اسرائيل تضرب بالتنديد الدولي عرض الحائط وتستأنف هجومها على غزة
استانف الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية الاثنين في قطاع غزة بعد تهدئة احادية الجانب لم تستمر اكثر من سبع ساعات ورغم التنديد الدولي العارم بعد قصفه لمدرسة للامم المتحدة في القطاع المحاصر.
وانتقل التوتر من غزة الى القدس التي شهدت الاثنين اول هجوم دام منذ اكثر من ثلاثة اعوام تجلى في قيام شاب فلسطيني بصدم حافلة اسرائيلية في القدس الشرقية بواسطة جرافة كان يقودها ما ادى الى مقتل اسرائيلي واصابة خمسة بجروح طفيفة. وقالت الشرطة انها قتلت سائق الجرافة.
وساد الهدوء النسبي قطاع غزة لساعات عدة التزاما بتهدئة "انسانية" اعلنتها اسرائيل من جانب واحد ورفضتها حركة حماس. لكن الهجوم الاسرائيلي استؤنف مع انتهاء التهدئة في الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "الحملة في غزة مستمرة (...) لن تنتهي الا حين يستعيد مواطنو اسرائيل الهدوء والامن في شكل دائم".
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش موتي علموز للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء الاثنين "لن نرحل، نحن باقون في قطاع غزة، لا يزال هناك مهمات اخرى كثيرة ينبغي انجازها".
وافاد مراسل لفرانس برس ان الانفجارات عادت تدوي في محيط مدينة غزة.
وفي رفح (جنوب) قتل طفلان وممرضة في غارة اسرائيلية استهدفت منزلا وفق المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة.
وقال اشرف القدرة لوكالة فرانس برس "استشهدت الطفلة امل امجد عويضة وعمرها 5 سنوات وشقيقها محمد وعمره 12 عاما والممرضة كرم محروس ظهير (24 عاما) في قصف صهيوني استهدف منزلا في شرق رفح".
واسفر الهجوم الاسرائيلي المتواصل منذ الثامن من تموز/يوليو عن مقتل اكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين.
وبعد دقائق من بدء التهدئة الانسانية الاحادية الجانب، قتلت طفلة فلسطينية هي اسيل محمد البكري (ثمانية اعوام) واصيب 30 شخصا بجروح في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلها في مخيم الشاطئ.
واعتبر سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في بيان صحافي ان "استهداف منزل عائلة البكري غرب غزة مع بدء توقيت التهدئة الاسرائيلية دليل على كذب الاحتلال وان التهدئة المعلنة هي للاستهلاك الاعلاني فقط، وندعو لاستمرار الحيطة والحذر".
من جانبه، اعلن الجيش الاسرائيلي ان حماس لم تلتزم التهدئة واحصى اطلاق 42 صاروخا على اسرائيل لم تسفر عن اصابات.
وفي رد فعل شديد على الهجوم على غزة قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان "حق اسرائيل بالامن لا يبرر قتل اطفال او ارتكاب مذبحة بحق المدنيين".
واضاف ان الحل السياسي للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني "يجب ان يفرض من قبل المجموعة الدولية لان الطرفين ورغم المحاولات العديدة، اثبتا للاسف انهما غير قادرين على الوصول الى نتيجة".
وتصاعد الاستياء الدولي بعد قصف اسرائيل مدرسة للامم المتحدة في رفح الاحد، في ضربة هي الثالثة التي تطاول مبنى تابعا للمنظمة الدولية في عشرة ايام.
وفيما قالت الولايات المتحدة انها "روعت للقصف المشين لمدرسة تابعة للاونروا في رفح" اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان هذا القصف "الذي يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الانساني الدولي (...) هو امر مشين من الناحية الاخلاقية وعمل اجرامي".
ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان قصف مدرسة تديرها الامم المتحدة في غزة الاحد هو امر "مرفوض"، داعيا الى "محاسبة" المسؤولين عن هذا الامر.
وقبل ذلك اتهمت حركة حماس الاحد الامين العام للامم المتحدة بانه شريك اسرائيل في "المجزرة".
وقال ابو زهري في بيان ان "استهداف مدرسة الوكالة في رفح هو جريمة حرب واستخفاف بالراي العالمي وبان كي مون شريك في المجزرة بسبب صمته على الجريمة وتباكيه على الجنود الاسرائيليين القتلة وتجاهله لدماء المدنيين الابرياء".
وفي تطور اخر، اتفق وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حركة حماس الاحد في القاهرة على مطالب مشتركة سيتم تقديمها للوسيط المصري من اجل الوصول الى تهدئة في قطاع غزة، ابرزها فك الحصار عن القطاع المحاصر منذ العام 2006 ، حسب ما قال مسؤولون فلسطينيون.
ومن المنتظر ان تمرر مصر المطالب الفلسطينية لاسرائيل التي امتنعت عن ارسال مفاوضين لها بعدما اتهمت حركة حماس بخرق هدنة لمدة 72 ساعة بعد وقت قليل من سريانها صباح الجمعة.
وقال زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في حديث الاثنين لموقع فلسطين اليوم ان هناك "تفهما كبيرا لورقة المطالب الفلسطينية من قبل مصر، واتوقع ان تشهد الساعات القادمة إعلان وقف إطلاق النار".