اعتذار الهولنديين لا يكفي .. لنقف بقوة أمام المتجاوزين
اعتبر قراء "الاقتصادية" الاعتذار الرسمي المقدم من اتحاد أصحاب الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا للسعوديين لا يكفي عما بدر من أفعال مسيئة ومستفزة من قبل الهولندي المتطرف فيلدرز، مطالبين الحكومة الهولندية بمزيد من الإجراءات الرادعة والحافظة للعلاقات الثنائية.
وجاءت تعليقات القراء على الخبر المنشور في الصحيفة أمس تحت عنوان "قبيل ساعات من وصول مبعوث إلى الرياض.. اعتذار هولندي للسعودية".
وقال القارئ أبو عبد العزيز "يجب ألا نسامح، وأن ندفع بمزيد من الإجراءات الصارمة تجاه كل متجاوز".
وطالب القارئ مشقاص باستغلال وصول المسسؤول الهولندي إلى السعودية والضغط نحو نشر مزيد من المؤسسات الإسلامية في أمستردام، وأكد القارئ أبو عمر أن الاعتذار لا يكفي أبدا وغير مقبول بتاتا، مشددا على أن توجه الهولنديين للاعتذار للرياض يهدف إلى المحافظة على مصالحهم التجارية والاقتصادية، وخوفا من العقوبات التي ستنال من الاقتصاد الهولندي بشكل مؤلم.
ونشرت "الاقتصادية" أمس أنه في الوقت الذي ينتظر أن يصل خلال الساعات المقبلة مبعوث الشؤون السياسية في الخارجية الهولندية للرياض، لشرح موقف الحكومة من الإساءات التي أقدم عليها النائب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز تجاه السعودية والإسلام؛ قدّم اتحاد أصحاب الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا اعتذارا رسميا للسعوديين عما بدر من أفعال مسيئة ومستفزة من قبل فيلدرز ورفضه التام لها.
وأوضح لـ "الاقتصادية" مصدر في السفارة الهولندية في الرياض، أن المدير الأعلى للشؤون السياسية يُنتظر أن يصل إلى الرياض في الساعات المقبلة، لإجراء مشاورات مع المسؤولين السعوديين بشأن تداعيات تصريحات وأفعال النائب في المعارضة خيرت فيلدرز، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن موعد الوصول تحديدا.
وكانت السعودية قد أعلنت عزمها فرض عقوبات تجارية على شركات هولندية وخفض عدد تأشيرات الدخول المعطاة لرجال أعمال هولنديين، ردا على تصرفات للزعيم الشعبوي الهولندي خيرت فيلدرز اعتبرتها المملكة مهينة للإسلام. وفي رسالة مفتوحة بعث بها اتحاد الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا المعروف بـ "NCW" و"VN" "إلى الأصدقاء والشركاء في المملكة العربية السعودية"، أشارت إلى أن "بلدينا يتقاسمان تاريخا طويلا من العلاقات التجارية الممتازة، ففي عام 1023هـ (1644م)، حصل التجار الهولنديون على التصريح لعبور الجزيرة العربية، وكانت الحكومة الهولندية إحدى الحكومات الأولى التي اعترفت بالمملكة العربية السعودية، وأعمال الشركات السعودية في هولندا نشيطة، وكذلك الأمر في المملكة العربية السعودية، حيث إن كثيرا من الشركات الهولندية تمارس أعمالها عن طريق المشاريع المشتركة والبحوث والتصدير".
ويعد اتحاد الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا المعروف بأكبر مؤسسة لأصحاب الأعمال في هولندا "لدينا ما يزيد على 160 هيئة في القطاعات المختلفة، 115 ألف شركة، وتغطي أغلب القطاعات الاقتصادية التي تشمل أكثر من 80 في المائة من الشركات المتوسطة في هولندا وتقريبا كل المؤسسات الكبيرة".
ولفت اتحاد الصناعا ت وأصحاب الأعمال الهولندي إلى أن هذه العلاقات التجارية قد عززت كثيرا من العلاقات الطيبة والمصالح المتبادلة، إضافة إلى صداقات شخصية بين الشعبين السعودي والهولندي، وهي علاقات بنيت على أساس الثقة والاحترام المتبادل. وأضاف "لهذا نأسف بشدة للوضع الذي نتج عن التصرفات الاستفزازية من أحد أعضاء المعارضة في البرلمان الهولندي خيرت ويلدرز، علما بأن اتحاد الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا يرفض تماما هذه الأفعال المسيئة والمستفزة، كما أوضحنا لدى وسائل الإعلام الوطنية في عدة مناسبات، وكما أوضحنا للسلطات السعودية".
وتابع "في ضوء العلاقات الطيبة التي تجمع بين بلدينا نجد أنه من المهم أن نبلغكم شخصيا عن رفض مجتمع الأعمال الهولندي التام لهذه الأفعال الاستفزازية والمهينة للغاية". وكان موريس بورتشز، السكرتير الأول للشؤون الاقتصادية والثقافية في السفارة الهولندية في الرياض قد قال لـ "الاقتصادية" قبل أيام "إن وزير الخارجية الهولندي، فرانس تيميرمانس شخصيا، بصدد زيارة السعودية قريبا لمناقشة الأمر نفسه مع المسؤولين السعوديين".
وأوضح أن هولندا تولي أهمية خاصة وكبيرة للعلاقات الثنائية مع السعودية. وأضاف "وزير الخارجية سيبعث المدير التنفيذي للشؤون السياسية في وزارة الخارجية إلى السعودية، لإجراء مشاورات على أعلى المستويات مع السعودية، كما سيزور هو شخصيا المملكة قريبا". وبحسب المسؤول الهولندي، فإن ذلك يبين مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الهولندية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتابع "كما تعلمون هولندا والسعودية لديهما علاقات اقتصادية جيدة. أعتقد أن البلدين في حاجة إلى الشراكة مع بعضهما البعض، هولندا تصدر ما قيمته 2.2 مليار يورو إلى السعودية، فيما تستورد ما قيمته 3.8 مليار يورو من السعودية، وهذا يظهر بوضوح أهمية هذه العلاقات".