رسوب 21 لعبة
رسب 21 منتخبا سعوديا من أصل 24، في امتحان دورة الألعاب الآسيوية الـ 17 "إينشيون 2014"، بعد أن احتلت المركز الـ 21 بسبع ميداليات فقط "3 ذهبيات ومثلها فضيات وبرونزية".
البعثة السعودية شاركت بـ 262 رياضيا من الرجال حيث لم يكن بينهم نساء مشاركات، كما أنها لم تضم أي لاعب مجنس عكس العديد من المنتخبات المشاركة التي حصدت ميداليات مختلفة بواسطة أبطال مجنسين من دول أخرى.
سبع ميداليات فقط تركت علامات استفهام كبرى، بعد أن صارت هذه المشاركة المخجلة حديث الناس والساعة، وتولدت الأسئلة المشروعة ماذا هناك، ولماذا كل هذا التواضع، أين تكمن الإشكالية، هل هي إدارية أم فنية؟
تفوق ألعاب القوى والفروسية، لا يعني أن المشاركة كانت ناجحة، وبالتأكيد يحتاج الأمر إلى تقييم شامل لأداء المنتخبات المختلفة وعرض النتائج والمستويات حتى يتم اكتشاف العلة ومن ثم العمل على علاجها.
كثيرون ألقوا باللائمة على رياضة كرة القدم وأنها ساهمت بفشلها في إفشال بقية المنتخبات، هذا يحدث في ظل الصرف الكبير على هذه الألعاب المختلفة ما يعني توافر الإمكانات ما لم يظهر عكس ذلك.
وكانت الصين قد احتكرت المشاركة بـ 900 رياضي المركز الأول برصيد 343 ميدالية (151 ذهبية و109 فضيات و83 برونزية)، مقابل 234 لكوريا الجنوبية بـ 833 رياضيا (79 ذهبية و71 فضية و84 برونزية) و199 لليابان (47 ذهبية و76 فضية و76 برونزية).
ومن جهته، وجه عبد الرحمن الفريان مدير المنتخبات السعودية في لعبة المبارزة اللوم على وزارة المالية وأنها قد تكون أحد الأسباب الرئيسة في عدم نجاح الألعاب.
وأضاف "لو تحدثنا مثلاً عن المبارزة فنحن وضعنا ميزانية تصل إلى 600 ألف ريال، بعد دراسة مستفيضة لإقامة معسكر للمنتخب وكذلك المشاركة في البطولة وتمت الموافقة ومن ثم نفاجأ بأنها تقل إلى 20 في المائة يعني إلى 400 ألف ريال، قبل أن تصل إلى 200 ألف ريال، ما جعلنا محبطين، وأعتقد أن الحال ينطبق على معظم الألعاب فالجميع لا بد أن يعرفوا أن هناك مدربين ولاعبين يحتاجون إلى رواتب ونثريات يومية إضافة إلى سكن وإعاشة وغير ذلك، فأعتقد أن المبالغ تعتبر غير كافية إضافة إلى أن المدربين لهم رواتب خاصة في الألعاب المختلفة ومنها أيضا المبارزة وهذه اللعبة المدربون فيها قلة".
وزاد "مشاركة المنتخبات الأخرى وذلك من حقها من خلال عدة نقاط، فإن الدول المتقدمة في مثل هذه الألعاب مثل الصين، اليابان، وكوريا الجنوبية ودول غرب آسيا تعتمد على الاحتراف إضافة إلى أن لهم مكافآت شهرية ثابتة وحوافز مالية مستمرة، وهذه الأمور ليست موجودة عندنا ومعظم اللاعبين عندنا هواة في معظم الألعاب فلا يستطيع اللاعب أن يؤدي ما يطلب منه وإذا أردنا المنافسة الحقة فيجب علينا أن نضع الاحتراف في جميع الألعاب وليس في كرة القدم التي تجد الدعم الكافي".
وتابع "التجنيس أفاد بعض المنتخبات خاصة العربية وحققت من خلاله ميداليات مختلفة، وهنا لا مجال لنا في التجنيس وأعتقد أن هذا أمر مفيد في بعض الأحيان ونحن اعتمادنا على اللاعب المواطن الذي يحتاج إلى الكثير والكثير".
