جدة: عصابة تمارس الاحتيال التقني بإستخدام شرائح اتصال مجهولة
قبضت الجهات الأمنية في جدة على عصابة مكوّنة من 12 شخصا لتورطهم في قضايا الاحتيال التقني عن طريق الهواتف المحمولة، وتخصّصهم في الاستيلاء على بطاقات الشحن مسبوقة الدفع من ضحاياهم، باستخدام أرقام شرائح مجهولة المصدر على سبيل التضليل.
وأكد لـ "الاقتصادية" مصدر أمني - رفض الكشف عن اسمه - أن الجهات الأمنية ألقت القبض على عصابة احتالت على المواطنين بأنهم مندوبون لإحدى شركات الاتصالات، مدعين فوزهم بجوائز مالية قيمة، مضيفا أن العصابة استخدمت أسلوبا مخادعا وهو أنهم يطلبون من الضحية إعطاءهم الخمسة أرقام الأولى المكتوبة خلف الشريحة، وهو "الرقم التسلسلي"، وفي حال تطابقت الأرقام فذلك يعني أن الضحية هو المعني الحقيقي بالجائزة. واستطرد: "ولكن ما يخفى على الضحايا هو أن تلك الأرقام الخمسة الأولى هي متطابقة في كل الشرائح"، مبينا أن العصابة تشترط إرسال أرقام بطاقات شحن مسبقة الدفع من الضحية عن طريق الرسائل النصية قبل إرسال الجائزة المزعومة، وقد تصل في بعض الأوقات قيمة هذه البطاقات إلى آلاف الريالات.
وأفاد المصدر بأن العصابة اتخذت من حي "الحرازات" "شرق جدة" مقرا لها، في أحد الأحواش في منطقة نائية خارج النطاق العمراني، مبينا أنه جارٍ حصر الأضرار والمبالغ التي سلبتها العصابة من الضحايا الذين ليسوا في جدة فقط، بل يتوزعون على مدن عدة داخل المملكة، مشيرا إلى أن أحد الضحايا خسر ما يقارب ٥٠ ألف ريال قام بإرسالها للعصابة للحصول على الجوائز المزعومة.
من جهته، صرح المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرّمة، أنه خلال الفترة الماضية تلقت الجهات الأمنية بشرطة محافظة جدة بلاغات عدة من مواطنين ومقيمين مفادها تعرضهم لعمليات نصب واحتيال تتمثل في قيام أشخاص بالاتصال على جوّالاتهم وإيهامهم أنهم مندوبون لإحدى شركات اﻻتصالات، وأنهم فازوا بجائزة نقدية كبيرة ويطلب منهم شراء بطاقات إعادة شحن الرصيد ومن ثم إرسالها لهم لتأكيد فوزهم وتسليمهم الجائزة، وقام البحث الجنائي بتكثيف الإجراءات البحثية وتقليص دائرة اﻻشتباه التي أدت إلى توافر معلومات تشير إلى وجود تلك العصابة شرق محافظة جدة خارج النطاق العمراني بمنطقة ذات بيئة جبلية، وتعاملت الجهات الأمنية مع القضية بتشكيل فريق أمني للقبض على العصابة.
وأضاف القرشي أنه تم تحديد مواقعهم والقبض على (12) شخصا وجميعهم أبناء عمومة مقيمون من جنسية آسيوية، وبالبحث عن أدوات الجريمة التي يستخدمونها في عمليات الاحتيال لم يتم العثور عليها بحوزتهم وبتفتيش أرجاء الحوش الترابي الذي يسكنونه عثر على 11 جوّالا و86 كارت شريحة اتصال ومبلغ مالي يقدّر بنحو 44 ألف ريال داخل أكياس مدفونة.
وأوضح المقدم القرشي أنه تم التحفظ على المتهمين لحين استكمال الإجراءات اللازمة، ومن ثم إحالة ملف القضية إلى جهة الاختصاص، ونوّه بضرورة توخي الحذر في استقبال أي اتصال يدّعي صاحبه بمثل تلك الأساليب؛ مطالبا بسرعة إبلاغ أقرب مركز شرطة عن أي عمليات اتصال داخلية أو خارجية يشك في مصدرها وأهدافها.