الأحساء في عيوننا
تعكس الأحساء صورة نموذجية في التنوع الثقافي والديني، إذ تجد في داخل هذه المدينة العريقة الأسر والبيوتات التي قد تختلف في المذهب، لكنها تتفق في محبتها لدينها ومليكها ووطنها. هذا النموذج يختزل القصة العبقرية التي صاغتها وحدة هذه البلاد الشامخة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. عندما وقعت جريمة الأحساء البارحة الأولى، تداعت الأصوات الحاقدة، تريد استغلال هذه الجريمة المنكرة من العقلاء. لكنها وجدت حائط صد قويا من كل الأطياف. المشهد بالأمس جاء ليعكس حرصا ودأبا لدى الأكثرية العاقلة، إذ بادرت باستنكار الجريمة، والتأكيد على ثقتها بوزارة الداخلية ورجالها الوطنيين. وكان هؤلاء الرجال عند حسن الظن بهم، إذ لم تمر ساعات على الحادثة حتى أطل المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية ليعلن عن عملية أمنية متزامنة في عدة مناطق أسفرت عن ضبط المتورطين في هذه الجريمة.
هذا التعاطي المسؤول مع الحادثة، واكبه تعاط مسؤول من النخب والمواطنين الشرفاء في الأحساء وفي بقية مناطق المملكة العربية السعودية، إذ وقفوا بالمرصاد، لكل متربص أراد استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية والتشفي والتحريش. بيان هيئة كبار العلماء والكلمات الحصيفة التي صدرت من رموز في المجتمع السني والشيعي، كانت محصلتها النهائية: نحن بخير، ونحرص على هذا الوطن، ولن نسمح لأي كان أن يخرق السفينة ويهدد سلام وأمان المجتمع.
نحتاج في هذا الوقت، أكثر من أي وقت مضى،إلى كبح جماح أصوات الكراهية، التي تستغل الإنترنت في نشر غثائها. تجريم هذا الفعل ومعاقبة من يمارسه أمر ضروري.