كلنا الأحساء

قبل ثلاث سنوات كتبت مقالا عن المجرمين الذين اعتدوا على قوات الأمن في العوامية، وطالبت بإيقاع أقصى العقوبات عليهم بسبب أخذهم الأمر بأيديهم ومحاولتهم إلغاء هيبة الدولة، بل قتل منسوبيها.
قامت حينئذ الدنيا لدى إحدى القنوات الفضائية "العالمية"، واستضافت برنامجا خصصته للتعريف بالإرهابي "محدثكم" وما يريد أن يفعله بهؤلاء بسبب خلافه المذهبي معهم. حضر الحلقة أحد الكتاب السعوديين، الذي انطلق في توجيه الاتهامات للعبد الفقير لله، مع أنه في بداية الحديث قال إنه لم يقرأ المقال.
اليوم تأتي حادثة أخرى أخذ فيها مجرمون الأمر بأيديهم واعتدوا بوحشية على إحدى الحسينيات، فقتلوا وجرحوا وخوفوا أبناء المنطقة بسلوكهم العدواني المرفوض. السبب هو اختلافهم المذهبي مع من كانوا داخل الحسينية. هم أيضا مجرمون وأطالب بأن ينالوا أشد العقاب، لكن هل سكتت الأجهزة الأمنية؟
أبدا، بدأ البحث والتحري عن هذه المجموعة المجرمة، ودارت بينهم وبين رجال الأمن جولات استشهد خلالها اثنان من رجال الأمن ولا يزال تعقب هذه الخلية مستمرا. الأكيد أن الدولة ستحقق العدل وتوقف كل من شاركوا في هذا العمل الإجرامي بشكل مباشر أو غير مباشر.
ليس هذا فحسب؛ بل أسهم المواطنون ووسائل الإعلام في كشف ومتابعة هذه الخلية. جميع أبناء المملكة مع إخوانهم في "الدالوة". لن يفرق بيننا مذهب أو منطقة أو قبيلة أو أي توصيف يحاول أعداؤنا أن يصبغونا به، بل سيزيد إيماننا بالوطن وأهميته وقدسية الانتماء إليه.
تلكم هي الشدائد التي تكشف العدو من الصديق، وتؤكد أن الوطن أكبر من كل الفروق الداخلية، فلنعد حساباتنا ونمحص في الدعوات التي تأتي كل يوم ومن كل صوب محاولة أن تقطع أوصال البلاد معتمدة على الدجل والكذب في تحقيق مآربها.
سيأتي في القادم من الأيام من يحاول أن يبني على هذه الجريمة ويتسقط كلام البسطاء أو الجهلة أو الأعداء في محاولة وأد السلم الأهلي الذي نعيشه في المملكة.
لنتذكر حينها الإجماع في المملكة من كل المذاهب والمناطق والقبائل على تجريم هؤلاء. لنتذكر أن أول من سالت دماؤهم في عمليات المطاردة والقبض على المجرمين هم رجال الأمن بغض النظر عن انتمائهم، فكلنا سعوديون، وكلنا الأحساء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي