طموح شاب
بدأ الشاب علي الرويلي حياته في منطقة عرعر كطفل بدوي يعيش بين والدين أميين لا يحسنان القراءة والكتابة، في خيمة عشقها وعشقته حيث علمته أوتادها ما معنى الصمود بين صخور الواقع المرير، وعلمته حبالها كيف ينسج أحلامه وأهدافه دون أن يعتمد على إرث عائلي أو واسطة ما، وهمست له خيوط السدو المتينة فيها ألا يهرب حين تواجهه المشكلات، وأن يتعلم منها كيف يواجه الرياح دون أن يخشاها!
حين أنهى "علي" دراسته الثانوية سافر إلى الرياض ليكمل دراسته الجامعية. كان يحاول أن يصرف على نفسه ودروسه الجامعية من مكافأته التي لم تصمد كثيرا أمام تلك المتطلبات، فاضطر إلى أن يبحث عن عمل ووجده كحارس أمن في جريدة "الرياض" براتب مقداره 1500 ريال. كان الأمر مرهقا حيث كان يخرج من الجامعة بعد انتهاء محاضراته ليرتدي زي الحراسة ويبدأ عمله المسائي. لم يكن ينام كما يقول إلا ساعتين فقط، وكثيرا ما كان ينام في سيارته من شدة الإرهاق. في إحدى الليالي كان يراجع مادة سيختبر فيها في الغد وتصادف مرور رئيس تحرير الجريدة تركي السديري الذي سأله عن الكتاب الذي معه فأخبره أنه يستعد للاختبار غدا وشكا له من صعوبة العمل كحارس أمن، فوعده خيرا وطلب منه الحضور لمكتبه، حيث أمر بنقله كمأمور للسنترال وبضعف راتبه. لم يتوقف طموح علي، بل كان مثل كرة جليد تتدحرج من قمة جبل تكبر شيئا وشيئا غير عابئة بالعوائق في طريقها. مارس علي هواية التصوير وبرع فيها فتم نقله لقسم التصوير الذي برز فيه بشكل تداولت فيه وكالات عالمية بعض صوره المتميزة، ثم عمل محررا متعاونا، ثم محررا متفرغا في الجريدة يشرف على نشر المقالات والمواضيع.
كان طموحه أيضا قد دفعه إلى دخول عالم العقارات، حيث عرف أسراره وخباياه، واستطاع بفضل الله أن يسدد جميع ديونه ويسكن منزلا فاخرا ويتبوأ مستوى ماديا مرتفعا.
هذه قصة "علي الرويلي" اختصرتها لكم بشكل كبير رغم أن كثيرا من تفاصيلها تستحق الوقوف عندها!
هي حكاية إرادة وطموح تخبرنا أن كل شخص بإمكانه أن ينجح ويحقق أحلامه حين يؤمن بأنه يستحق النجاح وأنه قادر على النجاح بشرط ألا تخيفه أبدا البدايات المتعثرة!
وخزة
ليس مهما أين تكون أنت الآن، لكن أين ستكون بعد خمس أو عشر سنوات من الآن؟