سوق الماريجوانا ينتعش في أمريكا بشكل غير مسبوق
يزعم نجم موسيقى الراب الأمريكي سنوب دوج أنه دخن الماريجوانا في البيت الأبيض نفسه.
بصرف النظر عما إذا كان هذا الادعاء حقيقيا أم لا ، فإن مجرد توجيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوة لهذا النجم لزيارة البيت الأبيض يبين مدى القبول المجتمعي الذي أصبح البانجو يحظى به في أمريكا لأن سنوب معروف في أمريكا بأنه يتعاطى هذا المخدر بشكل منتظم ويعترف بذلك.
كانت مشاركة سنوب في ألبوم "ذي كرونيك" لصاحبه دكتور دري بمثابة نقلة له وأصبحت كلمة "كرونيك" تعبيرا عاميا لأفضل أنواع الماريجوانا في أمريكا.
وأصبح مطربا الراب السابقان دكتور دري و سنوب اليوم رجلي أعمال ناجحين ولا يزال سنوب يراهن على هذا المخدر حيث يعمل مع شركة ستارت اب جرينكو في كاليفورنيا والتي تبيع سجائر القنب الإلكترونية التي تعرف باسم "فيبوريزر" والتي تشبه المبخرة.
وتعتبر هذه الشركة عنوانا لسوق الماريجوانا المزدهر في أمريكا والذي أصبح يجتذب الكثير من شباب الهيبز وتجار المخدرات ورجال الأعمال والرأسماليين بالإضافة إلى المستثمرين وغيرهم من طبقات المجتمع الأمريكي.
ازدهر سوق الماريجوانا في أمريكا بسبب تزايد عدد الولايات الأمريكية التي تسمح بتداوله بشكل قانوني حيث وصل عددها إلى 23 ولاية.
ورغم أن هذا المخدر يستخدم بشكل رئيسي في أغراض طبية حسب السند القانوني له إلا أنه أصبح يمثل سوقا صاعدة بالمليارات "حيث يمكن أن ترتفع مبيعات هذا السوق هذا العام وحده بنسبة 1ر63% لتصبح 6ر2 مليار دولار" حسبما أوضح ديفيد يانج من مؤسسة "أيبيس وورلد" للخدمات الاستشارية في نيويورك.
وتتنبأ دراسات بأن يرتفع حجم مبيعات هذا السوق إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2018.
لا غرابة إذن عندما تفضل شركات صغيرة التجارة بالماريجوانا لتنال حظها من هذا الازدهار مستخدمة في ذلك وسائل إبداع جديدة.
من بين هذه الشركات شركة فونك زاك في مدينة دنفر الأمريكية والتي تخصصت في صناعة أكياس مضادة لتسرب الرائحة مزودة بوسائل أمان للأطفال لاستخدامها في نقل الماريجوانا وبيعها.
أما شركة بوتبوتيكس في مدينة بالو ألتو فتسعى للدمج بين التقنية العضوية ومستخلص من القنب في حين تقدم شركة سبيد ويد في مدينة لوس أنجلوس خدمة توصيل تقليدية تماما.
هناك استثمارات هائلة في هذا القطاع في الوقت الحالي وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" بـ"الشرب من خرطوم مطافي" نقلا عن خبراء بشركة فونك زاك.
وبدأت العديد من الصحف المتخصصة تكتب بشكل تفصيلي عن هذا الباب الواسع للاستثمارات وأنشأت شركة بوسيدون أسيت مانيدجمينت للاستثمارات في سان فرانسيسكو أول صندوق تحوط مطلع العام الجاري يركز بشكل رئيسي على صناعة الماريجوانا.
وفي نفس الوقت تقريبا بدأ صندوق "هاي تايمس جروث فوند" برأس مال أساسي 300 مليون دولار والذي يهدف لتمويل نفس القطاع.
وتغلب الحرفية على القائمين على هذه الصناديق.
وتعتبر وزارة المالية الأمريكية من أكثر المستفيدين من هذا الازدهار في سوق الماريجوانا حيث صبت المبيعات المتزايدة للماريجوانا بدخل إضافي لولاية كولورادو بلغ أكثر من 20 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2014.
وتعتبر هذه الولاية من أكثر الولايات الأمريكية التي ينتشر فيها الماريجوانا وذلك بسبب تساهل قوانينها حيث تعول السلطات في هذه الولاية على هذه الضرائب بقوة وتفرض 10% على الأقل ضريبة على مبيعات الماريجوانا بالإضافة إلى ضريبة 9ر2% الأساسية على المبيعات.