«أدبي الرياض»: الأوبريت الغنائي التزم بالفصحى.. و«الثقافة» تجاهلت مطالبنا
فيما أثار الأوبريت الغنائي خلال احتفالية النادي الأدبي في الرياض حفيظة بعض المثقفين والأدباء الحاضرين نتيجة صوت الموسيقى الصاخب، وصف الدكتور عبد الله الحيدري رئيس النادي الأوبريت بالمفاجأة للحاضرين، لافتا إلى أن الهدف يكمن في تقديم ما هو جديد، حيث حرص النادي على تقديم أوبريت غنائي باللغة العربية الفصحى واشتمل على لوحات فنية تعرف بتاريخ النادي.
وقال الحيدري: إن رضا الناس غاية لا تدرك وقد لقينا إشادات كثيرة من قبل عموم المثقفين والأدباء وحرصنا على أن يظهر باللغة الفصحى ودون أي كلمة عامية التزاما بما نصت عليه لوائح الأندية الأدبية.
#2#
وأوضح الحيدري أن وزارة الثقافة والإعلام لم تتخذ أي خطوات إيجابية تجاه طلب الأندية الأدبية زيادة الإعانة السنوية المخصصة لها والتي ﻻ تتجاوز المليون ريال سنويا، حيث لم توجه الوزارة أي رد للأندية حيال الموضوع.
مشيراً في الوقت نفسه أن المبالغ المخصصة للأندية ﻻ تتوافق وطموحاتها المستقبلية في تحقيق أهداف ورؤى المثقفين والأدباء إضافة إلى توجهها لافتتاح لجان ثقافية في عدد من المناطق مثل الخرج والمجمعة وغيرها.
وأضاف أن نادي الرياض الأدبي اتجه لعقد شراكات والبحث عن رعايات من قبل القطاع الخاص لتغطية النقص في الميزانيات المالية.
وكان الحيدري قد أكد في حوار مع "اﻻقتصادية" قبل أكثر من سنة أن رؤساء الأندية الأدبية تقدموا بطلب لوزارة الثقافة والإعلام لرفع الميزانية من مليون إلى ثلاثة ملايين ريال سنوياً لتغطية العجز الذي تعانيه الأندية، مشيراً إلى أنه ليس من المعقول أﻻ تزيد الإعانة من أكثر من 40 عاماً دون أي زيادة تذكر في ظل ارتفاع الأسعار.
وأضاف الحيدري: من تجربة تزيد عن عشر سنوات في مجالس الأندية عندما يرتفع سقف الطموح كما يتطلع المثقفون نصطدم بالعائق المادي، فالميزانية لم تتغير منذ نشأة الأندية في حين ارتفعت أسعار الطباعة والنشر والمطاعم والفنادق وغيرها، ورفعنا لوﻻة الأمر العام الماضي طلبا بذلك ونأمل من وزارة الثقافة والإعلام متابعته لكونه يتعلق بمستقبل الشباب المبدعين والمثقفين حتى لو رفع ميزانية الأندية في المناطق الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام ودعم اللجان الثقافية.
وتابع: احتفاليتنا الأخيرة تمت برعاية القطاع الخاص وإﻻ لم نكن نستطيع إقامتها، كذلك الأمر بالنسبة لجائزة كتاب العام التي جاءت برعاية أحد البنوك المحلية.
وكان الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رعى مساء أمس الأول احتفال النادي الأدبي في الرياض بذكرى مرور 40 عاما على تأسيسه، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض.
وكان في استقباله لدى وصوله مقر الحفل الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، والدكتور عبد الله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في الرياض وأعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي وعدد من المثقفين والأدباء.
وألقى الدكتور عبد الله الحيدري، في الحفل، كلمة استذكر فيها المؤتمر الأول للأدباء السعوديين عام 1394هـ الذي انبثقت منه 30 توصية عبرت عن تفاؤل الأدباء في النهوض بالأدب.
وقال إن "الأندية الأدبية تأسست في عام 1395هـ بحوالي ستة أندية واليوم يحتفل الأدباء والمثقفون بمسيرتها خلال 40 عاما كانت حافلة بكثير من المنجزات التنظيمية للندوات والمحاضرات والملتقيات الثقافية التي اكتشفت المواهب من خلالها ودعم فيها المميزين وأسهمت في إبراز الأدب السعودي".
