محمد المشرف .. اغتالته يد الغدر قبل أن يحقق حلمه بمنزل العمر
لم يمتد العمر بالمواطن محمد جاسم المشرف، أكبر ضحايا يد الغدر والإرهاب سنا، حتى يرى حلمه الأكبر يتحقق باقتناء منزل العمر له ولأسرته.
المشرف الذي كان يبلغ من العمر 45 عاما، وعاش متنقلا 12 عاما بين الرياض مقر عمله في الحرس الوطني، والأحساء مسقط رأسه، قبل أن يتحقق حلمه الأول بانتقال عمله إلى الأحساء قبل أربع سنوات، وعلى الرغم من سعيه لتحقيق حلمه الأكبر بالحصول على منزل يحويه وأفراد أسرته، وعمله ليلا ونهارا لتحقيق ذلك، حتى بالعمل في وقت فراغه كسائق أجرة، وامتدت يد الغدر والإرهاب لتبدد ذلك الحلم الذي عمل من أجله لأكثر من 15 عاما، ليترك وراءه أسرة مكلومة مكونة من خمسة أشخاص قوامها الزوجة وابنتان وولدان لم يتعد أصغرهم سن الشهرين من عمره.
#2#
وفي جولة لـ "الاقتصادية"، في قرية الدالوة في الأحساء التي تصنف من القرى الشرقية التابعة لبلدية العمران، وهي إحدى أربع قرى تحيط بجبل القارة المعروف، ويبلغ عدد سكانها نحو 3000 نسمة، وتبعد عن مدينة الهفوف عاصمة الأحساء نحو خمسة كيلومترات.
التقت "الاقتصادية"، ببعض المواطنين الذين شهدوا الحادث الإرهابي، وقال محمد التركي: إنه بعد انتهاء مجلس العزاء وأثناء خروج الناس، دوى صوت الرصاص على مسمع الجميع، واعتقدوا في البداية أنها أصوات ألعاب نارية، ولكن بعد تثبتهم من كونها طلقات نارية تدافع الجميع إلى داخل الحسينية، بعد مطاردتهم من قبل المسلحين الملثمين الذين حاولوا الدخول إلى الداخل، ولكن استطاع مجموعة من الشباب إغلاق الباب في وجوههم ما منع حدوث مجزرة في الداخل، لأن هدفهم كان الدخول وإطلاق النار بشكل عشوائي، وعندما حاولت مجموعة من الموجودين الخروج من الباب الخلفي للحسينية، فوجئوا بوجود مجموعة أخرى من المسلحين تطوق المكان وتطلق النار أيضا، ما تسبب في إصابة بعض المارة.
#3#
بدوره، قال علي محمد: إن ما قام به المجرمون أمر غير مصدق فنحن نعيش في أمن واستقرار، وهذا الحادث أمر دخيل على بلادنا الآمنة منذ سنوات، وأبدى جاسم المشرف أسفه وحزنه لما حصل، وقال إن ما حدث أمر يخالف الدين والعقيدة، ونحن في منطقة الأحساء نعيش كأسرة واحدة ولا يوجد بيننا فوارق، وهذا عمل إرهابي لا يمت للدين بصلة.