أكاديمي يعتبر مواقع الخاطبات وتفسير الأحلام تعبث بمشاعر الناس
قال الدكتور غازي بن غزاي المطيري، إنه يتعيّن على الجهات المعنية سن قوانين رادعة، إما سجنا أو غرامة أو سواهما لمن يقيم موقعا أو حسابا وهميا أو رسميا ضارا، والاتصال مع المؤسسات والشركات المُشغلِّة لشبكات التواصل الاجتماعي مثل "الواتساب" و"تويتر" و"فيسبوك" وغيرها لضبطها، مطالبا في الوقت نفسه المؤسسات الإعلامية والتربوية بنشر وعي جماعي للحد من وقوع المواطنين والشباب ضحايا لأوهام وكذب وخداع من يقف خلف تلك المواقع والحسابات.
وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور غازي المطيري، أستاذ كرسي الأمير نايف لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية، إنه في خضم الاهتمامات اليومية التي أملتها العديد من المخرجات الإلكترونية ظهر ما يسمى بـ"مواقع الخاطبات" التي كان لها أثر في انجذاب العديد من المواطنين إليها، وقد استغلت تلك المواقع في غير سبيلها وساقت إلى العديد من الأخطاء والممارسات، التي ليس أقلها -كما ذكر- انكشاف أو فتح سير شخصية ليس لأحد أن يطلع عليها إلا للضرورة، وقد ساعد على ذلك انفتاح ذلك الفضاء الوهمي دون قيد أو شرط أو مراقبة.
وأضاف أن تلك المواقع لن تكون الأخيرة والوحيدة، بل سوف تظهر مواقع أخرى تأخذ شعارات وأسماء وهمية في عدد من التخصصات المتنوعة، إما في السياسة أو الاقتصاد أو تفسير الأحلام والرقية وما سوى ذلك، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينبغي ألا يمر مرور الكرام دون أن يكون للجهات المعنية دور في التقصي والفحص والمتابعة والرصد، أما أن تترك الأمور لهؤلاء المحترفين والهواة -كما أسماهم- ليمارسوا عبثهم في مشاعر الناس واستغلال تلك المواقع الحساسة التي أصبحت تهيمن على اهتمام الكثير من أفراد المجتمع، حيث تستقي معلوماتهم وأخبارهم واهتماماتهم من تلك المواقع وربما تكون وهمية، والخطورة الأخرى -كما ذكر- أنها بدأت تشكل فهما وتصورا وفكرا جديدا عن العديد من القضايا المهمة.
وأضاف "أن ترك هذا الموضوع على علاّته دون دراسة أو معالجة من الجهات المعنية سيزيد الطين بلة وسوف يؤدي ويسوق إلى مخرجات خطيرة ولذلك نجد أن المنظمات والجهات المشبوهة بالإرهاب أو التطرف أو الغلو تستغل مثل هذه المواقع وتبث سمومها القاتلة إلى العقول الطرية من الشباب، وهذا الوباء الداهم والطوفان المقبل من ألوان الإباحية المرئية والمسموعة والمصورة أو الجامعة لهذه المركبات القاتلة الهائلة، إن لم نتدارك الوضع سوف ننتهي إلى كوارث فكرية واقتصادية وسياسية وأمنية وهذا ما حصدناه وما رأيناه من تغيرات بأنماط وسلوك المجتمع اليوم".
وذكر الدكتور المطيري أن الخطوات التي تستدعي وتستوجب من الجهات المعنية الحد من انتشار وخطر تلك الحسابات كثيرة ومعقدة، منها عاملان متعاضدان أولهما الدافع والعامل الرسمي لمتابعة الحسابات ومراقبتها الدائمة وسن قوانين رادعة إما سجنا أو غرامة أو سواهما لمن يقيم موقعا وهميا أو رسميا ضارا يمارس الممارسات الخاطئة، وثانيهما الدافع التوعوي الجماعي الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية والتربوية والدعوية التطوعية والرسمية، وأن يكون هناك اتصال مع المؤسسات والشركات التي تهيمن على تلك المخرجات والشبكات مثل "الواتساب" و"تويتر" و"فيسبوك" وغيرها لا بد أن يكون بين الجهات المعنية كوزارة الإعلام أو غيرها اتصال مع الجهات المشغلة لتلك الشبكات ولا بد أن يكون هناك مراعاة وقيد وضبط لكل موقع يؤسس وأن يكون لدى الجهات المعنية بالمملكة معلومات وتعيين وتقييد لتلك المواقع ومراقبتها، هل هي من الداخل أو الخارج؟ وقال المطيري إن بلدنا مستهدف أفرادا وشخصيات فإن لم نكن على مستوى الوعي والتحدي فلن تبكي علينا البواكي، وهناك مجالات السحرة والكهنة الذين يوقعون الكثير في أوهامهم وكذبهم وخداعهم وكذلك الاتصالات الجنسية من مواقع معروفة في بعض الدول، حيث يتصل أحدهم على الشاب للحديث والدردشة.
وأضاف "لا بد من حماية مجتمعية تكون على أعلى المستويات مع تلك الشركات المشغلة للشبكات، أما أن نجعل المواطن يحارب في الميدان وحده، فهذا سيقود إلى عواقب وخيمة وهذا ما يشاهد الآن من فكر التفلت والغلو والتطرف والإباحية، الذي بدأ ينخر في المجتمع وخاصة في عالم الشباب".