شركات طيران ترفع رسوم الشحن للمسافرين
استغلت عدة شركات طيران، خاصة الطيران الاقتصادي موسم الإجازة الصيفية لرفع الرسوم المفروضة على الأمتعة الزائدة بصحبة الراكب إلى قرابة 60 ريالاً للكيلو الواحد، ما أجبر كثيرا من المسافرين على شحن هذه الأمتعة عن طريق مكاتب الشحن، التي تعتمد في نشاطها على النقل البري والبحري.
وقال لـ "الاقتصادية" عاملون في مكاتب الشحن التي تعتمد في عملياتها على الوسائط البرية والبحرية "إن الإجازة الصيفية هذا العام ستشهد تنافساً محموماً بين مكاتب الشحن على المسافرين الراغبين في شحن أمتعتهم الزائدة، بعد أن رفع عدد من شركات الطيران الرسوم المفروضة على الوزن الزائد بصحبة الراكب إلى قرابة 60 ريالاً للكيلو الواحد".
وأضافوا أن "المسافرين الذين لديهم حجوزات وتذاكر طيران عن طريق بعض شركات الطيران لم يعد لديهم خيار؛ بعد أن رفعت تلك الشركات رسوم الوزن الزائد بصحبة الراكب إلى 60 ريالاً؛ سوى مكاتب الشحن البري والبحري، حيث لا يتعدى سعر الكيلو عشرة ريالات".
وقال شهاب علي، وهو يعمل في أحد مكاتب الشحن في الدمام، "إن الرسوم المرتفعة التي فرضتها شركات الطيران على الأمتعة الزائدة عبر رحلاتها، أجبرت عددا من المسافرين على التوجه إلى مكاتب الشحن التي يعتمد نشاطها على الوسائط البرية والبحرية بأسعار تنافسية ومناسبة على شحن الأمتعة إذا قورنت بأسعار شركات الطيران".
ولكن شهاب أشار في ذات الوقت، إلى أن أسعار مكاتب الشحن ارتفعت عن الأعوام السابقة، ولكنها في نهاية المطاف تعتبر أقل مقارنة برسوم شركات الطيران. وعلل الزيادة التي طرأت على أسعار مكاتب الشحن بسبب ارتفاع تكاليف النقل البري والبحري إلى بعض الدول التي يتم الشحن إليها، إضافة إلى زيادة أجور العمالة التي تقوم بعمليات التفريغ والتحميل من البواخر والسفن، وأيضا في زيادة طرأت على رسوم بعض الموانئ، كما أن أغلب المسافرين يرغبون في استلام أمتعتهم خلال فترة قصيرة، ما يدفع مكاتب الشحن لرفع الأسعار.
وهنا، يقول مسافرون لديهم حجوزات وتذاكر عبر شركات الطيران الاقتصادي، "إنه رغم التنافسية في أسعار تذاكر الطيران لعدد من المحطات العربية والدولية، إلا أن شركات الطيران فرضت رسوما عالية على الأمتعة الزائدة بصحبة الراكب، قد تتعدى 60 ريالا للكيلو الواحد". مشيرين إلى أنهم في ظل هذا الوضع اتجهوا إلى مكاتب الشحن التي تعتمد على النقل البري والبحري، لشحن أمتعتهم الزائدة، لكيلا يتحملوا دفع مبالغ كبيرة على الوزن الزائد لشركات الطيران قد تفوق قيمة أسعار التذاكر نفسها.
وقال عبد الحكيم أحمد وهو سوداني التقته "الاقتصادية" أمس الأول في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، "إنه قام بشراء تذكرة سفر للسودان من إحدى شركات الطيران الاقتصادي بقيمة 1300 ريال". ويضيف "لدي وزن زائد على الوزن المسموح به بـ 20 كيلو، لكني فوجئت بأنه يتوجب علي أن أدفع قرابة 1650 ريالا كرسوم على الأمتعة الزائدة".
وأضاف بحسرة "حاولت مع الموظف أن يخفض المبلغ لكنه رفض بدواعي تطبيق النظام، وقتها اتصلت بأحد أصدقائي للحضور إلى المطار لاستلام الأمتعة الزائدة لشحنها عن طريق مكاتب الشحن، وسأضطر لأن أسافر بدون بقية أمتعتي".
من جانبه، قال لـ "الاقتصادية" خليل النشمي مساعد مدير عام في إحدى وكالات السفر والسياحة في الدمام "إن الرسوم التي تفرضها شركات الطيران على الأمتعة الزائدة تتفاوت بين الدرجتين الأولى والسياحية، حيث يتم احتساب 1 في المائة من قيمة التذكرة لتدفع عن كل كيلو زائد بصحبة الراكب"، موضحاً أنه إذا كانت قيمة التذكرة مثلاً 4000 ريال، فإن أي كيلو زائد عن السموح به يحسب بقيمة 40 ريالاً، كما أن بعض شركات الطيران خاصة الاقتصادي لا تتقيد بهذه المعايير، فمثلا تجد قيمة التذكرة 1200 ريال، ويحسب سعر الكيلو الزائد في حدود 35 ريالاً. وأوضح أن رسوم الأمتعة الزائدة تراوح بين 35 إلى 60 ريالاً.
وأوضح النشمي، أنه كلما ارتفعت قيمة التذكرة ترتفع معها الرسوم المفروضة على الوزن الزائد.
كما أن رسوم الوزن الزائد تعتبر مرتفعة نتيجة عودة عمالة تلك الدول لقضاء إجازاتها الصيفية فيها، لذا تقوم شركات الطيران برفع رسوم الوزن الزائد على المسافرين ليصل سعر الكيلو الواحد إلى 60 ريالاً.
وقال "بعض شركات الطيران ترفع هذه الرسوم لإجبار المسافرين على عدم حمل أمتعة ذات أوزان مرتفعة، ما يشكل تهديداً للسلامة الجوية للمسافرين، ولكن في ذات الوقت يحرص البعض منها على استغلال موسم الصيف لتحقيق عوائد مالية تحقق له هذه الرسوم.
وأضاف النشمي، أن بعض المسافرين يفضلون شحن أمتعتهم الزائدة عن طريق مكاتب الشحن قبل مواعيد سفرهم بنحو أسبوعين، حيث يتم احتساب سعر الكيلو بخمسة ريالات بشرط أن يتعدى وزن هذه الأمتعة 100 كيلو، وفي حال النقص عن ذلك يحسب الكيلو بثمانية ريالات.