سقوط بطل الأبطال

أن يسقط بطل أبطال العالم، المنتخب البرازيلي لكرة القدم، أمام نده ونظيره المنتخب الألماني، في نصف نهائي كأس العالم، حتى وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره، فهذا بالنسبة لنا "شخصيا" متوقع جداً، للفوارق العناصرية، والفنية التدريببة الكبيرة بين المنتخبين، في بطولتنا العالمية الـ 20 التي تدور منافساتها حاليا في البرازيل.
والبارحة لا ندري من الذي تقدم لمقابلة الألمان في النهائي.. الأرجنتين أم هولندا، وإن كنت شخصيا أرى أن الهولنديين أقرب "بقوة" من منافسيهم "المتضعضعين" الناقصين الأرجنتينيين، الذين حتى نصف النهائي لم يقنعوا أحداً أبدا.
عودة لنزال نصف النهائي الأول، بصراحة ونحن نرشح الماكينات الألمانية لطحن البن البرازيلي ــ كما رددت العديد من وسائل الإعلام عقب النصر الألماني التاريخي ــ لم نكن ألبتة نتوقع نتيجة ساحقة "ماحقة" كالسباعية التي أحرقت مآقي آلاف العيون البرازيلية بحرقة غير مسبوقة في تاريخ البرازيل الكروي منذ عرفنا كأس العالم ومنافساتها الكروية الصاخبة.
كنت تلك الليلة التي لن ينساها البرازيليون في "ثلوثية تجمع رياضيين كبار، معظمهم كانوا مع البرازيليين متعاطفين. لكن بعدما "دُكت" الشباك الصفراء لفرقة السامبا برباعية "قياسية في توقيتها" وبسرعة صارت خماسية! فجأة انسكبت "الحمية" الوطنية السعودية في مشاعر الجميع وانقلبوا لتشجيع الألمان طمعاً في كسرهم الرقم (0/8) الذي مزق الشباك السعودية، أيما تمزيق في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية.
وبصراحة.. لو أراد الألمان رفع الغلة لتمكنوا من تسجيلها، بيد أن مدربهم لوف واضح عليه أنه قارئ جيد جداً لمغامرات زعيمهم الديكتاتور "هتلر"، وبالتالي أحسن صنيعاً بإخراجه أبرز العناصر المؤثرة في الفرقة الألمانية تحسبا لموقعة الحسم أمام جيرانهم الأقرب في أوروبا.
السؤال الذي "يسدح" نفسه في كل ملاعب كرة القدم في البرازيل: هل هؤلاء اللاعبون هم الأفضل بين اللاعبين في الكرة البرازيلية على صعيد بطولة الدوري المحلي؟ ولا نقول غيرها خارجياً.. بالطبع لا.
أما لماذا، فلأن الجهاز التدريبي بقيادة فيليب سكولاري "زاتو" لم يكن الخيار الأفضل، أو الأمثل، أو الأكمل، لإحراز لقب سيطير للمرة الثانية من أراضي منتخب يعتبر زعيم كرة القدم في العالم.
مبروك "جيرمني".. حظا أوفر "برازيل".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي