"ما تستعجل" حملة لحث قائدي السيارات على إبطاء السرعة في رمضان
مع اقتراب أذان المغرب وهو موعد إفطار الصائمين في شهر رمضان يندفع قائدو السيارات بسرعة كبيرة في شوارع العاصمة الأردنية عمان مما يعرض حياتهم وآخرين للخطر.
وفي هذا الوقت يظهر هذه الأيام في ذات الشوارع متطوعون يرتدون سترات زاهية عاكسة للضوء وينتظرون السيارات في إشارات المرور ليقدموا لقائديها ماء وبعض التمرات حتى يقودوا على مهل ويتجنبوا الحوادث.
يأتي ذلك في إطار حملة تسمى "ما تستعجل" التي تهدف لتذكير الناس بالالتزام بقيادة السيارات بشكل مسؤول في شهر الصوم لاسيما مع اقتراب موعد الافطار.
ويوضح متطوع في الحملة يدعى عمر بكر أسباب إطلاق هذه الحملة فقال لتلفزيون رويترز "حملة ما تستعجل اجت المبادرة بالأول فردية. كانت بين شباب عددهم قليل. بعدين حبوا الشباب يتوسعوا. الحمدلله السنة هذه قدرنا نغطي حوالي ٣٨ إشارة. وهدف الحملة بشكل رئيسي هو التقليل من الحوادث. بتعرف إنه نسبة الحوادث بتزيد باللحظة ما بين قبل الأذان بخمس دقائق وبعدها بعشر دقائق لما تكون الشوارع فاضية."
وبدأت تلك المبادرة في عام 2010 بمشاركة عشرة شبان فقط كانوا يقفون عند إشارة مرور في وسط العاصمة الأردنية عمان.
ومنذ ذلك الحين جذبت الحملة الكثير من المتطوعين من أنحاء المدينة. وفي عام 2012 ضمت الحملة 160 متطوعا وزعوا التمر والماء على 40 الف شخص. ويشمل البرنامج حاليا أكثر من 500 متطوع.
وقالت متطوعة في الحملة تدعى غيد زادات انها شاركت فيها لرغبتها في ان تعم السلامة شوارع المدن الأردنية.
وأضافت غيد "هي الفكرة إنه على وقت الأذان الناس بصيروا يسوقوا زي المجانين مشان يلحقوا الفطور ويفطروا بالبيت. فاحنا منكون على الاشارة. نوزع لهم ميه وتمر حتى يفطروا على الاشارة ويرقوا بالسواقة. ما يطيروا يعني. مشان نخفف حوادث كمان."
ويقول منظمو الحملة ان خمسة متطوعين يرأسهم مشرف يوزعون زجاجات الماء وعبوات تمر عند كل إشارة من بين 40 تقاطعا. وتعمل الفرق بنظام التناوب حتى يحظى المتطوعون بقسط من الراحة.
ويقول واحد من المتطوعين في الحملة هو عبد الله زغل ان ما دفعه لهذا العمل هو انه شاهد العديد من حوادث السيارات أثناء وقت الافطار.
واضاف لتلفزيون رويترز "احنا بلشنا واحنا صغار في يوم من الأيام حكينا خلينا ننزل نجرب على الاشارة. وسنة 2010 و2011 صار معنا أكتر من حادث. فآجت دفعة إيجابية إنه نعمل مبادرة نفيد الناس منها وبرضو بنفس الوقت نعمل خير."
وتقول إدارة الأمن العام في الأردن ان حوادث السيارات أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة.
وسجلت الادارة في عام 2013 وقوع 107864 حادث سيارة في المملكة أدت الى مقتل 768 شخصا وإصابة 2258 شخصا آخرين.
وأعرب قائدو سيارات يندفعون بسرعة الى بيوتهم ليلحقوا تناول الافطار مع ذويهم عن تقديرهم للحملة التي تذكرهم بأهمية ان يقودوا السيارات بمسؤولية أثناء شهر رمضان.
وقال قائد سيارة على الطريق يدعى علاء عابدين "أكيد بتخفف من الأزمات. بتخفف من الحوادث. بتسوي نشاط في المخ الواحد لما يفطر."
وأضاف قائد آخر على الطريق يدعى أحمد عواذ "ماشالله عنهم الشباب برفعوا الرأس. الله يعطيهم العافية الشباب جهودهم مشكورة ان شاء الله. ومأجورين يارب."
ومنذ بدأت لم تعد الحملة تقتصر على محافظة عمان فقط لكنها امتدت لتشمل محافظات أردنية أخرى منها إربد والسلط والعقبة وجرش.