استثمرنا 10 مليارات دولار في المونديال .. وعوائدنا 6 مليارات حتى الآن
أكَّد فلافيو ماريغا سفير البرازيل لدى المملكة العربية السعودية أن بلاده استثمرت نحو 10.5 مليار دولار لاستضافة كأس العالم 2014 التي تدشن مساء اليوم لتجهيز البنية التحتية من ملاعب ومطارات ووسائل مواصلات مخلتفة.
وقال فلافيو في حوار خاص مع «الاقتصادية» بمناسبة انطلاق المونديال الـ21 اليوم في أرض السامبا: إن حكومة بلاده جهزت 157 ألف جندي بأحدث التقنية لمواجهات أي احتمالات لتعكير صفو أمن البطولة بالتظاهرات أو الشغب والفوضى، مشدّداً على أن هذه القوات يقظة ومستعدة لأي حركة قد تخل بمراسيم الافتتاح مساء اليوم في ساباولو.
وأبدى السفير البرازيلي في الرياض حزنه عن عدم مشاركة المنتخب السعودي في مونديال البرازيل هذه المرة، لأن السعوديين يعشقون كرة القدم مثل البرازيليين، كما تطرق في هذا الحوار إلى العديد من المهمات الخاصة بالبطولة وتوقعات للمنتخبات التي سوف تذهب بعيداً في مونديال 2014. إلى محصلة الحوار:
كيف ترى استعدادات بلادكم البرازيل هذه المرة لاستقبال وتنظيم كأس العالم؟
إن الاستعدادات لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل يشارك فيها كلا القطاعين، العام والخاص، فضلاً عن المجتمع البرازيلي كله بدءاً من الملاعب التي تم إما تشييدها أو صيانتها وإصلاحها. تم تشيد ثلاثة منها عن طريق القطاع الخاص، وأربعة بواسطة الآخر العام وخمسة أخرى تم بناؤها في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقد ظلت الاستعدادات مستمرة ولم تتوقف عند بناء هذه المساحات. كما نفذت كثير من الجهات الحكومية العديد من البرامج التي تقوم بها على أعلى المستويات لتحسين وسائل النقل والتنقل في المناطق الخدمية المدنية كالمطارات، والأمن، والموانئ، والاتصالات السلكية واللا سلكية، والبنية التحتية في مجال السياحة، حتى بلغ مجموع الاستثمارات ذات الصلة في جميع هذه القطاعات نحو 10.5 مليار دولار منذ بدء الاستعدادات لنهائيات كأس العالم 2014 في عام 2007.
هل تعتقد أن الإضرابات والتظاهرات التي تشهدها البرازيل ستؤثر على مجرى كأس العالم؟ حيث لاحظنا العديد من المعارضين ضد انطلاقة وتنظيم هذا الحدث؟
كان آخر إضراب له علاقة بهذه الأحداث هو إضراب عمال المترو، الذي نظم في ساو باولو وكانت مطالبهم تتعلق بزيادة الرواتب، وانتهى هذا الأمر في يوم العاشر من حزيران (يونيو) الحالي أمس الأول وعادت من بعده كامل خدمات المترو إلى وضعها الطبيعي، مع التأكيد بعدم التسبب بأي خلل في وسائل النقل العام خلال المباراة الافتتاحية الأولى بين البرازيل وكرواتيا التي تجرى في ساو باولو ليوم الخميس.
كما أن قوات الأمن ستكون يقظة لأي حركة قد تخل بمراسم اليوم الافتتاحي، وستتصرف على وجه السرعة في الوقت المناسب في حالة ظهور أي نوع من الاحتجاجات والتي قد تهدد أمن المناسبة، خاصة محاولة المتظاهرين الوصول إلى موقع المنافسة. وستكون هنالك جهود مشتركة بين قوات الأمن والقوات المسلحة التي تتكون من 157 ألف فرد الموجودة خلال البطولة. كما أن الحكومة الاتحادية وحدها استثمرت نحو 791 مليون دولار في المعدات والتدريب وتطوير التكنولوجيا المستخدمة من قبل قوات الأمن في البرازيل.
هل أصدرت السفارة البرازيلية في الرياض العديد من التأشيرات لغرض السياحة هذا العام لدخول بلدكم؟ خاصة التأشيرات للسعوديين؟
نعم، القسم القنصلي في السفارة منح الكثير من التأشيرات للمواطنين السعوديين وكانت هناك زيادة عالية بسبب تنظيم البرازيل لكأس العالم، حيث إنه خلال آذار (مارس) الماضي 2014 منح القسم القنصلي 87 من التأشيرات السياحية، و18 تأشيرة أخرى من نوع خاص بمناسبة كأس العالم (أي فئة تأشيرة خاصة تمنح مجاناً وأعدت للأجانب الذين يرغبون في السفر إلى البرازيل لمشاهدة البطولة)، كما أنه في نيسان (أبريل) ازداد هذا العدد إلى 96 تأشيرة سياحية، و48 تأشيرات كأس العالم، وخلال أيار (مايو) منح القسم القنصلي 194 تأشيرة سياحية وبلغت تأشيرات كأس العالم 183 وما يزال عدد التأشيرات الممنوحة في حزيران (يونيو) في ازدياد.
