برنامج «ترميم المساجد العتيقة» يحفظ التراث العمراني السعودي

برنامج «ترميم المساجد العتيقة» يحفظ التراث العمراني السعودي
برنامج «ترميم المساجد العتيقة» يحفظ التراث العمراني السعودي

نظرا للمكانة العظيمة في الدين الإسلامي للمساجد، وما تمثله من كونها أحد أهم معالم التراث العمراني في السعودية، وللحفاظ على التاريخية منها، جاء البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة ليلبي جهود حمايتها وحفظها من خلال المشاريع التي يجري تنفيذها في مختلف مناطق المملكة.

وبدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة العربية السعودية، وأخذت على عاتقها - منذ بداية إطلاقها البرنامج عام 1418هـ أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها، وتبنى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية، البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة، في إطار اهتمامه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي.

#2#

وقامت مؤسسة التراث الخيرية، بمشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بتنفيذ المهام المتعلقة بإنجاز هذا البرنامج، وفق خطة عمل دقيقة، حيث تم تقسيم العمل فيها إلى مراحل متعاقبة. ففي المرحلة الأولى، قامت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتزويد مؤسسة التراث الخيرية بمعلومات عن المساجد المعنية، وذلك من خلال ما يرد من فروع الوزارة في مناطق المملكة.

وبدورها قامت مؤسسة التراث الخيرية باختيار المساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية، إضافة إلى قيامها باقتراح عدد من المساجد التي تتناسب مع معايير البرنامج، وذلك بإرسالها إلى الوزارة لاعتمادها، وضمها إلى قوائم المساجد المعتمدة التي سيشملها البرنامج.

كما قامت مؤسسة التراث الخيرية في المرحلة الثانية بعملية مسح شامل لتلك المساجد المعتمدة وفق المعلومات المتوافرة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وذلك حسب جدول زمني محدد، من خلال فريق من المتخصصين، قاموا بمسح تلك المساجد وتحديد مواقعها وتسجيل كل المعلومات التي تتعلق بها، وتوثيق ذلك في استمارة للتسجيل خاصة بكل مسجد، تتضمن تسجيل الإحداثيات التي تقع عليها، ليتم حصرها وتصنيفها.

وبدأ العمل في هذا البرنامج وتم مسح عدد من المساجد المهمة في مختلف مناطق المملكة وتم توثيقها وتصويرها وإعداد تقارير مفصلة عن كل منها. وتم إنجاز مسح ودراسة وترميم عدد من المساجد، وهي كالآتي: دراسة ترميم مسجد البيعة في منطقة مكة المكرمة، وفي منطقة المدينة المنورة تم ترميم مسجد الزاوية في ينبع، كما قامت مؤسسة التراث الخيرية بدراسة خمسة مساجد في منطقة السبعة مساجد التي سترمم من قبل أمانة منطقة المدينة المنورة، وترميم أربعة مساجد وهي: مسجد الغمامة، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، بدعم من شركة المناخة، إضافة إلى مسجد الصخرة في العلا وتم بدعم من الأمير سلطان بن سلمان.

ويجري العمل حاليا على ترميم مسجدي الشافعي والمعمار في منطقة جدة التاريخية بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومسجد الحنفي في جدة التاريخية بدعم من الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع .
أما في منطقة الرياض فقد تم ترميم عدد من المساجد وهي: مسجد الحسيني بدعم من أهالي المنطقة، ومسجد العوشزة في محافظة الغاط بدعم من الأميرة سلطانة بنت أحمد السديري، ومسجد قراشة في حريملاء والظويهرة في الدرعية على نفقة الأمير سلطان بن سلمان، ومسجد السريحة في الدرعية ومسجد المريح في الرياض، ومسجد الدواسر الذي تقوم مؤسسة التراث الخيرية بإعداد خطة الترميم، الخاصة به حاليا.

كما تم ترميم جامع الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود في طبب في منطقة عسير، وقامت بترميمه مؤسسة التراث الخيرية على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد، ويقع مسجد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد في قرية طبب بالقرب من مدينة أبها في منطقة عسير، بعدما أمر الإمام ببنائه سنة 1221 هـ.

كما أن هناك ستة مساجد في المنطقة الشرقية تم ترميمها بدعم من الهيئة الملكية للجبيل وينبع وهي: مسجد جواثا، ومسجد الحسن في البطالية، ومسجد العقير في ميناء العقير، ومسجد قرية التهيمية الأول، ومسجد قرية التهيمية الثاني، ومسجد حمد المجدل في جزيرة جنة، أما مسجد الجبري فقد رمم بدعم من الشيخ عبد الله الخطيب.

وفي إطار جهودها في هذا البرنامج نظمت مؤسسة التراث الخيرية عددا من الجولات لمختلف مناطق المملكة؛ بغرض مسح المساجد التي تحتاج إلى ترميم ودقة دراسة أوضاعها؛ ليتم ترميمها بما يحافظ على عناصرها التراثية، ويمنحها عنصر الاستمرارية؛ لمواصلة دورها الحضاري والثقافي.

وبلغ عدد المساجد التي تحتاج إلى ترميم ودراسة أوضاعها ليتم الحفاظ على عناصرها التراثية، 87 مسجدا في مختلف مناطق المملكة، منها أربعة مساجد في منطقة مكة المكرمة، وثمانية مساجد في منطقة المدينة المنورة، و14 مسجدا في منطقة الرياض، وخمسة مساجد في منطقة القصيم، و36 مسجدا في منطقة عسير، وستة مساجد في منطقة تبوك، وستة مساجد في منطقة جازان، وأربعة مساجد في منطقة نجران، وأربعة مساجد في منطقة الباحة.

ووقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار، في إطار التعاون والعلاقة التكاملية مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومؤسسة التراث الخيرية، اتفاقية تعاون مشترك في أبريل 2012م برعاية الأمير سلطان بن سلمان، بهدف تنسيق الجهود؛ لإنجاز مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة، وعقب ذلك رصدت الوزارة عددا من المساجد العتيقة، بلغ عددها 541 مسجدا، ولا يزال الرصد جاريا في كافة المناطق وهي: 31 مسجدا في منطقة مكة المكرمة، و47 مسجدا في منطقة المدينة المنورة، وثلاثة مساجد في محافظة مرات في منطقة الرياض، ومسجدان في مدينة جدة، و13 مسجدا في منطقة حائل، و25 مسجدا في منطقة جازان، و34 مسجداً في منطقة القصيم، وعشرة مساجد في منطقة الطائف، و23 مسجدا في المنطقة الشرقية، و87 مسجدا في المنطقة الجنوبية منها 24 مسجدا في القنفذة، و74 مسجدا في منطقة الباحة، و266 مسجدا في منطقة أبها.

الأكثر قراءة