غزة: الحرب الإسرائيلية تضع عراقيل أمام بدء العام الدراسي الجديد

غزة: الحرب الإسرائيلية تضع عراقيل أمام بدء العام الدراسي الجديد

تخاف الطفلة ملك (8 سنوات) من العودة الى مدرستها التي قصفها الجيش الاسرائيلي مع اقتراب العام الدراسي الجديد، بينما دمرت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة اكثر من مئة مدرسة. وتقول ملك "خائفة من ان يقصفونا اذا عدنا".
وتسكن الطفلة في منزل متواضع يقع داخل اسوار مدرستها "الشجاعية الاساسية المشتركة" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين(اونروا) حيث يعمل والدها حارسا لهذه المدرسة.
واستهدفت طائرات اسرائيلية منزل احد الناشطين بجوار المدرسة.
واصيبت ملك التلميذة المتفوقة بصدمة عصبية بسبب هذا القصف الذي الحق اضرارا بالغة في منزلها ومدرستها في حي الشجاعية اكبر احياء مدينة غزة والاكثر تدميرا في الحرب.
وتبدو ملاك النحيفة ذات العيون الخضراء حزينة بعد ان غادرت المستشفى للتو بعد شفائها من الحمى الشوكية، وتقول "دمروا بيوتنا. اصحابي ماتوا شهداء، ومن بينهم أسامة" حفيد خليل الحية القيادي البارز في حماس.

لكن شقيقتها الكبرى ايات (11 عاما) تقاطعها بجرأة "سنذهب للمدرسة ونتعلم في الصفوف حتى وان لم يتم اصلاحها وحتى لو قتلونا كلنا لاننا سنكون شهداء في الجنة".
واكدت وزارة التربية والتعليم "استشهاد عشرات التلاميذ و20 مدرسا وموظفا الى جانب الاف التلاميذ الجرحى".
وتضررت "180 مدرسة للانروا وحكومية الى جانب 8 جامعات وكليات" وفق ما اعلن زياد ثابت وكيل الوزارة الذي اتهم اسرائيل ب"استهداف البنية التحتية للتعليم".
واضاف ثابت "هناك مدارس لا يمكن استخدامها عند بدء العام الدراسي فهي تحتاج الى اعادة بناء وتأهيل".
وتابع "حريصون على بدء العام الدراسي في موعده رغم العراقيل الموجودة التي ابرزها تدمير وتضرر المدارس اضافة إلى تحول اكثر من 80 مدرسة تابعة للانروا لمراكز ايواء المشردين".
من جانبه قال عدنان ابو حسنة الناطق باسم الانروا ان "57 مدرسة من بين 246 مدرسة تابعة للانروا ويتعلم فيها 238 ألف تلميذ اصيبت باضرار عدد منها بحاجة لاعادة بناء".

ويشير انور البرعاوي الوكيل المساعد في الوزارة الى ان"تكلفة إصلاح الاضرار التي لحقت بالتعليم في غزة اثر العدوان تقدر مبدئيا بعشرة ملايين و474 الف دولار".
ولفت الى ان "22 مدرسة تضررت كليا، كما تم اشغال 25 مدرسة كمراكز إيواء للمشردين".
وتشكل مدارس الايواء عقبة كبيرة امام بدء العام الدراسي سيما ان مائة الف على الاقل من الفلسطينيين الذين نزحوا لهذه المدارس قد يضطرون للبقاء فيها بسبب فقدانهم بيوتهم بشكل كلي.
ويؤكد ابو حسنة ان "الانروا لن تطرد احدا من النازحين الذين لجأوا لمدارسها وانما سنعمل على اعادة تجميع العائلات في مدارس ايواء محددة وسنستمر في تقديم المساعدات الغذائية والطعام لهم".

وقال التلميذ تيسير عصام حلس (11 عاما) الذي كان يضع على راسه اسطوانة عليها خبز "انا اتعلم في هذه المدرسة من اول ابتدائي ومش عارف اين سندرس. حسبنا الله على اليهود دمروا المدرسة".
ودمرت طائرات حربية بصاروخين منزل بهاء ابو العطا الناشط في حركة الجهاد الاسلامي، مقابل المدرسة التي يتعلم فيها 2120 تلميذا على فترتين صباحية ومسائية ما ادى الى اصابة هذه المدرسة التي تاسست عام 1958 باضرار بالغة.
وتبدو ثقوب كبيرة في جدران العديد من المدارس التي استهدفت مباشرة او القريبة من مواقع ومنشآت استهدفها الجيش الاسرائيلي، بينما دمر زجاج نوافذ عشرات المدارس في القصف الاسرائيلي العنيف.
واصاب دمار كبير مدرسة "ابو طعيمة" الاعدادية للبنات التابعة للامم المتحدة في بلدة عبسان بخان يونس اثر استهدافها بقذائف الدبابات.

ويقول احمد ابو طعيمة (37 عاما) ولديه ستة ابناء "اولادي دائما خائفون، لا اعرف كيف سيستوعبون دروسهم في المدرسة، لهم اصدقاء استشهدوا او بترت اطرافهم، كيف سيتحمل الاطفال ما شاهدوه من اشلاء وقصف".
وتابع "العنف الاسرائيلي يزيد من الضغوطات على الاطفال وسيدفعهم لمزيد من الحقد على العدو".
ويعاني الكثير من التلاميذ من اضطرابات وصعوبات نفسية بسبب الحرب.
وستعمد الانروا في الفصل الدراسي الاول الذي سيتقرر موعده بعد اعلان وقف شامل لاطلاق النار، لتعزيز برامج للدعم النفسي والنشاطات اللامنهجية "لتخفيف الضغط النفسي والتخلص من الطاقة السلبية" وفق ابو حسنة.

ويضيف "لدينا مئات الاخصائيين النفسانيين والاجتماعيين سينفذون برامج الدعم النفسي".
وقتل 2038 فلسطينيا على الاقل واصيب اكثر من 10300 بجروح منذ 8 تموز/يوليو عندما بدأت اسرائيل غاراتها على قطاع غزة. في حين قتل 64 جنديا اسرائيليا بعد التدخل البري الاسرائيلي في قطاع غزة وثلاثة مدنيين في انفجار صواريخ وقذائف اطلقت من غزة، بينهم اجنبي.

الأكثر قراءة