مدير «نقاء»: 331 طفلا دون الـ 13 سنة «مدخنون» خلال عام
تمكنت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" من علاج 240 طفلا دون سن الـ 13 عاما من أصل 331 زاروها خلال عام من أجل الإقلاع عن التدخين، وكشف لـ"الاقتصادية" محمد سليمان المعيوف مدير عام الجمعية، أنه ثبت إقلاع 80 في المائة منهم، بينما 20 في المائة عادوا للتدخين لعدم وجود بيئة تساعدهم على الإقلاع، مؤكدا تزايد عدد الأطفال المدخنين، وانخفاض الفئة العمرية لهم إلى ثماني سنوات بعد أن كانت 13 عاما، واصفا ذلك بالمعدل "الخطير".
وأرجع أسباب التدخين إلى عدة أمور تتصدرها القدوة خاصة الأم، مبينا أنه بحسب الدراسات التي قامت بها الجمعية، أثبتت أن 80 في المائة من الأطفال المدخنين تكون الأم مدخنة، و20 في المائة إذا كان الأب مدخنا، والسبب أن الأطفال في العمر المبكر يكون اختلاطهم بالأم أكثر، إضافة إلى تعميق مبدأ الرجولة لدى الأطفال بهذه الأمور، خاصة بالأسر التي تعاني تفككا، والانفتاحية التي يعيشها العالم عبر قنوات الإعلام والتواصل المختلفة، إضافة إلى رخص سعر التبغ في المملكة، فالمبلغ المخصص منخفض جدا وبمتناول الأطفال، مبينا أن المملكة تعد ثاني دولة في العالم تفرض ضرائب منخفضة بعد بنجلادش.
وشدد المعيوف على ضرورة رفع أسعار الدخان أسوة بدول العالم، سواء المتقدم والمتأخر التي تفرض ضرائب عالية على التدخين لارتفاع الأضرار منه، لذلك لا بد من إعادة النظر في سعر الدخان في المملكة.
وقال إن تدخين الأحداث والمراهقين والطلاب بات شيئا مزعجا، الأمر الذي يتطلب تحركا مجتمعيا لمواجهة هذا الخطر، خصوصا من أولياء الأمور والمعلمين والجهات العاملة في مجال مكافحة التدخين.
وأشار المعيوف إلى أن هناك مشروعا كبيرا سينطلق (مشروع حماية) مع بداية العام الدراسي لتوعية طلاب وطالبات المدارس الابتدائية في الرياض بهدف تحصين الطلاب والطالبات من مخاطر التدخين والحملات الترويجية التي تدعو إليه، وغرس صور ذهنية سيئة عن التدخين في عقول الأطفال والطلاب.
وتقيم "نقاء" المشروع بالتعاون مع أوقاف محمد بن عبد العزيز الراجحي، ويستهدف المشروع 325 ألف طالب وطالبة في 1300 مدرسة ابتدائية في مدينة الرياض لتوعيتهم بآفة التدخين وآثارها الضارة على صحة المجتمع بطرق إبداعية وأساليب جذابة تتناسب وطبيعة المرحلة، وسينفذ المشروع في مرحلته الأولى في 208 مدارس.
ويشمل المشروع العديد من الفعاليات التربوية والتوعوية والترفيهية للأطفال، وتقديم آلاف الجوائز التشجيعية للطلاب والطالبات المشاركين في المدارس المستهدفة. ورفعت "نقاء" شكرها وتقديرها لأوقاف محمد بن عبد العزيز الراجحي لتبنيها هذا المشروع ودعمه، احتساباً منهم للأجر، وطلباً للمثوبة من الله تعالى، وتحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي والمساهمة والشراكة مع جمعية نقاء لإنشاء جيل صحي نقي يعرف مصالح دينه ووطنه، فلهم أجر كل فرد من أعضاء هذا المجتمع المبارك.
إلى ذلك، تمكنت "نقاء" من مساعدة طفل على الإقلاع عن التدخين عبر خضوعه لبرنامج علاجي في عيادتها التابعة للمركز الرئيس في الرياض. والطفل (م. ا) الذي يبلغ من العمر 11 عاما ظل يتعاطى التدخين وهو في الثامنة من عمره حتى أصيب بالإدمان لتعاطيه الدخان ثلاث سنوات متتالية دون أن تعلم عنه أسرته.
وحضر الطفل إلى عيادات "نقاء" برفقة والده الذي بدا على ملامحه الانزعاج من إدمان ولده للدخان، وتم إجراء الفحص وقياس كفاءة الرئتين اتضح من خلالها أن الابن كان يتعاطى منذ فترة، نظرا لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الرئتين وبعد الخضوع للعلاج خلال فترة أسبوع أقلع الطفل عن التدخين، وبعد متابعته خلال فترات متلاحقة اطمأن الطبيب المختص في "نقاء" على إقلاعه تماما وتخلصه من الآثار الانسحابية للنيكوتين.