إلى أمانة الرياض: أزيلوا صناعية أم الحمام ووسعوا المقبرة

إلى أمانة الرياض: أزيلوا صناعية أم الحمام
ووسعوا المقبرة
إلى أمانة الرياض: أزيلوا صناعية أم الحمام
ووسعوا المقبرة
إلى أمانة الرياض: أزيلوا صناعية أم الحمام
ووسعوا المقبرة
إلى أمانة الرياض: أزيلوا صناعية أم الحمام
ووسعوا المقبرة

في الوقت الذي يعاني فيه أهالي سكان العاصمة وتحديدا حي أم الحمام وسط الرياض فوضى الاختناقات المرورية وانتشار الورش الصناعية، علمت "الاقتصادية" من مسؤول في أمانة الرياض ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ عن الرفع بمقترح يتضمن إزالة صناعية علي بن علي الواقعة وسط الحي، ونقلها خارج النطاق العمراني للتقليل من نسبة التلوث البيئي، والمخاطر الناتجة عن وجودها، وتوسعة المقبرة المجاورة لها التي تعد إحدى المقابر القديمة، حيث أنشئت منذ 48 عاماً، وأوقفها مفتي الديار السابق سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - بعد شرائها في عام 1387هـ.

ومن المقرر أن يتم الرفع بطلب لأمين منطقة الرياض خلال الأسابيع المقبلة، بناء على شكاوى ومطالبات الأهالي، والمصلين ومشيعي الجنائز في جامع الملك خالد، الذي تضمن توسعة الأرض المخصصة للمقبرة، للتخفيف من معاناة سكان الحي ومشيعي الجنائز، وذلك أسوة بما فعلته "الأمانة" عبر مشروعها توسعة مقبرة العود الشهيرة وسط الرياض، التي قامت بنزع ملكية الأرض المحاذية لها من الجهة الشمالية في عام 2006م.

واستطلعت "الاقتصادية" آراء عدد من سكان الحي الذين أبدوا اهتماما كبيرا بذلك، موضحين أن رغبة الأهالي في إزالة الصناعية وتوسعة المقبرة أسوة بمقبرة العود ستسهم في القضاء على العشوائية الحاصلة في شوارع الحي إلى جانب التقليل من الضوضاء، لا سيما أن النظام يفرض نقل المناطق الصناعية بعيدا عن الأحياء السكنية نظرا للمخاطر الناتجة عن وجودها المتمثلة في التلوث البيئي ووجود تجمعات للعمالة فيها.

#2#
وتضم صناعية أم الحمام عددا كبيرا من الورش ومحال بيع قطع غيار السيارات، كما تعد مقرا لإقامة أعداد هائلة من العمالة الوافدة نظرا لكثرة تجمعهم للعمل لحسابهم الخاص، إلى جانب تكدس السيارات المتهالكة فيها، فيما يعاني سكان الحي وزائروه ازدياد التلوث البيئي والبصري وتكدس الشوارع المحيطة بها.

وقال المهندس عبد الله الطيار مدير بلدية المعذر: «منذ سنوات طويلة وسكان الحي وزوار جامع الملك خالد يبدون معاناتهم تجاه عدم قدرتهم على قطع الشارع الرئيس من المسجد للبوابة الرئيسية للمقبرة، إضافة إلى أن وجود صناعية وورش السيارات في الموقع لم يعد مجديا، خاصة أن وجود الورش الصناعية وسط الأحياء السكنية يترتب عليه عديد المخالفات».
فيما أكد أن الأهالي أبدوا رغبة كبيرة في نقلها مراعاة لوجودها على شارع رئيسي وحيوي يربط أحياء العاصمة، كما طلب عديد من المصلين في الجامع المجاور إقامة جسر مشاة للمقبرة نظرا لمعاناة المصلين ومشيعي الجنائز.

من جهته، قال الدكتور منصور العسكر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، "إن العاصمة الرياض تدفع ثمن سوء التخطيط العمراني"، لافتا إلى أن أساس المشكلة يكمن في عدم مراعاة الجوانب الاجتماعية في التخطيط العمراني وليس في عدم وجود أراض كافية، مشددا على ضرورة الاتجاه للتمدد الأفقي بدلاً من الرأسي.
وأشار العسكر إلى أهمية تحديد مواقع أخرى للمقابر في أطراف الرياض من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية وهو ما يسهم في تخفيف الضغط على المقابر الرئيسية في العاصمة.
#3#
وقال العسكر "في السابق كان حي أم الحمام يعتبر أقصى شمال الرياض، إلا أن التمدد العمراني للأحياء السكنية قد يصل إلى بنبان، لذا أرى أن تتم توسعة المقبرة عبر نزع ملكية الأراضي الواقعة حولها أو إغلاقها والبحث عن مواقع بديلة سواء في عرقة أو الدرعية".
وأضاف "تكمن مشكلة الرياض ومدننا الرئيسية في أنها تتمدد من جميع الجهات، والتخطيط العمراني في مدن العالم الثالث لا يخضع لدراسات علمية بل دراسات هندسية تهمل الجوانب الاجتماعية، وبالنسبة للرياض فهي مدينة متمددة من جميع الأطراف نظرا لحداثتها فهي ليست على نهر أو على بحر مثل المدن القديمة بحيث تكون مواقع الخدمات مهيأة وتستمر قرونا عدة".

