احتفال بتخرج 13 سجينا من جامعة القصيم
هل شاهدت حفلا في سجن، ينظمه سجناء يعتنون بتفاصيله كافة حتى تجهيز القهوة والشاي والعشاء للمدعوين .. هكذا تلقت "الاقتصادية" دعوة لحضور حفل تخريج 13 سجينا من سجن مدينة بريدة أحد أقدم السجون في السعودية والقابع في الصفراء أحد أشهر أحياء المدينة السعودية.
في مدخل السجن قابلنا عائلات تزور سجناء في يوم الحفل نفسه، حيث بدا السجن وكأنه موقع احتفال عادي..
كانت نظرات حراس السجن تحيطنا بالاستغراب لدخول الكاميرات وهم يتساءلون هل سيتم تصوير المساجين؟ وهل هم موافقون أن تنشر صورهم في الصحف؟
في مقر الحفل بدأ السجناء ينظمون كل التفاصيل.. الكراسي والسجاد والضيافة وكل ما يخص الحفل.. حماس منقطع النظير وتحركات سريعة واستقبال للضيوف.. أحد المساجين بادرنا بسؤال: من أي جهة أنتم.. أخبرناه.. فقادنا لموقعنا المخصص.
عندما بدأ زميلنا المصور بندر الجلعود يلتقط الصور للسجناء كان الجميع يقف أمام الكاميرا ويعدل من هندامه ويسألنا: أين سيتم النشر؟ في بادرة تحسسك بثقته التامة بنفسه..
على جانب آخر، اصطف 13 خريجا يرتدون مشالح التخرج وعليها شعار جامعة القصيم وهم فرحون بالتخرج، ويقولون: نعلم أننا قد أخطأنا وزلت بنا القدم لكنها ليست نهاية المطاف، سنخرج بشهادة جامعية تعطينا القوة والحماس للعيش في مجتمع صالح ومفيد.
أمير القصيم قال: أنا فخور بهذه التجربة وفخور بهذا العمل، أليس السجين قد دخل بقضية وخرج بشهادة جامعية يبني ويؤسس هذا الوطن مع بقية أفراد المجتمع؟ مشيدا بدور جامعة القصيم وبالدور الكبير لسجن منطقة القصيم في احتواء هذا العمل، وقال: مبادرة الجناح المثالي كانت فكرة على ورق تحققت بعزيمة الرجال المخلصين لخدمة الدين والوطن وأصبحت الفكرة قائمة نزورها كل عام ونشاهد عملا متقنا ومخططا له.. يكفينا فخرا أن سجون السعودية ليست للتعذيب والقهر بل لبناء الرجال وإصلاحهم وتعديل مسار من انحرف منهم هذه سياسة هذا البلد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته.
مشيرا إلى أن خروج الخريج وعدم ممانعته التصوير وظهور صورته أمر غير عادي وفيه ثقة بالنفس والصلاح الذي ننشده بهم، حمد الصقعبي المشرف على الجناح المثالي قال إن هناك جنودا مجهولين في هذا العمل وهناك عمل تعاوني مع جهات متعددة تقدم الدعم والمساندة ونعمل عليها لنحقق موقع مميز لمساجين نحاول إصلاحهم.
الدكتور خالد الحمودي مدير جامعة القصيم قال إن هذه تجربة فريدة تقوم بها الجامعة مع إدارة السجون في القصيم، تحقق للسجناء مواصلة تعليمهم والتسلح بالعلم، وهو جانب من البرنامج الإصلاحي لهم.
من جانبه، بين الخريج عبد الله اليامي أنه أكمل تعليمه الجامعي في السجن ولم يكن يفكر أن يكمله سابقا وإصراره على التعليم جعله يحصل على تقدير ممتاز بمعدل 4.5، مشيرا إلى أن جميع الخريجين مستواهم عال ونسبهم مرتفعة في النجاح، وهذا تحقق من خلال تسهيل العديد من الأمور وتوفير المناخ التعليمي الجيد في السجن.