رغم قسوة التجربة لا بد من نشرها لمزيد من وعي الشباب بالخطر
تمنى قراء "الاقتصادية" أن يستفيد الشباب من تجربة الشاب العائد عبد الله العمري الذي عرض له حلقة من برنامج "همومنا" التي تبثها القناة الأولى في التلفزيون السعودي .
جاء ذلك في تعليقاتهم على الخبر المنشور في الصحيفة أمس بعنوان : " مغرر به: ذهبت للجهاد في سورية فهالتني الفظائع وتغليب الشهوات والأهواء"، فقد علق القارئ عبد الله الشهري: "الحمد لله على سلامتك وأوبتك لطريق الحق ولا يخفى عليك من هرول من قبل إلى العراق وانتهى بهم الحال إلى حبال المشانق " .
واعتبر القارئ الذي رمز لاسمه بـ (راع الهدبا) أن التجربة برغم قسوتها على الشاب العائد وكل الذين عادوا إلى وطنهم هي تجربة تستحق أن تذاع وتنشر عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ليدرك الشباب الأخطار في الاندفاع دون وعي عما يحدث في الخارج .
وكان الشاب عبد الله العمري قد قال: إن المقاطع المصورة حول ما يحدث في سورية وكلام بعض المشايخ والدعاة المحرضين حول الأحداث هناك زادت من رغبته في الذهاب إلى هناك، ولكنه بعد وصوله اكتشف أن ما يوجد هناك هو قتل غير مبرر ووجد تغليب الشهوات والأهواء، وأن القتال بين الفصائل على السلطة والأرض والمسكن وأشياء دنيوية، ولذلك اتخذ قرار العودة إلى وطنه وأهله وهو نادم أشد الندم على قراره ووجه نصيحة للشباب أن يفكروا بالحفاظ على دينهم أكثر من أي شيء آخر.
جاء ذلك في حلقة برنامج "همومنا" التي بثتها القناة الأولى في التلفزيون السعودي أمس، وحاولت تسليط الضوء على بعض التجارب التي وقع فيها بعض شبابنا، ذهبوا إلى مناطق الصراع متوقعين أنهم سيشاهدون هنالك صحابة وسيقضون أوقاتا ممتلئة بالذكر وممتلئة بمسائل الجهاد وفقه الجهاد، ذهبوا إلى هنالك وعادوا لنا بتجارب مؤلمة لأنهم شاهدوا وقائع مؤلمة.
وعبد الله عبد الرحمن العمري من مواليد الطائف ومن سكان مدينة أبها العمر 22 سنة درس قبل الخروج إلى سورية في كلية الشريعة، ويقول إنه ليس مطلعا جيدا على كتب الشريعة فهو ليس من أهل القراءة المكثفة فيها.
وأوضح أن إحساسه تحرك لناحية إخوانه المسلمين من خلال مقاطع الأحاديث، التي كانت تدور من حوله داخل أروقة الجامعة واطلاعه على الأخبار والمقاطع المصورة مما حرك مشاعر الحمية وإن كانت حمية في غير موقعها، لكن في وقتها كانت النظرة اندفاعية، وكان لها أهدافها ولها مسبباتها ومسوغاتها، وكان يتابع "يوتيوب" وبعض المشايخ المخصوصين الذين ينقلون الأخبار في مواقع التواصل، وما شده حماستهم ودفاعهم عن القضية السورية، وكان يربط كل الأحداث بكلام فلان من الناس ويربطه بالدين مباشرة بأن هذا الأمر مسوغ.
وأخذ يواصل الفترات الطويلة في متابعة تلك المقاطع، التي يجد فيها تسلية وهواية حتى بلغ به الأمر الرغبة في المشاركة في القضية السورية. وجد العمري أحد الأشخاص، الذي كان يتكلم باستمرار عن القضية السورية، فحاول توطيد علاقته معه حتى اكتسب ثقته ليرسله إلى سورية، وكان العمري قد وصل إلى الإيمان الكامل بهذه القضية. ومضت الأمور إلى توصيات كانت تأتيه من ذلك الشخص إلى أن أصدر جواز السفر، وأصبح في جاهزية كاملة للخروج مع توافق تلك الفترة مع الاختبارات النهائية، وقبل أن تبدأ بيومين تقريبا انتهز عبد الله العمري فرصة انشغال أهله بالاختبارات وتسلم تذاكر السفر، ورتب كامل المستلزمات وغادر إلى وجهته المحددة.