وأوضح الأستاذ في علم الاجتماع أن تمدد الرياض على الأطراف بشكل مستمر سيجعل منطقة بنبان وسط الرياض خلال السنوات المقبلة، لافتا إلى أنه يجب أن يكون النطاق العمراني للمدينة واضح المعالم، وتتجه للتمدد الأفقي وهذا يسهم في تحديد أماكن الخدمات، خاصة أنها تجاوزت حي أم الحمام منذ سنوات طويلة، فمناطق الخدمات بما فيها المقابر ضرورية وتغييرها من مكان لآخر والحاجة ملحة لإعادة تحديد أماكن المقابر، وهذا لا يتم دون مراعاة الجانب الاجتماعي في التخطيط العمراني.
#4#
وكشف تقرير أصدرته أمانة منطقة الرياض في حزيران (يونيو) الماضي وجود 92 مقبرة مسجلة في مدينة الرياض، منها عشر مقابر تتوافر فيها مساحات كافية للدفن، من بينها أربع مقابر ذات مساحات كبيرة موزعة في نطاق مدينة الرياض، ومنها ثلاث تقع شرق الرياض، وهي: مقبرة النسيم، التي تقع في حي النسيم في شارع الأمير سعد بن عبد الرحمن، وتضم مغسلة للموتى وتبلغ مساحتها الإجمالية مليون م2. ومقبرتا هجرة سعد على طريق الدمام وتبلغ مساحتهما 2000 م2 و2400 م2 على التوالي.

كما تضم مقبرتين غرب الرياض وهما: مقبرة أم الحمام التي تقع بجوار جامع الملك خالد - رحمه الله - وتبلغ مساحتها 100 ألف م2، ومقبرة عرقة وتبلغ مساحتها 30000 م2، إضافة إلى مقبرتين جنوب الرياض؛ إحداهما في حي طيبة شرق طريق الحائر وتبلغ مساحتها الإجمالية مليون م2، والأخرى مقبرة أم الحصى التي تقع في الحائر وتبلغ مساحتها الإجمالية 5000 م2.

وأبان التقرير أن من بين المقابر العشر التي لا تزال تستقبل الدفن مقبرة هجرة لبن التي تقع جنوب غرب الرياض وتبلغ مساحتها 5040 م2، ومقبرة هجرة هيت التي تقع جنوب شرق الرياض وتبلغ مساحتها 5000 م2، إضافة إلى مقبرة العود بشارع البطحاء - وسط مدينة الرياض، وتبلغ مساحتها الإجمالية 532000 م2، وتضم مغسلة موتى، التي كان قد تم إيقاف المدفن أخيراً لعدم توافر مساحات كافية إلى أن قامت "الأمانة" بتوسعة المقبرة بعد أن نزعت ملكية العقارات المجاورة لها من الجهة الشمالية وتوسعة مساحتها بنحو 142000م2 وتم الانتهاء من تسويرها.

ولفت التقرير إلى أن هناك أربع مقابر جاهزة لم يتم تشغيلها إلى حين الحاجة إلى ذلك، وهي: مقبرة شرق الرياض التي تبلغ مساحتها 2576000 م2، ومقبرة شمال الرياض "جنوب بنبان" وتبلغ مساحتها مليوني م2، ومقبرة السلي ومساحتها 715000 م2، ومقبرة جنوب غرب الرياض وتقع على مساحة 572000 م2.

وأكّدت أمانة منطقة الرياض، في تقريرها تخصيص ميزانية خاصة لمشاريع إنشاء وتشغيل وتطوير وصيانة المقابر في مدينة الرياض التي تشمل إعادة تسوير جميع المقابر بأسوار تحمل تصاميم موحدة، بهدف الحفاظ على حرمة القبور، والحفاظ على الطابع الحضاري للمدينة، موضحة أنها مستمرة في استحداث مواقع أخرى لإنشاء عددٍ من المقابر بما يلبي احتياجات النمو السكاني الذي تشهده مدينة الرياض، الذي يحتم على مسؤوليها الإعداد والتخطيط لتوفير مواقع مناسبة لإنشاء المقابر في مواقع مناسبة تكون موزعةً على جميع المدينة.
وكانت أمانة الرياض قد نزعت أوائل يونيو 2006 ملكية الأرض المحاذية لمقبرة العود من الجهة الشمالية بمساحة إجمالية قدرها 141,257,42 متراً مربعاً لمصلحة توسعة المقبرة لتنفيذ أعمال تسوير ومرافق وخدمات، حيث بلغت أطوال تلك التوسعة حدود 1792 م.ط وهي من الشمال 808,33م ومن الجنوب 723,62م ومن الشرق 113,92م ومن الغرب 147,35م.
كما أعلنت الانتهاء من تجديد الأسوار الخارجية لمقبرة العود الحالية حيث أزالت الأسوار القديمة وإنشاء سور جديد بمواصفات معمارية حديثة، وتم تعميمه كتصميم موحد لجميع المقابر داخل مدينة الرياض.

الجدير بالذكر أن مساحة مقبرة العود كانت قبل التوسعة 501,355,90 م2 ومجموع ما تم تسويره لمقبرة العود القائمة في حدود 4500 م.ط حيث تم تطوير الأرصفة الخارجية وتشجير الواجهات الرئيسية للمقبرة خاصة الواجهة الغربية والجنوبية، إضافة إلى إنشاء بوابة بتصميم مميز بعرض 13 م وارتفاع 7,5 م تقريباً على المدخل الغربي للمقبرة الواقع على شارع البطحاء وكتب عليها اسم المقبرة ومعلومات عن تأسيسها.

كما تم تطوير وتجديد المدخل الغربي للمقبرة، حيث تم تجديد الأسوار على الجانبين وتجديد الأرصفة والأسفلت وتشجيرها من الجهتين مع تركيب بوابات حديدية جديدة، كذلك تم فصل مباني الخدمات في المقبرة مثل المصلى والسكن والمرافق الأخرى عن مواقع الدفن بأسوار مرتفعة بطول 3 م تقريباً وتهيئة الطرقات الداخلية وأعمدة الإنارة.

الأكثر قراءة