سعوديات ينطلقن من مطابخ منازلهن لدعم مواهبهن التجارية

سعوديات ينطلقن من مطابخ منازلهن لدعم مواهبهن التجارية

تتنافس مجموعة من نساء المنطقة الشرقية على تجهيز وتهيئة أشهى المأكولات، بعد أن كشفت مشاركتهن في المهرجانات الشعبية التي تنظم في المنطقة عن مواهبهن في الطبخ. وبدأن في تأسيس مشاريعهن التجارية اعتمادا على تلك المواهب. ودفعت هذه الخطوة العديد من هؤلاء النسوة إلى التفنن في تجهيز أصناف عديدة من المأكولات الشعبية والعصرية التي وجدت إقبالا كبيرا من متذوقيها خاصة من النساء العاملات وبعض ربات البيوت من السعوديات والمقيمات في المملكة اللاتي لا يسعفهن الوقت في تحضير وجباتهن.
وروت الطاهية شريفة الرويلي من مدينة الجبيل الصناعية، قصة إبداعها في طهي المأكولات التي بدأت عام 1427هـ، مشيرة إلى أنها اقتصرت في البداية على إعداد بعض الوجبات لأفراد أسرتها والجيران، لتجد استحسان الجميع وإعجابهم بعملها، ما جعلها تتجه إلى الاستفادة من تجربتها في الطبخ، حسب ما جاء في "واس".
وانطلقت شريفة بعدها إلى تطوير مهاراتها في الطبخ من خلال الاطلاع على التجارب المحلية والدولية المتخصصة بالطبخ، إلى جانب الحرص على المشاركة في الفعاليات التي تقام في المنطقة الشرقية على مدار السنة لعرض منتجاتها من المأكولات المتنوعة، وتحسين أدائها من خلال الاستفادة من تجارب الأخريات اللاتي كن يشاركن معها.
واستطاعت أخيرا أن تحصل على المركز الأول كأفضل مشروع من حيث الجودة وتطبيقها للمعايير الصحية خلال مشاركتها مع مجموعة من المشاركات للمشاريع الصغيرة ضمن مهرجان الربيع الذي أقيم في الجبيل الصناعية العام الجاري.
وقالت شريفة إنها استعانت بطرق تسويقية مبتكرة لتسويق إنتاجها خلال المهرجانات التي تقام في المنطقة الشرقية حتى ذاع صيتها في المنطقة، وبدأت الطلبات تنهال عليها من الأسر السعودية ومن المقيمات في المملكة، حيث يتشوقون لتذوق مأكولاتها الشهية في رائحتها وطريقة إعدادها ومكوناتها، ووجدت من هذا العمل الربح المادي المجزي لها ولأسرتها.
وأفادت بأن معظم الطلبات التي تأتيها تتركز على إعداد الأكلات الشعبية من كبسة اللحم أو الدجاج، والمرقوق، والقرصان، والهريس، والمشخولة، والجريش، والمطفي، وأرز الأحساء، والثريد، وخبز الصاج، وإعداد الولائم الكبيرة.
وفيما يتعلق بتجهيز المأكولات أكدت شريفة الرويلي أنها تحرص على صحة مكونات أكلاتها ابتداء من شراء المواد الطازجة الخالية من المواد الحافظة، وإعدادها في أواني صحية تغلى بدرجات عالية من النار، وتنظف بمطهرات صحية تفاديا لنمو الجراثيم للحرص على سلامة الطعام الذي يطهى فيها.
ومن جهتها قالت الطاهية نورة الغامدي التي تقوم بتجهيز مختلف أصناف الأطعمة للموظفات، إن بدايتها انطلقت من المنزل منذ ما يقارب عشر سنوات، حرصت خلالها على قراءة الكتب الخاصة بالطبخ لإثراء معلوماتها والاطلاع على الإنترنت، وشاركت في عدد من المناسبات التي أقامتها الغرفة التجارية بالشرقية، والجمعيات الخيرية، وابتكرت أسلوبا تسويقيا خاصا يجذب النساء إليها ساعدها فيه مجموعة من العاملات، ما انعكس ذلك على زيادة دخلها المادي.
وللمستفيدين من هذه التجارب وجهة نظر، إذ قالت غالية الحمد إحدى النساء العاملات في القطاع الخاص: "ليس لدي الوقت لطبخ أي طعام نظرا لطبيعة عملي التي تتطلب مني البقاء حتى وقت متأخر من العصر، لذا أحرص على التواصل مع الطاهيات السعوديات المعروفات بإتقانهن إعداد وجبات الطعام بمختلف أنواعها".
وأضافت: "عندما يحضر لدي ضيوف أو يكون لدي رغبة في بعض الأصناف من الأطعمة التي تتطلب تحضيرا معينا أتجه إلى بعض المطاعم أو العاملات المعروفات في مجال الطبخ مثل شريفة الرويلي التي عرفت في المنطقة الشرقية بمأكولاتها الشهية، وأصبح لها مكانة كبيرة بين العاملات السعوديات والمقيمات في المنطقة".
ويتجه البعض إلى تجميد الأطعمة في الثلاجة لحفظها حتى يحين تناولها بعد تسخينها، إلا أن الدكتور خالد مدني نائب رئيس الجمعية السعودية للتغذية والغذاء قال: "إن تجميد الأطعمة يجب ألا يقل عن درجة 18 تحت الصفر، مشيرا إلى أن عملية التجميد لها معايير محددة، حيث بعض الأطعمة تختلف بحسب نوع الطعام".
وحذر الدكتور المدني من حفظ بعض الأطعمة المجمّدة لفترة طويلة، كونها تتلف بعض الفيتامينات والمحتوى الغذائي المهم فيها مثل: البروتينات، حيث يحصل لها نوع من التغير مما تقلل من قيمة المادة الغذائية التي يحتاج إليها الإنسان.
وعن نوعية التغليف لتجميد الأطعمة، نصح نائب رئيس الجمعية السعودية للتغذية والغذاء، بطريقة التغليف بالنايلون لأنه يحفظ الغذاء بشكل آمن من التلوث، منوها إلى أن لكل طعام طريقة وفترة محددة في تجميده، حتى لا يتسبب في حدوث أضرار على صحة الإنسان الذي يتناول هذه النوعية من الأطعمة.

الأكثر قراءة