تجربة خالد
تخرج خالد من الجامعة بامتياز، تحدث معه أستاذه في الجامعة قبل الرحيل وطالبه بالمكوث في الجامعة معيداً، إلا أن خالد حصل على عدد من العروض في شركات سعودية أثناء أسبوع المهنة.
تنقل خالد بين الجبيل والرياض وينبع لعدة أسابيع. أغلب المقابلات كانت محبطة. استقر خالد على ثلاث شركات، أهمها شركة تدير مصنعا للطاقة الكهربائية، وعده مسؤولوها بالكثير من فرص التدريب، وتحسين الأوضاع.
توجه خالد لمدير التوظيف في الشركة وقدم له بقية أوراقه، الذي وجهه للمصنع في المنطقة الصناعية، حوَّله مدير المصنع إلى قسم الإنتاج بعد مناقشة غير قصيرة. كان خالد يفضل العمل في قسم التطوير، لكن المدير لم يقتنع بمبرراته وعرض عليه أن يناقشها معه مستقبلاً.
توجه خالد إلى مدير قسم الإنتاج، الذي وضعه ضمن وردية مسائية تحت رئاسة مهندس عربي. أول سؤال وجهه المهندس العربي: أنت سعودي جاي هنا ليه؟ رد خالد بقوله: لا بد أن يعمل السعودي في كل وظيفة في وطنه. ويسعدني أن أكون ضمن فريقك.
باشر خالد العمل في الوردية المسائية مع مجموعة من الفنيين. اطلع على كتيب تعليمات الطوارئ وإجراءات العمل المستديمة. عندما جلس خالد يقرأ التعليمات، دخل المكتب فني من شرق آسيا، وحذره من المهندس العربي الذي تسبب في استقالة أكثر من خمسة شباب سعوديين. بذل خالد جهده، وكان فريقه يحصل على جوائز الجودة والسلامة باستمرار.
أثناء العمل في إحدى الليالي حدث تسرب في أحد الصمامات الذي يسيطر على مولدات المصنع. بدأ خالد التعامل مع الخلل حسب التعليمات، وتم تجاوزه في فترة قياسية لم تتجاوز ربع ساعة.
اتصل خالد برئيسه ليشرح له الوضع حسب التعليمات، لكن هاتفه كان مغلقا. كتب ذلك في تقرير الحالة الذي كتبه صباح اليوم التالي. لكن المهندس العربي مزق التقرير، وأعد تقريراً يبين أن خالد وفريقه لم يتمكنوا من السيطرة على التسرب إلا بعد وصول الرئيس، وحصل على توقيعات مجموعة من العاملين. ذكر التقرير أن خالد لم يسمح لأحد بالتعامل مع الحادث حسب التعليمات.
اطلع رئيس المصنع على التقرير، وقرر أن يحسم على خالد عشرة أيام، مع إنذاره بعدم التهاون مستقبلاً.