الانتقاد بهدف الانتقاص مرفوض ولا يقدم شيئا للوطن
أثنى قراء "الاقتصادية" على وصف الشيخ الدكتور علي بن عباس حكمي عضو هيئة كبار العلماء، سلوك الأشخاص الذين ينتقصون من بلادهم وقادتها وعلمائها وأهلها ويتهجمون عليهم، فيما يمجدون ويفتخرون بدول أخرى مظهرين محاسنها وحسناتها بـ "الخيانة".
وجاء في تعليقاتهم على الخبر المنشور أمس في الصحيفة بعنوان : " عضو هيئة كبار العلماء: الانتقاص من الوطن وتمجيد دول أخرى "خيانة" ما اعتبره القارئ عبد الإله آل ذيب " أنه إذا كان الانتقاد الهدف منه هو الانتقاص من الوطن ومن قياداته فهو مرفوض بتاتاً".
ووصف القارئ ناصر أبوسليمان الشيخ الدكتور علي عباس حكمي بأنه رجل عاشق لوطنه ووطني مخلص جاء حديثه في توقيت مهم يحتاج الكثيرون إليه ليحتاطوا من الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر.
وجاء تعليق قارئ ثالث: أنه آن الأوان لتطهير المفاصل من كل المنتمين للفرق والجماعات الفاسدة والمنحرفة بكشفهم وفضحهم رد الله كيدهم في نحورهم وحمى الله بلادنا من مكائدهم وشرورهم .
وكان الشيخ الدكتور علي بن عباس حكمي عضو هيئة كبار العلماء، قد وصف سلوك الأشخاص الذين ينتقصون من بلادهم وقادتها وعلمائها وأهلها ويتهجمون عليهم فيما يمجدون ويفتخرون بدول أخرى مظهرين محاسنها وحسناتها بـ "الخيانة".
وطالب من يكتبون عن محاسن الدول الأخرى ويهاجمون بلادهم وقيادتهم بالإنصاف، وقال: "هناك من يعجب بمحاسن وإنجازات غير بلادنا وولاة أمورنا ويكتب عنها، بينما لا يظهر ما عليه بلادنا من إنجازات وسلامة للعقيدة، فالذي يسكت ويخفي ويحجب محاسن بلده وأهل دياره وعلمائه ويهاجمهم، ويتكلم عن محاسن الغير، وهذا كثير للأسف، فهو خائن، وهذه من الشائعات المنكرة". واعتبر عضو هيئة كبار العلماء أن التهجم على الحكام ومؤسسات الدولة تجريحا وليس نقدا، مبينا أن التجريج والحض من قدرات وأعمال الدولة بمؤسساتها العلمية والشرعية والخدمية والكلام بجرأة غير صحيح، وأن تمجيد دول أخرى، والتنقص من بلادنا يضر ولا ينفع، ويشق الوحدة. ودعا الشيخ الحكمي للإنصاف مكررها ثلاثا، وقال لـ "الاقتصادية": "يجب الإنصاف، إذا أردت أن تنتقد الدولة أو أشخاصا فإذا كنت صادقا فاذكر الحسنات والسيئات، فالإنصاف مطلوب". يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه الشيخ الحكمي خطباء المساجد خلال "ملتقى دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية" الذي اختتم أخيرا، إلى أهمية التكاتف، وأن يكون المسلمون يدا واحدة وتكون المحبة للمسلمين، منوها بأن الخطأ وارد من كل إنسان، ولكن الأهم معالجة الأخطاء وتصويبها.
واستعاد عضو هيئة كبار العلماء بعض المواقف والأحداث التاريخية عن دور العلماء في السعودية في درء الفتن، وأنهم أسهموا برأيهم وحكمتهم في الاستقرار، والتوحد مع قيادتهم، مؤكدا على أهمية أن نصف صفا واحدا، وألا يحول بين اجتماع كلمتنا هذه التقسيمات والأفكار والآراء، وأن البلاد في أمس الحاجة إلى لحمة وطنية إسلامية، تقف صفا واحدا أمام التحديات، أخوة صادقة، أمام كل التحديات التي تستهدف ديننا ثم وطننا.
وأبان أن على أهل العلم التعامل مع المخالفين بحسب كل حالة على حدة، وأن الإنكار له طرق: مستدلا بقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، مشيرا إلى أن إشاعة القول الشديد بين العامة يكون له أثر سلبي عليهم. وأشار إلى أن على الخطيب مسؤولية كبيرة، لكونه أعظم تأثيرا من غيره، فهو محل ثقة المستمع في الصدق والأمانة والعلم، ومن المفترض ألا يكون حديثه رأيا محضا، بل لا بد أن يكتسب الصفة الشرعية باعتلائه المنبر، مشيرا إلى أن المنابر لم توضع للسباب.