المساجد لا تستهلك الكهرباء .. الإهمال هو السبب

المساجد لا تستهلك الكهرباء .. الإهمال هو السبب

طالب قراء "الاقتصادية" بمحاسبة الأطراف المتسببة في إهدار الطاقة الكهربائية في المساجد، مشيرين إلى أن المسؤولية يجب أن تتحملها وزارة الأوقاف التي يجب عليها أن تتبنى في سياسة بناء المساجد ما يراعي توفير الطاقة الكهربائية وغيرها من احتياجات الجوامع والمساجد. جاء ذلك في تعليقاتهم على الخبر المنشور أمس بعنوان "المساجد تستهلك 2.4 مليار واط من الكهرباء عام 2013"، فلقد علق القارئ محمد الحاقان: "يجب وضع معايير خاصة عند بناء المساجد وعلى رأسها تخفيض سقف المسجد للارتفاع العادي الذي لا يتجاوز الثلاثة أمتار وتقسيم المسجد إلى ثلاثة أقسام معزولة بالزجاج حتى يستخدم ثلث المسجد فقط للصلوات المكتوبة بينما يستخدم بقية مساحة المساجد لصلاة الجمعة". واعتبر خالد أبو علي أن التبذير والإسراف الحاصل حالياً يمكن الحد منه من خلال العوازل الحرارية وهذا ما يجب أن تتولاه الشؤون الهندسية في وزارة الأوقاف هذه المهمة بصرامة عند اعتماد المخططات في بناء المساجد.
وكتب حسن زيد العيسى: "المسؤول الأول عن هذا الهدر هم القائمين على المساجد و خاصة الإمام والمؤذن والمشرفين في وزارة الأوقاف "وعلق قارئ بقوله :" المساجد لا تستهلك الإهمال هو من يستهلك".
وكانت "الاقتصادية" كشفت بيانات خاصة حصلت على نسخة منها أن المساجد في المملكة تستهلك من الطاقة الكهربائية أكثر من استهلاك القطاع التعليمي والصحي الأهلي، وأكثر من استهلاك المستشفيات الحكومية، وقريبا من استهلاك الإنارة العامة في المملكة.
وبلغ استهلاك المساجد من الطاقة الكهربائية خلال عام 2013 نحو 2.356 مليار واط/ الساعة، بينما استهلاك القطاع التعليمي والصحي الأهلي يبلغ 1.850 مليار واط/ الساعة، واستهلاك المستشفيات الحكومية نحو 2.177 مليار واط/ الساعة، واستهلاك الإنارة العامة يبلغ نحو 2.944 مليار واط/ الساعة.
وذكر المهندس فهد الحسيني المستشار في برنامج إلزامية تطبيق العزل الحراري، أن سبب الاستهلاك الكبير والإسراف المتناهي في كثير من المساجد، هو عدم الترشيد في استهلاكها.
وذكر الحسيني أن ثمة مظاهر إسراف وهدر وإضاعة للطاقة الكهربائية في عموم المساجد وخاصة الكبيرة منها التي تقام فيها صلوات الجمعة، حيث تتسم بالكبر والاتساع، وفي الصلوات العادية (غير الجمعة) هناك مصلون قليلو العدد لا تتجاوز صفوفهم اثنين أو ثلاثة، ومع ذلك فإن عدداً من المكيفات (إن لم يكن كلها) تظل تعمل أحياناً دونما انقطاع، كذلك يوجد في بعض المساجد - وبخاصة تلك المنشأة بواسطة مواطنين محسنين وفاعلي خير- إسراف واضح في الإضاءة حتى في النهار، حيث يكون النور الطبيعي كافياً، ناهيك عن الثريات الكهربائية المتدلية من السقوف والتي ليس لوجودها ضرورة في المساجد التي هي بمثابة دور للعبادة وليس لمظاهر الترف والزينة على الإطلاق، لذلك يرى أنه للأسباب المذكورة كان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لترشيد استهلاك الكهرباء في المساجد ومنها مثلاً عمل وحدات مركزية يتم تشغيل وحدة واحدة أو وحدتان أو أكثر بناء على حجم المسجد وتقدير عدد المصلين فيه. إضافة إلى عمل فواصل في المساجد الكبيرة (الجوامع) لأداء الصلوات المفروضة ذات الأعداد المحدودة والصفوف القليلة وتكييفها بعدد محدود من معدات التكييف (وهذا بالفعل تم البدء فيه في عدد من المساجد في مدينة الرياض). وإزالة الثريات الكهربائية والكشافات الكبيرة التي تحتوي عادة على عدد كبير من المصابيح المستهلكة للطاقة والمشعة للحرارة، واستبدالها بتلك المصابيح الموفرة للطاقة والمعروفة بـ Savers Energy.
وعمل مواصفات خاصة ببناء المساجد من حيث توفر العزل الحراري وانخفاض السقف إلى المستوى المناسب.

الأكثر قراءة