلن المهندس الماضي عن "جائزة الابتكار" السنوية لأصحاب المشاريع البحثية، حيث ستمنح "سابك" مكافأة مالية تصل إلى عشرة ملايين ريال سعودي، مع تقديم الدعم البحثي والتجاري للأفكار المبتكرة، أو الاختراعات القائمة في مجال البوليمرات الذكية. وسيتم قبول الطلبات بدءاً من حزيران (يونيو) 2014م، عبر موقع (سابك) الإلكتروني.
وحول هذه الجائزة، ذكر الماضي: " كل عام تقوم "سابك" بدراسة أكثر من 250 فكرة جديدة لتقييم احتمال الشراكة فيها. ونأمل أن تسهم جائزة (سابك) للابتكار في تشجيع المزيد من الأفكار البحثية".
وقال: "يعمل محرك الابتكار في "سابك" بكامل طاقته، فالابتكار هو مفتاح المستقبل، ليس فقط بالنسبة لشركة (سابك)، بل للمملكة أيضاً. فالابتكار يمكن أن يوجد اقتصاد المعرفة في المملكة، ويؤسس لبيئة أكثر ترشيداً لاستهلاك الطاقة.. ولكن الأمر يستلزم جهوداً متواصلة من قبل الحكومة والجهات الأكاديمية وقطاعات الأعمال لتوفير البيئة الملائمة للنمو. وسنواصل العمل لكي نكون جزءاً من هذه الجهود".
وتابع في كلمته خلال الحفل أنهم سيعلنون في وقت لاحقٍ من الشهر الجاري عن استكمال "سابك" للمرحلة الأولى من تقنية تمثل قفزة علمية نوعية في تحويل الغاز الصناعي بصورة مباشرة إلى أوليفينات، وقريباً سيتم الانتقال إلى مرحلة تطوير هذه التقنية الجديدة على المستوى شبه التجاري.
وأضاف: "هذه التقنية المحمية بشكل كامل ببراءات الاختراع ستحقق معياراً تقنياً جديداً في مجال إنتاج الكيماويات، إذ يمكنها استغلال أنواع متعددة من اللقيم بدءاً من الغاز الطبيعي، وحتى فحم الكوك النفطي، والنفايات البلدية الصلبة".
وقال: "هناك حزمة أخرى من التقنيات لإنتاج الطاقة الكهربائية، من خلال مصادر الطاقة المتجددة بتكلفة أقل من إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الغاز الطبيعي، وأيضاً تقنيات لاستخلاص الهيدروجين من الماء، وإنتاج الكيماويات من ثاني أكسيد الكربون، ومبادرات تهدف إلى منع انتشار السوسة الحمراء، إضافةً إلى مشاريع أخرى كثيرة".
وأكد مواصلة الشركة التزامها نحو خفض بصمتها البيئية، "فالاستدامة في صميم أعمالنا، حيث نخطط لخفض استهلاكنا من الطاقة، وانبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2025م".
من ناحيته، قال أرنستو أوشيلو إن "سابك" سجلت عشرة آلاف براءة اختراع، ما يشكل إنجازاً مهماً ويضع الشركة في المرتبة الأولى، من حيث تطوير براءات الاختراع في الشرق الأوسط". وذكر أن الشركة بهذا العدد تسجل براءة اختراع جديدة كل 18 ساعة، معتمدة على جهود أربعة باحثين تقريباً لكل براءة اختراع، مبيناً أن هذا المعدل لتسجيل براءات الاختراع يفوق معدل أي شركة من الشركات العشر الأولى في مجال الكيماويات على مستوى العالم.
وحول الملكية الفكرية، علق أوشيلو، قائلاً: " تُعد الملكية الفكرية أداة مهمة لمساعدة (سابك) على تحقيق أهداف استراتيجيتها لعام 2025م. ويشكل إنجازنا على مستوى براءات الاختراع أحد المؤشرات العديدة، التي تقيس حجم استفادتنا من الاستثمار في مجال البحث والتطوير، وتعكس براءات الاختراع الدولية - التي بلغت 10400 براءة اختراع - مدى تركيزنا على الابتكار لدعم مسيرتنا التنموية".