عناقيد الدالوة

لم تدرِ قرية الدالوة في محافظة الأحساء ذات يوم أنها ستكون رمزاً للوحدة الوطنية والتفاف كافة أطياف الوطن حولها، ولم تعلم ايضاً أنها ستكون في الصفحة الأولى لأبرز الصحف المحلية والعالمية وفي النشرات الإخبارية ووجهة كل من يريد أن يعبر عن وطنيته ورفضه للإرهاب.

ما أن كبّر إمام المُصلين السيد علي الناصر السلمان لتشييع كوكبة قرية الدالوة حتى أصطف خلفه حشد من المواطنين منهم من أسبل يديه و منهم من وضع يده اليمنى على اليسرى في مشهد قصم ظهر الإرهابيين الذين أرادوا السوء و ايقاظ الفتنة الطائفية في الأحساء، وازداد نحيب أفراد "داعش" حينما شاهدوا لافتات بأن الوطن يتسع للجميع ويردد الشيعي والسني معاً عبارة "اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه".

قبل عدة أشهر قضت محكمة أمريكية بتعويض أمريكي مسلم يدعى "علي أبو بكر" بأكثر من 4 مليون ريال بعد تعرضه للاضطهاد على اساس الدين ومظهره الخارجي بسبب لحيته الطويلة، فعلاً يجب أن تكون المواطنة هي المقياس وسن قانون لتجريم كل من يدعوا إلى الطائفية والتحريض على الكراهية والمساس بالسلم الأهلي.

الدالوة المطمئنة المُسالمة رغم صغر مساحتها إلى أنها جمعت ولاة الأمر والمواطنين لتثبت للعالم أجمع بأن مصابها لا يمر مرور السلام و أن الإرهاب لن يحرق عناقيد العنب المشتهرة بزراعته ولا يشق دلوها التي تستخرج منه ماء البئر.

اللهم تقبل منا الشهداء : النقيب محمد حمد العنزي، العريف تركي رشيد الرشيد، محمد عبدالله المشرف، زهير حبيب المطاوعة، عادل حرابة، مهدي عيد المشرف، محمد حسين البصراوي، حسن حسين العلي، عبدالله محمد اليوسف، عبدالله حسين المطاوعة .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي