لصوص ولكن
نستطيع أن نسميهم "قراصنة العصر" بعدما كانت القرصنة مقتصرة على السطو على السفن، أما الآن فبإمكانهم سلبك كل شيء، أموالك صورك، معلوماتك الشخصية، معاملاتك التجارية ولكن على اليابسة، إنهم يخوضون حروبا ساحاتها شاشات الكمبيوتر، إما أن يخرجوا منها بالملايين وإما يرموا في غياهب السجون وفي الغالب يربحون!
واستخدمت الألوان لتصنيفهم، فهناك الهاكر أو القرصان الأسود والأبيض والرمادي والأزرق ودرجات بينهم مثل الهكر الأخلاقي والهكر الجاهل والنخبة.
ولعلك تندهش أن الغالبية من مشاهير ومليارديرات الحواسيب كانوا في الأساس (لصوصا) أو هكر، ويأتي على رأس القائمة أغنى أغنياء العالم بيل جيتس، فقد كان يعمل في شركة لإنتاج البرمجيات والحواسيب ومنها استطاع اختراق جهاز أحد المسؤولين في سياتل للحصول على بيانات المستخدمين، وعندما كشف أمره تم طرده، واليوم تقدر ثروته بـ 82 مليار دولار ويتربع على عرش الحواسيب!
أما صديقه بول آلن فقد بدأ قرصاناً ولا يزال كذلك حتى اليوم، فقد شارك بيل جيتس قرصنته الأولى واستمر فيها ولكنه تحول من قرصان أسود إلى خير، حيث يستخدم مهاراته لاكتشاف عيوب ومميزات أنظمة شركتهم الأمنية وتقدر ثروته بالمليارات.
أما جان كون الذي دخل حياتنا واخترقها وسيطر حتى على أفكارنا وتوجهاتنا بأشهر برنامج يستخدم لدينا الآن "الواتس أب" فقد كان عضوا في أكبر منظمة للهكر واخترق العديد من الشبكات والخوادم بسرية ودون معرفة ما أدت إليه أعماله!
وحتى ستيف جوبز لم يخرج عن هذه الدائرة وكان أول ابتكار له "الصندوق الأزرق"، الذي يسمح لك بإجراء المكالمات الهاتفية إلى أي مكان في العالم دون أن تدفع هللة واحدة، واليوم يحصل معنا العكس! يقول ستيف: لو لم أبتكر هذا الجهاز لما وصلت إلى الناس شركة أبل، ولما ربح المليارات حتى بعد وفاته!
وسار على نهجه أشهر هكر في التاريخ كيفين ميتنيك وبدأ نشاطه باختراق شبكات الهاتف للمنطقة التي يسكن فيها واللعب في المكالمات والتلصص على المتحدثين، حتى أنه كان يرد على شكاواهم التي هو سببها ويتندر عليهم، خاض مع منافسه المتخصص في الحماية تسوتومو شيمومورا، أكبر معركة على ساحة افتراضية بعد أن ارتكب أكبر غلطة باختراقه حساب خبير مثل شيمومورا، التي تحولت إلى معركة على أرض الواقع بعد أن ظل شيمومورا يمشي على قدميه لمدة يومين حاملا معه جهاز تتبع المكالمات إلى أن حدد مكانه وقبض عليه من قبل الـ "إف بي آي"، فقد كان مطلوبا لسنين وحكم عليه بالسجن خمس سنين عام 1994 واليوم يدير إحدى كبريات شركات الحماية!