بوسطن تفكر: ماذا يشغل شبابنا؟

نشرت مجموعة بوسطن الاستشارية تقريرا مهما عن الشباب في السعودية بعنوان: ما أكثر ما يهم الشباب في السعودية؟
وتناول التقرير أرقاما وإحصائيات جديرة بالتوقف والتأمل.
فلقد أشار التقرير إلى أن نحو1.9 مليون سعودي وسعودية سيدخلون مجال العمل خلال العشر سنوات المقبلة. فنمو حجم القوى العاملة في المملكة إلى الثلث سيزيد من التحديات، التي تواجهها الدولة لتوفير هذا الكم الهائل من الوظائف في القطاعين العام والخاص. وأكد التقرير الذي أعده ثلاثة باحثين أن 57 في المائة من طلاب الثانوية في المملكة لا يملكون الحد الأدنى من المؤهلات المعرفية، التي تجعلهم طلابا فاعلين في الجامعات. كما أن 63 في المائة من طلاب الجامعات السعودية يتخصصون في علوم الزراعة والتعليم والآداب والعلوم الإنسانية، التي لا توفر المهارات اللازمة التي تحتاج إليها سوق العمل.
وتناول التقرير، الذي صدر في يونيو 2014 موضوعا مهما يؤرق ملايين الشباب وهو موضوع السكن. فقد أشار إلى أن متوسط تكلفة المنزل في السعودية تعادل ثمانية أضعاف متوسط دخل الفرد السنوي، بينما تكلفة المنزل في أمريكا على سبيل المثال تعادل نحو ثلاثة أضعاف دخل الفرد فقط، ما يعكس التكلفة الباهظة لامتلاك منزلٍ في السعودية.
وأشارت الدراسة إلى أن الشباب السعودي يكافح عدم توافر وسائل الترفيه وقلة الخيارات أمامه بالانكباب على منصات الإعلام الاجتماعي التي ينفق في أرجائها ملايين الساعات. إذ أشار المقال إلى أن 81 في المائة من المشاركين في الاستبيان يزورون يوميا موقع "يوتيوب"، و71 في المائة منهم يتصفحون "تويتر". وأبان التقرير أن مواقع المحادثات النصية تستهلك الكثير من طاقة ووقت الشباب في ظل انعدام المناشط والفعاليات المتنوعة في العديد من المناطق.
وخلصت المقالة إلى أن أبرز خمسة تحديات يواجهها الشاب السعودي تكمن في: غلاء المعيشة، وتوافر السكن بسعر ملائم، والخوف من العنف، والقصور في نظام التعليم، وندرة الفرص الوظيفية.
ورغم الأرقام والمعلومات الجديرة، التي توصل إليها الباحثون في مجموعة بوسطن الاستشارية إلا أنني أتساءل: لمَ نحصل على معلومات عنا من غيرنا؟ أين مراكز الأبحاث في جامعاتنا؟ أين المعاهد المتخصصة؟ هناك خلل واضح وجسيم. فلقد أصبحنا نستورد حتى معلوماتنا وحقائقنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي