أطفال يساندون أسرهم بالبيع تحت أشعة الشمس
يجد عدد من الأطفال الصغار ذوي الأصول الآسيوية، والعربية فرصة لبيع السبح والمشغولات اليدوية والخردوات، في شوارع المدينة المنورة، على المعتمرين والزوار بالقرب من الحرم النبوي الشريف.
إضافة إلى ذلك يتجول أولئك الأطفال بالقرب من المعالم الدينية والتاريخية الشهيرة في المدينة المنورة مثل موقع جبل أحد والمساجد السبعة، أو في الحدائق العامة والإشارات المرورية، عارضين بضاعتهم البسيطة التي لا يتجاوز ثمنها بضعة ريالات وتجد رواجا لدى الزوار لكي يصطحبوها معهم كهدايا لأحبائهم وأقربائهم عند عودتهم إلى بلادهم.
وتلجأ أسر أولئك الأطفال لتشغيل أبنائهم في تلك المهنة لزيادة مداخيلهم المادية، ودعم الأسرة ماليا، خاصة مع التعاطف الذي يبديه من يشتري تلك البضاعة من الأطفال الصغار، ولا تقتصر بضاعتهم على السبح والمشغولات اليدوية بل تشمل أيضا المناديل الورقية والمياه وكل ما خف وزنه وثمنه في نفس الوقت حتى لا يشكل وزن تلك البضاعة عائقا أمامهم في التنقل بخفة بين الزبائن أو السيارات.
وقال المواطن عبدالله الحربي إنه عند خروجه من الدوام في الظهيرة يجد أولئك الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العاشرة يقفون أمام الإشارة المجاورة لمقر عمله لبيع المياه والمناديل في ظل ارتفاع حرارة طقس تصل إلى 39 درجة، وأشار الحربي إلى أنه في بعض الأحيان يقوم بالشراء، وأخرى يمنحهم مبلغا ماليا دون مقابل، وذلك تعاطفاً معهم وليس حاجة للبضاعة التي يبيعها الأطفال.
من جانبها، قالت شرف بنت أحمد القرافي المشرف العام على فرع جمعية حقوق الإنسان في المدينة المنورة لـ" الاقتصادية" إن ظاهرة بيع الأطفال لتلك البضاعة, تتداخل فيها عدة أشكال استغلالية لهم والذين نجدهم ونصادفهم في أعمال تعرضهم للإساءة والاستغلال والانتهاكات العديدة والأضرار الصحية والنفسية، منهم أطفال يعملون في بيع الأشياء الصغيرة ومناديل ولعب أطفال والمياه المعدنية، أو يتسولون في الشوارع وعلى الأرصفة، وقالت إن تلك الصور من استغلال الأطفال تعد انتهاكاً لحقوق الطفولة في الحياة الكريمة والآمنة، وأكدت وجوب وقاية الطفل من ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال، وألاّ يتعرض للاتجار به بأي وسيلة من الوسائل، وألا يتم استخدامه للعمل قبل بلوغ سن مناسبة، وألا يسمح له بتولي حرفة أو عمل يضر بصحته أو يعرقل تعليمه أو يضر بنموه البدني أو العقلي أو الأخلاقي، مشيرة إلى أن أكبر المخاطر التي تواجه هؤلاء الأطفال تكمن في البيئة المحيطة بهم والخالية من الحماية الأسرية أو المجتمعية.