يا هلال .. تملأ العين
في كل عام يدخل الهلال موسمه الكروي بغية تحقيق البطولات أجمع بلا استثناء، لكن الرغبة الكبرى والحلم الذي طال انتظاره هو تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا، التي ظل أعواما، وهو يحاول ويكافح من أجلها بعد أن غابت عن خزائنه المكتظة بالبطولات.
يبدو أن الحلم اقترب بعد أن وصل الفريق إلى الدور نصف النهائي إثر تجاوزه السد القطري في الدور ربع النهائي، حيث فاز على أرضه بهدف وحيد وخرج من مباراة الإياب بتعادل سلبي، ما يجعل هذا الحلم يكبر خلال الفترة المقبلة.
سيلاقي الهلال في الدور نصف النهائي العين الإماراتي ذهابا في الرياض وإيابا في العين، علما أن الأخير استطاع التغلب على الاتحاد والفوز عليه ذهابا وإيابا، وعن هذه الجزئية يقول الروماني لورينتو ريجيكامف مدرب الهلال: “لا يهم من سنواجه في الدور نصف النهائي الأهم هو أننا نجحنا في التأهل، لعبنا مباراة صعبة من خلال الأرضية السيئة التي حذرت اللاعبين منها خلال التمرين الأخير للمباراة، لكن في الوقت نفسه ذكرت أن الأعذار مرفوضة ويجب أن نتأهل، من يريد تحقيق البطولة فعليه أن يواجه كل الظروف ويتغلب عليها دون أن يتأثر”.
الهلال دخل بطريقة مختلفة عن المباريات السابقة باعتماده على مهاجم وحيد، من خلال بقاء ياسر القحطاني على مقاعد البدلاء ومشاركة سعود كريري بديلا عنه، وهي ذات الطريقة التي كان يلعب بها الهلال في الأعوام الماضية مع تغير واختلاف المدربين.
وهي المرة الأولى في الموسم الحالي التي يدخل فيها الهلال بمهاجم وحيد سواء في مباراتي العروبة والشعلة أو السد في مباراة الذهاب، عن ذلك يبرر ريجيكامف: “قبل المباراة توقعت أن يندفع السد نحو الهجوم وتسجيل هدف يعيده للمنافسة على بطاقة التأهل، لذلك فضلت المشاركة بمحورين من أجل إغلاق المنافذ الخلفية وقد نجحنا في ذلك طوال دقائق المباراة، من خلال التركيز الذي كان عليه لاعبو الدفاع ومن أمامهم محورا الدفاع أيضا، وهذا الأمر طبيعي نظرا لأن المباراة ستقام خارج أرضنا ونتيجة الذهاب إيجابية بالنسبة لنا، كان هدفنا إغلاق المنافذ الخلفية ومحاولة تسجيل هدف ينهي المباراة وسنحت لنا العديد من الفرص لكن لم ننجح في ترجمتها، وذلك بسبب السوء الذي كانت عليه أرضية ملعب المباراة التي لم تساعد اللاعبين”.
وكانت جماهير الهلال التي حضرت اللقاء قد امتعضت من أداء الحكم، وحرمان الفريق من الحصول على ضربة جزاء صريحة في منتصف الشوط الثاني، كانت كفيلة بحسم التأهل لأن التقدم بهدف سيصعب من مهمة السد القطري كثيرا، يقول ريجيكامف: “دائما لا أتحدث عن الحكام وأخطائهم في المباريات، لأن دوري هو الحديث عن الجوانب الفنية داخل الملعب بغض النظر عن كل ما يحدث في المباراة، الأهم في نهاية الأمر أننا نجحنا في تجاوز السد وتأهلنا للدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، ونحن نسير خطوة بخطوة نحو الوصول إلى أهدافنا”.
يذكر أن الهلال واصل الصمود دون أن يقبل أي هدف للمباراة السابعة على التوالي في دوري أبطال آسيا، كانت جميعها بوجود الحارس عبدالله السديري الذي حقق رقما هو الأعلى في تاريخ دوري أبطال آسيا بوصوله للدقيقة 630 هدفا دون أن يلج مرماه أي هدف، عن ذلك يقول المدرب الوطني حمود السلوة: “الهلال منذ نهاية الموسم الماضي أصبح قويا من الناحية الدفاعية، من خلال الخيارات التي اعتمدها المدرب سامي الجابر من خلال جلبه لمدافعين أجنبيين في قلبي الدفاع، ومع مرور المباريات اتضح أن رأيه وخياره كان سديدا خاصة أن العناصر نفسها استمرت في الموسم الحالي، وهذا الدفاع القوي كان سببا في وصول الفريق إلى الدور نصف النهائي، نظرا للخبرة التي يملكها الكوري كواك والبرازيلي ديقاو، إضافة إلى الحيوية والتركيز اللذين تميز بهما عبدالله الزوري وياسر الشهراني، وذلك في جميع مباريات الهلال منذ الدور الثاني من دور المجموعات، ووصولا إلى مباراتي ربع النهائي”.