وأفاد أن النوادي الأدبية ازدادت إلى 16 ناديا في عدد من مناطق المملكة، منوهاً بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد للثقافة والأدب في الوطن.
بعدها ألقى الدكتور عائض الردادي كلمة مثقفي الرياض أشار فيها إلى تميز منطقة الرياض بالثقافة من جامعاتها ومراكز الدراسات الثقافية والبحثية والمتاحف والمنتديات الثقافية والحكومية والأهلية.
وأوضح أن الأندية الأدبية أثمرت في نشر الأدب باللغة الفصحى ووثقت الأواصر بين الأدباء والمثقفين ورعت المواهب الشبابية، مبينا أن كل ذلك يحمل الهوية الثقافية بموروثها ودون انغلاق على الثقافات الأخرى بل تواصل مع الثقافات وندية تأخذ الإبداع.
إثر ذلك شاهد الجميع فيلما وثائقيا استعرض إنجازات النادي وإسهاماته العلمية والأدبية والثقافية خلال 40 عاما.
ثم ألقيت قصيدتان شعريتان ألقاهما الشاعران عبد الله بن سالم الحميد ومحمد عابس الشهري.
إثر ذلك دشن أمير منطقة الرياض اللجنة الثقافية في محافظة المجمعة, ثم شاهد الجميع أوبريت "حجر اليمامة".
وفي الختام كرم أمير منطقة الرياض رؤساء النادي السابقين وداعمي اللجان الثقافية والرعاة.
كما أقيمت في وقت سابق أول أمس أولى فعاليات احتفالية النادي بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسه بندوة عنوانها "جهود الأمير فيصل بن فهد في خدمة الثقافة"، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي، بمشاركة كل من الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري رئيس نادي الرياض الأدبي سابقا، وعبد الله الشهيل المدير العام للأندية الأدبية سابقا، والدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس نادي القصيم الأدبي سابقا، وأدارها سلطان بن عبد الرحمن البازعي رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون.
واستذكر الشيخ الظاهري إنجازات الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- في الجوانب الثقافية، مسترجعا إنجازاته الكثيرة التي منها إنشاء جمعيات الثقافة والفنون وإنشاء الأندية الأدبية التي أسهمت وغيرها من الإنجازات في ازدهار الآداب والثقافة والفنون.
كما تحدث الأديب عبد الله الشهيل عن صفات الأمير الراحل والصفات المميزة التي اتصف بها الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- ومن ذلك الجوانب الإنسانية والثقافية مستعرضا إسهاماته الأدبية في خدمة الشباب التي منها إنشاء مجلة الجيل ودعم المثقفين في شتى المناحي.
وتحدث الدكتور حسن الهويمل عن إنجازات الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- ومن ذلك العلاقات الدولية مبرزا من تلك الإنجازات إنشاءه لجائزة الدولة التقديرية في الأدب وإنشاء الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في المملكة والصندوق العربي لدعم المثقفين وتشجيع الفنانين في شتى المجالات ومن ذلك الفن التشكيلي.
وفي الختام فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور.
وأقيمت في السادسة والنصف من مساء أمس الأربعاء ندوة "النادي وخدمة المجتمع"، وشارك فيها حمد الراشد بورقة عن "الحلقة الفلسفية"، وصالح الخليفة بورقة عن "النادي التشكيلي"، وعبد الرحمن الجاسر بورقة عن "منتدى الشباب الإبداعي"، وأبرار الجارد بورقة عن "نادي القراءة"، وأدار الندوة سامي الفليّح.
فيما أقيمت في الثامنة والنصف من مساء أمس أيضاً ندوة بعنوان "نادي الرياض الأدبي المنجز والمستقبل"، شارك فيها الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيّع رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً بورقة عن "ملتقى النقد الأدبي"، والدكتور سعد بن عبد الرحمن البازعي عضو مجلس الشورى رئيس نادي الرياض سابقاً بورقة عن "ورشة الإثنين" و"الملتقى الثقافي"، والدكتور صالح المحمود أمين عام جائزة كتاب العام نائب رئيس النادي بورقة عن "جائزة كتاب العام"، وهدى الدغفق عضو مجلس إدارة النادي بورقة عنوانها "المرأة والأندية الأدبية"، وأدارت الندوة الدكتورة هند المطيري.