سامي .. الوجبة المفضلة إعلاميا
قبل بداية الموسم، وبينما كانت الأندية في خطواتها النهائية لفترة الإعداد، كان الهدوء يعم الساحة الرياضية في السعودية مثل كل فترة تسبق بدايته.
لكن سرعان ما تغيرت الوتيرة وبدأ الموسم قبل أن يبدأ من كل النواحي، منذ أن أعلنت إدارة نادي الهلال تعيين سامي الجابر مدربا، في تجربة جديدة وفريدة في الأندية السعودية منذ أعوام طويلة لم تخطُ مثل هذه الخطوة الجريئة، من خلال الاعتماد على اسم وطني يقوم بإعداد الفريق وجلب الطاقم المساعد واللاعبين الأجانب.
وكانت فرصة سانحة للجابر أن يبني له اسما في عالم التدريب، مع النادي الذي ترعرع فيه وعمل بكل المناصب منذ أن كان لاعبا ثم مديرا لإدارة كرة القدم في الفريق، مستندا إلى تاريخ مجيد كتبه بمداد من الذهب.
لكن ذلك التاريخ لم يمنع أن تكون هناك العديد من الاعتراضات داخل بيت الهلال رفضا لهذا التعيين، في الوقت الذي أكد خلاله الجابر في أول مؤتمر صحافي أنه يأمل أن يتم معاملته معاملة المدرب الأجنبي، وفي نهاية الموسم يكون هناك تقييم لعمله بكل تفاصيله، وأنه سيقدم عصارة ما اكتسبه من الدورات التدريبية ومعاصرة العديد من المدربين العالميين سواءً كان لاعبا أو إداريا.
وبعد أن مر الموسم العصيب بكل تفاصيله انتهى مشوار الهلال، لتبدأ الفترة التي طالب بها الجابر من أجل التقييم الشامل لما قدمه من عمل طوال الموسم، عن ذلك يقول المدرب الوطني حمود السلوة: "مجرد تعيين مدرب سعودي منذ بداية الموسم من خلال إشرافه الكامل على فترة الإعداد، أمر إيجابي يضيف للمدربين الوطنيين الكثير، خصوصا في ظل عدم إعطائهم فرصا مميزة لتدريب الأندية خاصة الجماهيرية منها".
وأَضاف "برأيي أن سامي الجابر يملك من الخبرة والثقافة ما لا يوجد لدى أكثر المدربين الأجانب، الذين تستقطبهم الأندية بمجرد أنهم يملكون جنسيات أجنبية وهنا تقع المشكلة".
مر الهلال في مراحل مختلفة هذا الموسم ما بين التميز والإخفاق في مباريات دون أخرى، بدأ الموسم بمستويات مميزة حتى نهاية الثلث الأول من دوري عبداللطيف جميل، ثم بدأ الهلال في التراجع من ناحية المستويات الفنية، وبالتالي أصبحت النتائج دون طموح أنصار الفريق، ليخسر على التوالي كأس ولي العهد ثم دوري عبداللطيف جميل، وأخيرا كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وهو الأمر الذي جعله يقع تحت وطأة النقد على جميع الأصعدة، خاصة أن الهلال اعتاد على تحقيق البطولات بشكل سنوي دون توقف، وبمجرد الخروج من أحد المواسم خالي الوفاض فإنه أمر يعتبر سلبيا ويستحق التوقف من أجله.
يعلق السلوة على هذه الجزئية بقوله: "تدريب الهلال مهمة ليست بالسهلة وتحتاج إلى جهد ذهني مختلف، لأن النادي اعتاد على البطولات في كل مواسمه، وهذا الأمر يزيد من الضغط على أي مدرب، حتى لو كان اسما كبيرا في عالم التدريب لأنه لا توجد فرصة عند أنصار الهلال لبناء فريق أو خلافه، لا يريدون إلا تحقيق الذهب بشتى الطرق ولا يوجدون الأعذار عند الإخفاق".
وزاد: "الجابر في أول مواسمه التدريبية يعتبر عمله مميزا للغاية، حيث قدم شخصية المدرب القادر على التكيف مع الظروف في ظل الإصابات التي طالت لاعبيه، إضافة إلى أنه أجاد قراءة عدد من المباريات المهمة، لكن ذلك لم يكن كافيا لتحقيق ما يطمح إليه من البطولات، لذلك فإنه ناجح بالنسبة له، نظرا لحداثة التجربة التدريبية، وهذا لا يلغي أن الهلال لم يكن موسمه ناجحا بالنظر إلى تاريخ النادي الذي لا يرضى إلا بتحقيق البطولات".
مسيرة الهلال تحت إشراف سامي كانت جيدة من الناحية الرقمية، حيث قاد الهلال في 41 مباراة فاز في 29 مباراة منها وتعادل في ست مباريات وخسر مثلها، وهو الرقم الذي أكد الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس النادي أنه جيد بالنسبة لمدرب في أول مواسمه التدريبية، وهذا لا يلغي أن الهلال تعرض للعديد من الظروف كان أهمها غياب عدد من اللاعبين في مباريات مهمة، يقول المدرب الوطني عبدالعزيز العودة: "في الموسم الحالي الهلال عانى غيابات عديدة من جراء الإصابات، لكن الجابر استطاع أن يسير بالفريق بشكل جيد، إضافة إلى أنه كان يعاني أخطاء الحراسة والدفاع، وهي التي كانت سببا في خسارة الدوري وكأس ولي العهد، وهذه من مهمات المدرب الذي نجح في نهاية الموسم ومع عودة عدد من اللاعبين المهمين في الخطوط الخلفية". وأضاف: "هناك عمل تكتيكي من الجابر لا يمكن تجاهله، كان آخره أمام بونيوديكور الذي قدم فيه الهلال جملا تكتيكية عالية تحسب للجهاز الفني، إضافة إلى الانضباط الذي كان عليه اللاعبون في المباراة وتميزهم في التحرك والسرعة والمهارة، على سبيل المثال الهدف الأول من 11 تمريرة بين اللاعبين، كانت مرسومة بشكل يؤكد أن هناك عملا يقدمه الجهاز الفني مع اللاعبين في التدريبات".
مع نهاية الموسم لم تنته الإثارة التي تلاحق سامي الجابر أينما حل وارتحل، حيث أصبح هو الوجبة المفضلة لدى وسائل الإعلام من خلال كتابة واختلاق الأخبار تجاه مسألة استمراره، التي سيحسم أمرها خلال اليومين المقبلين، حسب تصريح الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي أعقب تأهل فريقه لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا، بعد أن يتم تداول أمر استمرار الجابر من عدمه مع أعضاء الشرف الداعمين والمؤثرين.