ما توقعاتكم بالنسبة للحركة الاقتصادية واستفادة البرازيل بشكل عام من استضافة كأس العالم وتنظيمه؟
بلغ مجموع الاستثمارات استعداداً لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 ما يقارب 10.5 مليار دولار، والفوائد من تنظيم مسابقة بهذا الحجم له تأثير مضاعف في الاقتصاد ككل من حيث الاستثمار، وإيجاد فرص العمل، والاندماج الاجتماعي، وتحسين البنية التحتية وتطويرها، والتنقل في المناطق الخدمية المدنية، والأمن العام وغيرها، لكن فقط لإعطاء مثال، ووفقاً لتقارير رسمية؛ فقد وصل إلى البرازيل العام الماضي ستة ملايين من الزوار الأجانب، وهذا الزخم من السياح حقق 6.7 مليار دولار في الإيرادات. وفي عام 2014 نتوقع أكثر من سبعة ملايين سائح أجنبي في البرازيل، ومنهم 600 ألف سيصلون في نهائيات كأس العالم.
هل تعتقد أن البرازيل ستفوز بكأس العالم 2014 هذه المرة، خاصة أن منتخب السامبا يلعب على أرضه وأمام جمهوره؟
جميع منتخبات البلدان المشاركة في هذه المسابقة على استعداد للفوز، وترغب في أن تكون بطلاً لها، وهذا هو الإحساس بروح المنافسة في كأس العالم، ومعه ينبع حال منتخب البرازيل أيضاً. وحقيقة أننا نلعب على أرضنا، وذلك يساعد كثيراً بكل تأكيد، لكن في الوقت نفسه لاعبو منتخبنا يشعرون بضغط كبير من جراء اللعب أمام جمهورهم.
#2#
هل تخطط السفارة لاستقبال جمهور رياضي في مبنى السفارة في الرياض لمشاهدة بعض المباريات خلال كأس العالم؟ وهل لديكم برنامج معين خاص بهذه المناسبة؟
سفارة البرازيل ستكون مضيفة شرفية بالتعاون مع فندق الفورسيزون في الرياض للاستقبالٍ خلال حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم عام 2014 الذي يجرى في مدينة ساو باولو مساء اليوم الخميس. كما سيتم تنظيم برامج ومناسبات أخرى في حالة تقدم المنتخب البرازيلي في هذه التظاهرة الكروية العالمية.
ما فريقكم المفضل بعد المنتخب البرازيلي؟
هنالك العديد من الفرق القوية التي تشارك في هذه المنافسة، فبجانب منتخب إسبانيا بطلة العالم الحالية؛ يمكنني أن أذكر منتخبات مثل: ألمانيا، الأرجنتين، إيطاليا، البرتغال، هولندا، وفرنسا، وإذا نظرنا إلى التاريخ الحديث للبطولة نجد هذه الفرق هي التي تصل دائماً إلى الأدوار النهائية مثل ربع ونصف النهائي والمباراة النهائية لكؤوس العالم لكرة القدم.
#3#
هل يمكن أن تذكر أسماء منتخبات أخرى يمكن تذهب في هذه المسابقة وتنافس المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية للبطولة؟
هناك طريق طويل وصعب للمنتخب البرازيلي للوصول إلى المباراة النهائية، لكن سأعطيك مثالاً لذلك، إذا نظرنا من خلال مباريات المرحلة الأولى للمجموعة الأولى التي تخوض منافساتها البرازيل، قد تكون المواجهة المقبلة في الدور الثاني أمام منتخب إسبانيا أو هولندا. وهذا يوضح جيداً أنه ليس هناك طريق سهل للوصول إلى نهائيات كأس العالم كي تصبح البرازيل بطلاً للعالم للمرة السادسة.
ما رأيكم في مستوى المنتخبات الأوروبية والإفريقية والآسيوية المشاركة في مونديال 2014؟
من المهم أن نفهم تماماً أن ثقافة ومبادئ وخطط كرة القدم انتشرت اليوم بمستوى فعّال على مستوى العالم كافة، حيث توجد بطولات محلية وقارية وإقليمية قوية ويوجد فيها تنافس قوي، ويمكن القول بأنه يوجد اليوم لاعبون دوليون في جميع أصقاع العالم، واللاعبون الدوليون منتشرون في كثير من الدوريات، فمثلاً لدينا لاعبون برازيليون محترفون في أمريكا الجنوبية وأوروبا؛ كما يوجد أيضاً لاعبون محترفون من قارة أمريكا الجنوبية يلعبون في البرازيل وأوروبا؛ كما أن نظراءهم اللاعبين من قارتي إفريقيا وآسيا يحترفون كرة القدم في أوروبا. فمعظم اللاعبين الأفارقة الذين يشاركون في كأس العالم حالياً في البرازيل يعدون لاعبين من الطراز العالمي، وينطبق هذا الأمر نفسه على اللاعبين من روسيا وكوريا الجنوبية واليابان.
نريد تعليقكم على غياب المنتخب السعودي عن نهائيات كأس العالم 2014 على الرغم من أنه كان قد شارك أربع مرات في هذه التظاهرة العالمية بشكل مستمر؟
حقيقة كنت حقاً أتمنى مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم لكرة القدم هذه المرة في البرازيل.
#4#
أولاً: لأن السعوديين يحبون كرة القدم بقدر ما يحب البرازيليون هذه اللعبة، فمن الواضح أن رياضة كرة القدم تعد اللعبة الأكثر شعبية في المملكة.
وثانيا: أن السعودية تقيم بطولات محلية وطنية يشارك فيها لاعبون محترفون من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البرازيل، ففي نيسان (أبريل) الماضي ذهبت إلى استاد الملك فهد لمشاهدة مباراة الهلال مع فريق سباهان من إيران في منافسات دوري أبطال آسيا، وحقيقة أعجبت جداً بالمستوى الفني والمهارات العالية والموهبة الكروية التي يمتلكها اللاعبون، ولكل هذه الأسباب مجتمعة، كان يحق للمنتخب السعودي الأول الوجود في بطولة مثل كأس العالم.