أسعار النيكل تقفز 40 % في 8 أشهر .. والنحاس ينخفض 6.7 %

سيطرت حالة من عدم الاستقرار على أسواق المعادن الأساسية (النحاس، الألمنيوم، النيكل، القصدير، الزنك، الرصاص) خلال العام الجاري، من المتوقع أن تنعكس آثارها على أسعار السلع الصناعية في الأسواق لما تمثله أسعار تلك المعادن من أهمية كبيرة للقطاع الصناعي العالمي. أسواق النيكل العالمية كانت الأكثر اضطرابا هذا العام بعد أن قفزت نحو 40 في المائة خلال الأشهر الثمانية الأخيرة على خلفية حظر إندونيسيا تصديره إضافة إلى مخاوف إدراج "نوريلسك نيكل" الروسية أهم منتج للنيكل في العالم ضمن قائمة العقوبات الأمريكية الأوروبية ضد روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا. أما أسعار الألومنيوم وعلى الرغم من أنها أنهت الأسبوع الماضي على انخفاض إلا أنها سجلت 14.5 في المائة ارتفاعا، وارتفعت أسعار الزنك 11 في المائة، فيما خالفت أسعار النحاس الاتجاه وانخفضت 6.7 في المائة، وكانت أسعار الرصاص والقصدير الأكثر استقرارا هذا العام بانخفاض 2.2 في المائة و 2.9 في المائة على الترتيب.
#2#
ويشكل الطلب والمعروض العالمي العاملان الأساسيان في حركة أسعار المعادن الأساسية، فالصين الدولة الأولى عالميا في إنتاج المعادن وأيضا الأكثر استهلاكا، فتوقعات نمو أو انكماش الاقتصاد العالمي بقيادة الصين أبرز العوامل المؤثرة في اتجاهات الطلب العالمي على المعادن الأساسية، أيضا يشكل إنتاج الصين إلى جانب مجموعة محدودة من الدول مثل الولايات المتحدة ودول أمريكا الجنوبية عاملا أساسيا في المعروض العالمي من تلك المعادن. وتداخل عوامل أخرى في حركة أسعار تلك السلع أهمها تحرك الدولار أمام اليورو إضافة إلى المضاربات التي تشهدها تلك الأسواق خاصة مع تزايد توجه صناديق الاستثمار العالمية في الاستثمار في أسواق تلك السلع.

أسعار النيكل العالمية كانت الأكثر ارتفاعا هذا العام بعد أن سجلت نهاية تعاملات الأسبوع الماضي في لندن 18425 دولارا للطن ارتفاعا من مستوى 13560 دولارا للطن في 7 كانون الثاني (يناير) 2014م بارتفاع 4865 دولارا للطن أي بارتفاع نسبته 40 في المائة، حيث بدأ الارتفاع التدريجي لأسعار النيكل بعد إعلان إندونيسيا فرض حظر على صادرات مكثفات النيكل والبوكسيت بداية العام الجاري ما لبثت أن تلقت السوق دعما آخر إثر توقعات بإدراج "نوريلسك نيكل" الروسية أهم منتج للنيكل في العالم ضمن قائمة العقوبات الأمريكية الأوروبية ضد روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا وهو ما استغله المضاربون في السوق.

ويبلغ الإنتاج العالمي من النيكل المكرر 1.9 مليون طن ونحو 1.12 مليون طن نيكل مصهور و 1.86 مليون طن خام مستخرج، وتستحوذ الصين على نحو 33 في المائة من إنتاج النيكل المكرر بإجمالي 630 ألف طن. وتأتي روسيا في مقدمة الدول المنتجة للخام بإجمالي 300 ألف طن تمثل 16 في المائة من الإنتاج العالمي، تليها كندا وأستراليا والبرازيل وتأتي إندونيسيا في المركز الخامس عالميا بإنتاج 116.5 ألف طن تمثل 6.2 في المائة من الإنتاج العالمي، وهو ما يفسر تأثر السوق بالحظر الإندونيسي والعقوبات على أكبر منتج روسي.

أما أسعار الألومنيوم وعلى الرغم من انخفاضها 1.2 في المائة نهاية تعاملات الأسبوع الماضي عند 2040 دولارا للطن، إلا أنها ارتفعت منذ بداية العام 14.4 في المائة، حيث سجلت في 7 كانون الثاني (يناير) 2014م سعر 1783 دولارا للطن وذلك على خلفية مخاوف تراجع إنتاج البرازيل ثاني أكبر منتج للالومنيوم في العالم بعد الصين نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج مع ارتفاع أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية هذا العام نتيجة أسوأ جفاف منذ عقود أدى إلى تجفيف أماكن تخزين المياه الجوفية، وهي المياه التي تستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية المائية التي توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لاستخلاص الألومنيوم ، إلى درجة أن شركة ألكوا علقت مصهرها في منطقة بوكوس دو كاداس، وهي الآن تبيع الكهرباء التي تصدر من المصنع بدل أن تبيع الألومنيوم.
#3#
ويعتبر الألمونيوم أحد أهم أعمدة الصناعات الثقيلة في العالم ويدخل في العديد من الصناعات ولا سيما صناعة السيارات والطائرات والصناعات الإلكترونية، ويعد المعدن الثاني بعد الحديد في أهميته الصناعية فهو أكثر المعادن فعالية كيميائية كمعدن حر، ولذلك نجده مرتبطا بأكثر من 270 معدنا مختلفا، ويعد خام البوكسيت المصدر الرئيسي له. ويتنوع الإنتاج العالمي من الألومنيوم وفق مرحلة التصنيع فهنا الألومنيوم المصهور ويبلغ الإنتاج العالمي منه 49.84 مليون طن وهناك الألومنيوم المكرر ويبلغ الإنتاج العالمي منه 120.8 مليون طن وهناك خام البوكسيت ويبلغ الإنتاج العالمي منه 227.36 مليون طن.

