محمد بن نايف يلطف جراح أبناء الشهداء .. الجرح واحد والعدو واحد

محمد بن نايف يلطف جراح أبناء الشهداء .. الجرح واحد والعدو واحد
محمد بن نايف يلطف جراح أبناء الشهداء .. الجرح واحد والعدو واحد

تفاعلت أوساط عدة مع الأخبار والصور القادمة من زيارات الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، لذوي شهداء الواجب الذين سقطوا في مواجهات أعقبت جريمة الأحساء الإرهابية، وكان المشهد الأبرز ذاك الذي جمع الوزير الزائر بنجل الضابط الشهيد محمد العنزي والاحتضان الأبوي من مسؤول كبير لطفل فقد للتو أباه، كما لفت مشهد احتضانه الطفلة البريئة للعريف الشهيد تركي الرشيد وحنوه وعطفه عليها نظر الجميع.

يتساءل كثيرون حول أهمية أن يقوم وزير لإحدى أهم الوزارات بنفسه بمهام زيارات العزاء، هنا يأتي الجواب واضحا في تجليات الصورة، حيث اللقاء أكثر من أن يكون زيارة روتينية يقوم بها مسؤول لتتعدى ذلك إلى شعور حقيقي يتجسد في الصورة والمقال بوحدة الانتماء ووحدة المصير واقتسام الهم وتلطيف الجراح.
#2#
دموع الفتى سلطان ومثله عديدون تؤكد أن الجرح واحد والعدو واحد، حيث التطرف في كل مكان ومن أي ملة هو المسؤول الأول عن دماء زكية سفكت لم يكن لها رغبة في حمل السلاح سوى أن تدفع عن وطنها غلواء الفتن وتحمي حدوده من بائعي الأوهام تلك التي تروج أن خيرا ما سيعقب شرورهم.

سلطان المكلوم بفقد والده وجد أيادي حانية تحاول علاج أوجاعه وتعوضه ولو قليلا عن والد فقده في عز احتياجه، غير أن الكلمات الصادقة، التي رافقت تلك المواساة الحانية كانت العزاء، الذي لا يدركه إلا إنسان هذه الأرض، حيث المسؤول يجمع الإدراك لمصالح المسؤولية مع الإحساس العميق بواجبات الدين والأعراف وإغاثة الملهوف ذاك، حين تتوافر للمسؤول الشخصية القيادية مع التاريخ المشرف، وهو أمر يشهد به كثيرون لرجل كمحمد بن نايف ذاك الذي تولى ملف الإرهاب قبل عشرة أعوام، ليجمع خيوط الحزم واللين بين يديه ليضرب بيد من حديد خلايا متحركة تريد التخريب، وأخرى نائمة تتربص الدوائر، ويستل التطرف فكرا من رؤوس آخرين لم يؤذوا أحدا، ليفتحوا صفحة جديدة مع الحياة، وهي التجربة التي استنسختها واستفادت منها دول عدة في كيفية محاربة الإرهاب.

إن كانت الرحمة- يشير كثير من المتفاعلين- تصل بالمسؤولين السعوديين لاحتواء من حاول الإيذاء واستلال الأفكار المتطرفة من رأسه عبر جلسات مناصحة دينية، فكيف ستكون هذه الرحمة التي أغدقها الإله الخالق بأولياء أمر هذه البلاد بأسر شهداء الواجب الذين سالت دماؤهم الزكية في حفظ الضرورات الخمس، الدين، والنفس، والعرض، والمال، والعقل، وهي التي تجمعها تشريعات البلاد المستمدة من الشريعة الإسلامية السمحة، لذا كانت رسالة الأمير محمد بن نايف الواضحة لأبناء أسر شهداء الواجب في المدن، التي زارها في يوم واحد "انسوا هموم الدنيا فنحن لكم العائل بعد الله".

الأكثر قراءة