رمضان فرصتك للتغيير
كتبت في المقال السابق عن بعض الرسائل التي وصلتني لأشخاص أحدثوا تغييرا إيجابيا في حياتهم، ووعدتكم أن أطلعكم على رسائل أخرى، وبما أن هذا هو المقال الأخير في سلسلة التغيير في رمضان، فليعذرني مَن لم أستطع أن أنشر رسالته، فقد وصلتني عشرات الرسائل بتفاصيلها الدقيقة، لذلك اضطررت للاختصار كثيرا، رغم سعادتي الكبيرة بإيجابيتكم الرائعة التي غمرت نفسي وأنا أعيش بين سطور رسائلكم المفعمة بالأمل.
تقول ندى: منذ تطلقت من زوجي وأنا أسجن نفسي في كهف مظلم لا ينفذ إليه الضوء، كانت أمي تنتفض فزعا من النساء حين يسألنها عني، حتى أصبحت - ربي يسامحها - تشعرني بأني ارتكبت جريمة قتل، أو جلبت عارا يندى له الجبين، رغم أن طلاقي كان بسبب غلطة أخي، حين أصر عليّ أن أتزوج من صديقه المدمن، وخدعنا حين امتدحه وامتدح أخلاقه وتدينه، لأفاجأ به مدمنا منحط الأخلاق يضربني لأتفه سبب، فقررت أن أطلب الطلاق وأهرب من جحيم كاد يفقدني إنسانيتي، ورغم ذلك وجدت نظرة المجتمع للمطلقة أشد من قسوة زوجي، فأضعت ثلاث سنوات من عمري بين "التوزي" والانزواء عن أعين الناس، إلى أن قررت أن أستعيد حياتي قبل خمس سنوات، ضاربة عرض الحائط بكل سلبية أو تحطيم قد أسمعه من الآخرين، فأكملت دراستي الجامعية، وقدمت على الابتعاث لدراسة الماجستير، وحصلت على وظيفة مؤقتة حاليا، وأقوم بأعمال تطوعية تمنحني سعادة وقربا من الله - تعالى.. ببساطة استعدت نفسي.
سعود. ق يقول: قبل سنتين وقع لي حادث شنيع، بسبب تهوري في القيادة، كانت نتيجته أن بترت رجلاي كلتاهما من أعلى الفخذين، فأصبت بحالة نفسية سيئة، ورفضت مقابلة الزائرين والأقارب والأصدقاء، واضطررت - حسب تشخيص الدكتور - لأن أتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وظللت على هذه الحالة سنة كاملة، إلى أن قررت أن أحدث تغييرا إيجابيا في حياتي، ابتدأ من تلك اللحظة التي تقبلت فيها ما حدث لي، وبدأت في التعايش مع وضعي الجديد بكل سلام واطمئنان، واقتنعت تماما بأن كل ما يكتبه الله - تعالى - لنا فيه الخير، حتى إن اعتقدنا أنه عكس ذلك، لقد اندمجت في مجتمعي من جديد، ولم أعد أتناول أي دواء من فضل الله - تعالى.
وخزة
التغيير يبدأ من داخلك أنت، حين ترغب حقا في التغيير.