لن تنخفض أسعار الحليب المجفف حتى ينتهي المخزون منه لدى الشركات
قال قراء "الاقتصادية" إن عدم خفض الشركات السعودية لأسعار الحليب المجفف، رغم انخفاض هذه الأسعار عالميا 50 في المائة، يعود إلى أن هذه الشركات اشترت ما لديها من الحليب المجفف حاليا بأسعار مرتفعة، مؤكدين أنها لن تخفض الأسعار حتى ينتهي المخزون الذي لديها. وقال القارئ "فهيدان": "عذرهم في عدم تنزيل السعر أن المخزون الذي لديهم من الحليب اشتروه بأسعار مرتفعة، ولن يخفضوا السعر حتى ينتهي هذا المخزون، وهذه حجة يبررون بها عدم خفض السعر، والدليل استمرار الأسعار على ما هي عليه لفترة طويلة جداً. ونتمنى أن تكون هناك رقابة ومتابعة أكثر خاصة على السلع الضرورية منها". فيما قالت القارئة "أم فهد": "للأسف شركاتنا وتجارنا جاهزون لرفع الأسعار إذا ارتفعت عالميا ولأي عذر، وحين تنخفض الأسعار عالميا بزوال سبب الارتفاع تحتفظ عندنا بارتفاعها الذي حدث أصلا دون سبب".
وجاءت تعليقات القراء تفاعلا مع تقرير "شركات سعودية تحجم عن خفض أسعار الحليب المجفف رغم انخفاضها 50 في المائة عالميا" الذي نشرته "الاقتصادية" أمس، وجاء فيه: كشفت جولة أجرتها "الاقتصادية" على عدد من المراكز التجارية، ثبات أسعار عبوات الحليب المجفف بمختلف أحجامها دون تغيير، رغم انخفاضها عالميا 50 في المائة.
وقال مسؤولو شركات ألبان محلية لـ"الاقتصادية"، "إن أسعار الحليب المجفف المستورد قد انخفضت إلى 2900 دولار للطن حتى وصوله إلى الموانئ السعودية، بعد أن قاربت أسعاره عالميا منذ كانون الثاني (يناير) الماضي نحو ستة آلاف دولار للطن الواحد".
وأوضحوا أن معدل سعر طن الحليب المجفف وصل في آخر مزاد أجري في نيوزيلاندا يوم الثلاثاء الماضي إلى 2550 دولارا، وبعد إضافة 150 دولارا أجور الشحن و6.5 في المائة رسوم جمارك وإجراءات تخليص جمركي، فإن سعره حتى وصوله إلى الموانئ السعودية سيكون في حدود 2900 دولار تقريباً، بعدما كان سعر وصوله خلال الأشهر الماضية في حدود ستة آلاف دولار. ورغم هذا الانخفاض الذي طرأ على أسعار الحليب عالمياً، إلا أن جولة "الاقتصادية" التي قامت بها في عدد من المراكز التجارية في الدمام، أظهرت عدم استجابة شركات الألبان لانخفاض أسعاره التي بدأت في النزول خلال آخر المزادات الأخيرة حتى وصلت إلى 50 في المائة. وتبين أنه لم يطرأ أي تغيير على أسعار عبوات الحليب المجفف بمختلف أحجامها سواء العبوات زنة 400 جرام، أو 900 جرام، أو 1.800 جرام، والعبوات زنة 2500 جرام، حيث راوحت أسعارها ما بين 19 و75 ريالا. وهنا، قال مسؤول مبيعات في إحدى شركات الألبان في جدة، فضّل عدم ذكر اسمه، "إن السوق المحلية قد لا تستجيب للأسعار الجديدة للحليب المستورد إلا بعد شهر أبريل المقبل، خاصة أن أغلب شركات الألبان لديها مخزون كبير من المنتج تم شراؤه خلال الفترة الماضية وفق الأسعار العالمية القديمة التي تراوح ما بين 5500 و 6100 دولار للطن، وهي كميات يتم استخدامها حاليا لتغطية احتياجات السوق المحلية". وأضاف، "كما أن شركات الألبان لا يمكن أن توقف إنتاجها بسبب ارتفاع أسعاره عالميا، لذا كان لا بد من أن تواصل نشاطها رغم ارتفاع الأسعار"، مشيرا إلى أن شركات الألبان حاولت التواصل مع الجهات المعنية للتخفيف من حدة هذه الارتفاعات العالمية لكن لم تلقَ استجابة، وبالتالي قامت شركات الألبان بتسويق منتجاتها وفق الأسعار العالمية".
من جانبه، أشار فادي علوية؛ مدير مبيعات إحدى شركات الألبان في السعودية، إلى أن ثبات أسعار الحليب في السوق المحلية دون تغيير ليس سببه فقط ارتفاع أسعاره عالميا، وإنما زيادة تكاليف مدخلات الإنتاج، ومقابلة التكاليف الأخرى التي تحملتها شركات الألبان بسبب إجراءات وزارة العمل الأخيرة التي من بينها رسوم تجديد إقامات العمالة الأجنبية، ملمحاً إلى أن أغلب مصانع شركات الألبان تعتمد على هذه العمالة الفنية.
ولفت إلى أن انخفاض أسعار الحليب المجفف عالميا، جاء نتيجة توجه المستهلكين العالميين بعد وصول أسعاره إلى قرابة ستة آلاف دولار؛ إلى بدائل أخرى غير الحليب المجفف، ومن بينها منتجات شركات الألبان الطازجة، مشيراً إلى أن شركات الألبان الطازجة لجأت هي الأخرى إلى الاستفادة من هذا الإقبال المتزايد من قبل المستهلكين، فقامت بزيادة أسعار منتجاتها من الحليب طويل الأجل.