وتأتي الصين في مقدمة الدول إنتاجا واستهلاكا للألومنيوم، حيث يبلغ إنتاجها من الألومنيوم المصهور نحو 24 مليون طن تمثل 48 في المائة من الإنتاج العالمي. ويبلغ إنتاجها من الألومنيوم المكرر نحو 52 مليون طن تمثل 43 في المائة من الإنتاج العالمي، أما إنتاجها من خام البوكسيت فيبلغ 14 مليون طن وهو ما يمثل 6 في المائة. ويشكل استهلاك الصين من الألومنيوم نحو 20 في المائة من الاستهلاك العالمي. وتأتي أستراليا في المركز الثاني عالميا بإنتاج 19.55 مليون طن ألومنيوم مكرر تمثل 16 في المائة من الإنتاج العالمي وتليها البرازيل في المركز الثالث عالميا بإنتاج 11.25 مليون طن ألومنيوم مكرر بنسبة 9.1 في المائة من الإنتاج العالمي وتنتج 33.8 مليون طن من خام البوكسيت بنسبة 14.8 في المائة من الإنتاج العالمي. وتأتي أمريكا في المركز الرابع بإنتاج 5.3 مليون طن، تليها روسيا بإنتاج 2.9 مليون طن مكرر و 3.57 مليون طن من الألومنيوم المصهور و7.9 مليون طن من خام البوكسيت.

وخالفت أسعار النحاس الاتجاه وانخفضت خلال العام الجاري إلى 6835 دولارا للطن نهاية الأسبوع الماضي مقابل 7325 دولارا للطن في 7 كانون الثاني (يناير) 2014م بانخفاض 490 دولارا بنسبة 6.7 في المائة متأثرة بارتفاع المعروض العالمي مع تباطؤ في النمو الاقتصاد الصيني والأمريكي والفرنسي وكانت أسعار النحاس قد منيت بأكبر هبوط لها في آذار (مارس) 2014 على خلفية تعثّر إحدى الشركات الصينية في سداد فوائد سنداتها وهو ما أثار المخاوف من لجوء العديد من الشركات الصينية التي تستخدم النحاس كضمانة عند الاقتراض إلى بيع النحاس لتغطية خسائرها من مثل هذه القروض.

ولا يقل معدن النحاس أهمية عن الألومنيوم وتعتمد صناعة الكهرباء بشكل أساسي على النحاس، حيث يستخدم في صناعة أسلاك المولدات الكهربائية وفي كابلات توصيل الطاقة الكهربائية ونظرا لأنه مقاوم للمحاليل الكيميائية وشـديـد التوصيل للكهرباء والحرارة فهو يستخدم في المنشآت الكيميائية وفي صناعة الأنابيب التي تستخدم للتدفئة في المصانع والمنازل هذا إضافة إلى استخداماته الأخرى المتعددة وعلى رأسها صناعة السبائك حيث يخلط النحاس مع عدد كبير من المعادن الأخرى لإنتاج أكثر من 1000 سبيكة مختلفة لكل منها صفات صناعية تختلف باختلاف المعادن التي تم خلطها بالنحاس وكذلك تتغير ألوان تلك السبائك باختلاف ألوان المعادن المخلوطة معه.

ويبلغ الإنتاج العالمي من النحاس المصهور نحو 17.28 مليون طن، فيما يبلغ حجم الإنتاج المكرر 18.1 مليون طن، فيما يبلغ حجم الخام المستخرج من المحاجر 15.27 مليون طن. وتأتي شيلي في مقدمة الدول المنتجة لخام النحاس بإجمالي 3.58 مليون طن تمثل 23.4 في المائة من الإنتاج العالمي. وتأتي الصين في مقدمة الدول المنتجة للنحاس المكرر بإجمالي 6.3 مليون طن تمثل 34.8 في المائة من الإنتاج العالمي وتتصدر أيضا الإنتاج العالمي من النحاس المصهور بإجمالي 4.34 مليون طن أي بنسبة 25 في المائة من الإنتاج العالمي. وتتصدر والولايات المتحدة دول العالم من حيث استهلاك النحاس تليها الصين.

وسجلت أسعار الزنك نهاية تداولات الأسبوع الماضي سعر 2265 دولارا للطن مقابل 2034 دولارا للطن في 7 كانون الثاني (يناير) 2014م بارتفاع 231 دولارا للطن بنسبة 11.4 في المائة مع مخاوف من تراجع الإنتاج الصيني، ويبلغ الإنتاج العالمي من الزنك المكرر 13.4 مليون طن فيما يبلغ إنتاج الخام منه 13.55 مليون طن، حيث تنتج الصين 5.2 مليون طن مكرر بنسبة 38.8 في المائة.

أما فما يتعلق بأسعار الرصاص فقد كانت الأكثر استقرارا بين المعادن الأساسية بانخفاض 2.2 في المائة عند سعر 2118 دولارا للطن نهاية الأسبوع الماضي مقابل 2165 دولارا للطن بداية العام ويبلغ الإنتاج العالمي من الرصاص المكرر نحو 10.6 مليون طن والمصهور نحو 7.67 مليون طن والنحاس الخام من المناجم نحو 4 ملايين طن. وتستحوذ الصين على نحو نصف الإنتاج العالمي من الرصاص المكرر بإجمالي 5.15 مليون طن ونحو 2.4 مليون طن من الرصاص المصهور بنسبة 31.3 في المائة من الإنتاج العالمي، وتنتج نحو 1.65 مليون طن من خام الرصاص بنسبة 68.75 في المائة من الإنتاج العالمي.