وشدد على أن الدول الأخرى تعتمد في الأصل على المدرسة وليس النادي، مشيرا إلى أنه زار بعض المدارس في الدول الأخرى بحكم عمله كمشرف رياضي ورأى في المدارس الأوروبية تحديدا أكثر من مدرس رياضة، وفي المدرسة الواحدة ربما يصلون إلى 15 معلما وجميعهم لهم تخصص معين، وهنا الاعتماد على مدرس رياضة واحد فقط.
#2#
ورأى الفريان صعوبة إيجاد أبطال أولمبيين في ظل الظروف الراهنة وقال "نطالب بأبطال أولمبيين ولكن هذا الأمر صعب جداً في بعض الألعاب إذا استثنينا ألعاب القوى والفروسية، وتأتي الصعوبة من ولي أمر اللاعب إذا كان طالبا فليست هناك مميزات تجعله يوافق على ممارسة ابنه أي لعبة فليس هناك دافع يجعل الأب يحفز ويشجع فلذة كبده، فلو كانت هناك مكافآت شهرية وأماكن للعب واهتمام بالنشء فبالتأكيد قد يوافق على مشاركته في أي لعبة وقد تخرج منها بطلا أولمبيا ولكن هذا الأمر يحتاج إلى دعم مستمر وهذا ليس متوفر لدينا للأسف".
وزاد "عموماً إذا أردنا أن نخرج أبطالا أولمبيين فنحتاج إلى قاعدة في عدة أمور أهمها الثقافة الرياضية، الاستمرارية، الاحتراف، المال من خلال ميزانية ضخمة، إيصال الفكرة إلى أولياء الأمور، تأمين مستقبل، وهذا مع الأسف ليس موجودا في الألعاب الفردية وموجود في الألعاب الجماعية الذي يعتبر سبباً رئيساً في نجاحها".
وعرج الفريان للحديث عن دور اللجنة الأولمبية "اللجنة لم ولن تقصر وقامت بدورها بأكمل وجه وقدمت كل ما لديها لجميع الاتحادات وخططت التخطيط الصحيح ولكن الدعم المادي أعتقد لم يكن كافياً، لو وجدنا الدعم حسبما خطط له من كل اتحاد لعبة فقد يكون لدينا ميداليات في جميع الألعاب".
وأشار إلى أنه على يقين وتفاؤل بالأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب بجمع هوية لكل الألعاب وكيف لا وهو رجل الاستثمار الرياضي الأول بإعادة جميع الألعاب إلى قوتها في البطولات المقبلة.
وكان الدكتور عبد العزيز المصطفى الكاتب الرياضي عضو الاتحاد السعودي لألعاب القوى سابقا، قد أكد أن النتائج التي تحققت في المشاركة الأخيرة أقل من المتوقع إثر الأموال التي صرفت على تجهيز المنتخبات، مضيفا "عدد الميداليات لا يوازي ما يصرف"، مشددا على أنه لا يمانع من تجنيس اللاعبين، ولكن تساءل: بلد يملك 30 مليون نسمة ألا يستطيع أن يظهر وينجب أبطالا آخرين؟ مطالبا في الوقت نفسه بفصل كرة القدم، عن الألعاب الأخرى.
يشار إلى أن المهندس لؤي ناظر رئيس الوفد السعودي المشارك في "إينشيون ٢٠١٤"، اعترف في حديثه للإعلام بعدم رضاه عما تحقق من إنجازات للوفد السعودي، مشيرا إلى أن تحقيق سبع ميداليات بفضل ثلاثة منتخبات فقط رقم لا يليق بالرياضة السعودية صاحبة الإمكانات التى تستطيع تحقيق أكثر من ذلك، رغم أن ختام الدورة كان جيداً خاصة أن ما أنجز تم في الأيام الأربعة الأخيرة.
وأضاف "هذه النتائج دون المستوى الذي نطمح إليه"، محددا مدة شهر واحد كفترة للتعاقد مع إحدى الشركات الاستراتيجية المعروفة حول العالم والمتخصصين في الاستراتيجيات الرياضية وبعضهم عاصر ما تم عمله في الدول الآسيوية لصناعة الأبطال وتطويرهم من الأبطال السعوديين الذين سيكونون الاستثمار الحقيقي، خلال فترة دراسة ستكون ما بين ثلاثة وستة أشهر.