226 ألف طن فائض الإنتاج العالمي المتوقع من النحاس هذا العام
رجح محللون في بورصة لندن أن يبلغ الفائض من الإنتاج العالمي من النحاس نحو 226 ألف طن نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 285 ألف طن بنهاية العام القادم.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه أسعار هذا المعدن تراجعا جراء زيادة المعروض في الوقت الذي تزامن ذلك مع تراجع الطلب الصيني أكبر مستهلك للنحاس في العالم، إذ بلغت أسعار العقود الآجلة للنحاس، الذي سيسلم بعد ثلاثة أشهر نحو 6995 جنيها إسترلينيا للطن الواحد في بورصة لندن، ويعود الهبوط إلى تراجع الطلب الصيني على النحاس إلى التراجع في معدلات النمو في قطاع التشييد والبناء.
وتشير البيانات الرسمية إلى انخفاض استهلاك الصين من النحاس بنحو 3 في المائة، وقد تعهدت بكين بدعم الاستثمارات في قطاع العقارات، حيث ستقوم بتغيير النظام المالي وأنظمة التسعير لتشجيع النمو في القطاع الأكثر طلبا على واردات النحاس.
ويقول ديفيد نيل من بورصة لندن لـ "الاقتصادية" إن الصين بمفردها تستهلك نحو 40 في المائة من الناتج العالمي من النحاس، بينما لا يزيد استهلاك البلدان الأوروبية مجتمعة 18 في المائة، ولهذا يتأثر السوق بشدة بتطورات الوضع الداخلي في الأسواق الصينية، وأعتقد أن الطلب الصيني لن يرتفع قبل عام من الآن، أضف لذلك أن الإنتاج العالمي من النحاس مرتفع حاليا، ولهذا أتوقع أن تشهد الأسعار مزيدا من الانخفاض في الفترة المقبلة ولربما تصل لأدنى من 6000 إسترليني للطن، ولا أعتقد أن الأسعار ستتحسن قبل عام من الآن.
ويعتقد بعض الخبراء أن انخفاض أسعار النحاس قد يشجع على زيادة عمليات الشراء المستقبلية، خاصة من قبل الاقتصاد الأمريكي المدفوع بمعدلات نمو إيجابية في الوقت الراهن.
وكان العرض العالمي من النحاس، خاصة في إندونيسيا وروسيا قد ارتفع خلال الفترة الماضية مع توقعات بمزيد من التحسن خلال الفترة المقبلة، جراء عدد من العوامل أبرزها انتهاء الخلافات الضريبية في إندونيسيا بين الحكومة والشركات المنتجة، كما قام ديمتري مدفيدف رئيس الوزراء الروسي بتوقيع مرسوم في الشهر الماضي ألغى بمقتضاه الضرائب على تصدير النحاس والنيكل المكررين.
وتعد روسيا خامس منتج للنحاس في العالم، حيث أنتجت نحو 878 ألف طن متري من النحاس العام الماضي، إضافة إلى ذلك أن العديد من المصاهر الإندونيسية، التي أغلقت خلال النصف الأول من العام بسبب أعمال الصيانة استعادت دورة تشغيلها من جديد وسط توقعات بتحسن أدائها.
ولم يكن التراجع في الأسعار حكرا فقط على النحاس، بل طال مجموعة أخرى من المعادن من بينها الزنك جراء الاضطرابات الراهنة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقد بلغ الانخفاض في أسعار العقود الآجلة للزنك، الذي سيسلم بعد ثلاثة أشهر 1.5 في المائة، لتغلق أسواق بورصة لندن على مستوى 2295 دولارا للطن المتري، كما انخفضت أسعار الرصاص بنسبة 1.1 في المائة ليصل إلى 2240 دولارا للطن الواحد، بينما حافظ القصدير على أسعاره دون تغيير.