المساجد تستهلك 2.4 مليار واط من الكهرباء عام 2013
كشفت بيانات خاصة حصلت "الاقتصادية" على نسخة منها أن المساجد في المملكة تستهلك من الطاقة الكهربائية أكثر من استهلاك القطاع التعليمي والصحي الأهلي، وأكثر من استهلاك المستشفيات الحكومية، وقريبا من استهلاك الإنارة العامة في المملكة.
وبلغ استهلاك المساجد من الطاقة الكهربائية خلال عام 2013 نحو 2.356 مليار واط/ الساعة، بينما استهلاك القطاع التعليمي والصحي الأهلي يبلغ 1.850 مليار واط/ الساعة، واستهلاك المستشفيات الحكومية نحو 2.177 مليار واط/ الساعة، واستهلاك الإنارة العامة يبلغ نحو 2.944 مليار واط/ الساعة.
وذكر المهندس فهد الحسيني المستشار في برنامج إلزامية تطبيق العزل الحراري، أن سبب الاستهلاك الكبير والإسراف المتناهي في كثير من المساجد، هو عدم الترشيد في استهلاكها.
وذكر الحسيني أن ثمة مظاهر إسراف وهدر وإضاعة للطاقة الكهربائية في عموم المساجد وخاصة الكبيرة منها التي تقام فيها صلوات الجمعة، حيث تتسم بالكبر والاتساع، وفي الصلوات العادية (غير الجمعة) هناك مصلون قليلو العدد لا تتجاوز صفوفهم اثنين أو ثلاثة، ومع ذلك فإن عدداً من المكيفات (إن لم يكن كلها) تظل تعمل أحياناً دونما انقطاع، كذلك يوجد في بعض المساجد - وبخاصة تلك المنشأة بواسطة مواطنين محسنين وفاعلي خير- إسراف واضح في الإضاءة حتى في النهار، حيث يكون النور الطبيعي كافياً، ناهيك عن الثريات الكهربائية المتدلية من السقوف والتي ليس لوجودها ضرورة في المساجد التي هي بمثابة دور للعبادة وليس لمظاهر الترف والزينة على الإطلاق، لذلك يرى أنه للأسباب المذكورة كان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لترشيد استهلاك الكهرباء في المساجد ومنها مثلاً عمل وحدات مركزية يتم تشغيل وحدة واحدة أو وحدتان أو أكثر بناء على حجم المسجد وتقدير عدد المصلين فيه.
بالإضافة إلى عمل فواصل في المساجد الكبيرة (الجوامع) لأداء الصلوات المفروضة ذات الأعداد المحدودة والصفوف القليلة وتكييفها بعدد محدود من معدات التكييف (وهذا بالفعل تم البدء فيه في عدد من المساجد في مدينة الرياض). وإزالة الثريات الكهربائية والكشافات الكبيرة التي تحتوي عادة على عدد كبير من المصابيح المستهلكة للطاقة والمشعة للحرارة، واستبدالها بتلك المصابيح الموفرة للطاقة والمعروفة بـ (Savers Energy).
وعمل مواصفات خاصة ببناء المساجد من حيث توفر العزل الحراري وانخفاض السقف إلى المستوى المناسب. وتوسعة النوافذ يؤدي إلى تقليل العزل، ما يتطلب زيادة تشغيل المكيفات وبالتالي تزيد تكلفة التبريد والتدفئة ووضع أبواب غلق ضروري جدا لمنع تسرب الهواء الداخلي إلى الخارج أو الهواء الخارجي إلى الداخل. والإكثار من النوافذ والقباب وتوسيعها لتسمح بدخول أكبر كمية ممكنة من الإضاءة الطبيعية مع بناء ملحق في المساجد الكبيرة (الجوامع) لأداء الصلوات في الأيام غير الجمعة.
ويبلغ عدد المساجد في المملكة خلال عام 2013 نحو 60.5 ألف مسجد مقارنة بـ 58 ألف مسجد خلال عام 2012، أي بزيادة نسبتها 4 في المائة، بما يعادل 2.5 ألف مسجد.
وتقع نحو 36 في المائة من مساجد المملكة في المنطقة الوسطى، بعدد وقدره 21.8 ألف مسجد تليها المنطقة الغربية بنسبة 28 في المائة بنحو 16.8 ألف مسجد، ثم المنطقة الجنوبية بنسبة 27 في المائة بنحو 16.5 ألف مسجد، وأقلها المنطقة الشرقية بنسبة 9 في المائة بنحو 5.4 ألف مسجد.
ويبلغ متوسط استهلاك كل مسجد من الطاقة الكهربائية نحو 34 ألف واط سنوياً.