التوترات في منطقة الشرق الأوسط ترفع الطلب على الذهب كملاذ آمن
قال لـ "الاقتصادية" تجار إن الطلب على الذهب في السعودية سجل ارتفاعات، وصلت إلى 20 في المائة منذ منتصف شهر رمضان المبارك وخلال إجازة العيد، لافتين إلى أن التوترات الإقليمية والعالمية تنعش الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
وأوضح أحمد الشريف، عضو اللجنة الوطنية للمجوهرات الثمينة، أن ارتفاع الإقبال على شراء الذهب خلال هذه الفترة يعد طبيعيا، يحدث كل عام، لأن الكثير من الأفراح والمناسبات تقام خلال أيام العيد ما يرفع الطلب على شراء الذهب، كما يحرص عدد من المعتمرين والزائرين على شراء الذهب قبل السفر لبلدانهم.
وأشار الشريف إلى أن حركة الشراء في سوق الذهب انخفضت بشكل كبير مع بداية شهر رمضان، وهو أمر اعتيادي، لكن حركة السوق عادت لترتفع بنسبة 20 في المائة (منذ 15 رمضان)، مبينا أن الكثير من المقبلين على شراء الذهب أصبح لديهم معرفة كبيرة بأسعار الذهب ونوعيته، ما أسهم في انخفاض حالات الغش في السوق.
وتعليقا على ارتفاع سعر الذهب خلال البورصة أمس، قال الشريف، إن أكثر الدول إقبالا على شراء الذهب في الشرق الأوسط هي دول الخليج العربي، وهناك الكثير من الدول في المنطقة غير المستقرة في أوضاعها الأمنية، ما أوجد عدم ثقة في عملات تلك الدول لدى مواطنيها، وأسهم في إقبالهم على استبدال تلك العملات بالذهب الذي يعد الملاذ الآمن للناس دائما.
وتطرق الشريف في حديثه إلى السعودة في قطاع الذهب، حيث بين أن القطاع شهد سعودة بنسبة 100 في المائة في الفترة الماضية، لكنه أشار إلى وجود تسرب من الشباب السعودي في القطاع بين فترة وأخرى، حيث كشفت لجنة السعودة التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة عن أن نسبة التسرب بين صفوف العاملين في قطاع الذهب في المنطقة بلغ نحو 97 في المائة، ومعه اضطر ملاك المحال إلى معالجة النقص باستقطاب عمالة أجنبية.
وبين الشريف، أن أبرز أسباب تسرب الشباب من القطاع ساعات العمل الطويلة، وعدم امتلاكهم معلومات كافية قبل دخول سوق العمل، إضافة إلى أجور العاملين الجدد التي لا تحقق طموحاتهم.
ولفت الشريف إلى أن سعودة القطاع بالكامل أدت إلى خروج الخبرات من العاملين الأجانب في السوق، ما كان له أثر سلبي على القطاع، مضيفا أن قطاع الذهب والمجوهرات يحتاج بشكل كبير إلى خبرات العاملين، ومطالبا بوجود نسبة، حتى لو كانت قليلة، من العاملين الأجانب الذين يعملون في السوق منذ سنوات طويلة، حيث يحتاج إليهم الشباب السعودي للاستفادة من خبراتهم.
من جهته أكد لـ "الاقتصادية" محمد عزوز نائب رئيس اللجنة الوطنية للمجوهرات الثمينة في مجلس الغرف السعودية سايقا، أن هذا العام كان من أكثر الأعوام سوءا في الإقبال على مبيعات الذهب، حتى من خلال ارتفاع الإقبال على شراء الذهب خلال الفترة الأخيرة من رمضان وحتى بداية العيد، إلا أن نسبة الإقبال مقارنة بالإقبال في الفترة نفسها من الأعوام الماضية تعد الأضعف.
وأضاف عزوز، أن عملية تأثير البورصة في شراء الذهب لم تعد مقياسا صحيحا، مبينا أن هناك فقدانا للثقة في التقارير العالمية التي تصدر حول مبيعات الذهب وأسعاره، حيث أصبحت مبيعات على الورق فقط وغير صحيحة، كما أن بعض كميات الذهب التي تتداول في البورصة هي كميات وهمية وغير حقيقية.
وشدد عزوز، على أن المعدن النفيس يشهد هبوطا تدريجيا وانحدارا في المبيعات (منذ ستة أشهر) وصل إلى نسبة 25 في المائة، كما أن نسبة الهبوط في ازدياد منذ الفترة إلى الآن، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار الذي تشهده كثير من الدول الإسلامية أثر بشكل كبير على انخفاض المبيعات في سوق الذهب السعودية، نظرا لأن العديد من المعتمرين والزوار من تلك الدول يشكلون نسبة كبيرة من المستهلكين للقطاع خصوصا في المنطقة الغربية.
واستطرد عزوز، أنه على الرغم من الانخفاض في الأسعار بشكل عام الذي وصل إلى 12.18 في المائة مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الإقبال ما زال في درجات هبوط، نظرا لعدة أسباب أهمها ضعف القوة الشرائية لدى المواطن السعودي مع ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية الرئيسة.
يذكر أن أسعار الذهب صعدت 1 في المائة خلال تعاملات أمس الأول عقب صدور بيانات أظهرت نموا أضعف من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة، وهو ما بدد التوقعات لأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة الأمريكية قريبا، ووضع ضغوطا على الدولار.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 1294.10 دولار للأوقية (الأونصة) مبتعدا عن أدنى مستوى له في ستة أسابيع الذي هبط إليه أمس الأول والبالغ 1280.76 دولار.
وقفز سعر المعدن الأصفر في العقود الآجلة الأمريكية تسليم كانون الأول (ديسمبر) 12.30 دولار إلى 1295.10 دولار للأوقية.