إحالة ملف طالب «كيلو 14» إلى «التحقيق والادعاء العام» ..و«حقوق الإنسان» تتحرك
علمت "الاقتصادية" أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ستتحرك لمخاطبة الجهات المعنية، بعد حادثة وفاة الطالب عبد الله عاطي الزهراني، إثر سقوطه في غرفة للصرف الصحي بجوار مدرسته الواقعة في "كيلو 14" في جدة، وإحالة ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ويأتي ذلك التحرك في ظل تكرر حوادث الصرف الصحي، وعدم إيجاد الحلول المناسبة لتلك الحوادث حتى الآن.
إلى ذلك، قدم الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة، أمس، واجب العزاء في وفاة الشاب عبدالله الزهراني رحمه الله.
وقدم الأمير مشعل بن عبدالله تعازيه ومواساته لوالد الفقيد عاطي عطية الزهراني، ولشيخ القبيلة بيجان بن عطية الزهراني عم الفقيد.
وعبّر أمير منطقة مكة المكرمة لوالد وذوي الفقيد عن صادق العزاء والمواساة، داعيا الله تعالى للفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
من جهتهم، ثمنت أسرة الفقيد الزهراني لأمير منطقة مكة المكرمة مشاعره النبيلة ومواساته وتعازيه التي كان لها أبلغ الأثر في تخفيف مصابهم. وتنصل عدد من الجهات الحكومية في جدة من مسؤولية الحادثة، وهو السيناريو نفسه الذي تكرر قبل أقل من شهرين عند وقوع حادثة سقوط أب وابنه الصغير في غرفة صرف صحي لأحد المباني التجاري في شارع التحلية في جدة.
وقال عاطي القرشي متحدث شرطة منطقة مكة المكرمة، التي تسلمت جثمان الزهراني أمس، إنه لا توجد شبهة جنائية في الحادثة، وبناء على ذلك تمت إحالة ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للبت فيها.
إلى ذلك، قال عبدالمجيد الغامدي، متحدث إدارة التربية والتعليم في جدة، إن وزارة التعليم ليست لها علاقة بقضية سقوط الطالب في غرفة الصرف الصحي، وإن القضية تعود إلى أمانة جدة والدفاع المدني، وبدوره، شدد محمد البقمي متحدث أمانة جدة، إن موقع غرفة الصرف الصحي يقع في مواقف سيارات تابعة للمدرسة، التي هي مسؤولية وزارة التربية والتعليم ولا تقع تحت إشراف أمانة جدة.
من جهته، قال سعيد سرحان، المتحدث الرسمي للدفاع المدني في جدة، إنه لا يوجد لديهم في الأنظمة أو اللوائح الخاصة بالسلامة أي فقرة تخص غرف الصرف الصحي أو مراقبتها أو التأكد من سلامتها، وإن كل ما يقومون به من رصد في بعض الأوقات لغرف صرف صحي مكشوفة أو معرضة للانهيار هو من باب العمل الإنساني الذي يفرض ذلك عليهم، ولكن ليس هناك نظام يوقع مسؤولية السلامة في غرف الصرف الصحي عليهم. وحول حادثة الطالب الزهراني، أشار سرحان، إلى أن هناك أنواعا من أغطية الصرف الصحي رديئة الجودة، ومعرضة للصدأ والتحطم في فترة قصيرة، وهذا ما حدث في الغطاء الموجود على غرفة الصرف الصحي التي سقط فيها الطالب، حيث انكسر الغطاء عندما كان الطالب يسير عليها مباشرة، ما يعني أنه قد تعرض للصدأ وتآكل منذ فترة طويلة. وكان طالب في المرحلة الثانوية قد لقي حتفه، البارحة الأولى، في جدة، إثر سقوطه داخل حفرة للصرف الصحي في أثناء خروجه من المدرسة التي تقع في "كيلو 14" في جدة، وهي الحالة الثانية في أقل من شهرين بعد أن سقط طفل والده في إحدى حفر الصرف الصحي بجوار أحد المراكز التجارية في المحافظة.
وكان الطالب عبدالله عاطي الزهراني وهو ابن 16 عاما، قد خرج من مدرسته، وهي ثانوية سعيد بن جبير، وعند سيره بجوار المدرسة سقط داخل حفرة الصرف الصحي بعد أن انكسر غطاؤها، وباشرت فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر الحالة، حيث أكد لـ"الاقتصادية" العقيد سعيد سرحان المتحدث الرسمي للدفاع المدني في جدة، أن فرق الإنقاذ المائي اتجهت لمباشرة الحالة بعد تلقيها البلاغ، وكانت غرفة الصرف الصحي بعمق خمسة أمتار وممتلئة جميعها بالماء وتم سحب كمية من المياه ونزول عدد من الغوّاصين لانتشال الجثة. سرحان رفض اتهام الدفاع المدني بالتأخّر في مباشرة الحادثة، مشيراً إلى أن غرف الصرف الصحي ممتلئة بالغازات السامّة الخانقة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر مَن يسقط في داخلها على قيد الحياة لمدة تتجاوز خمس دقائق، مشيراً إلى أن الدفاع المدني ليست له علاقة بأي حال من الأحوال بغرف الصرف الصحي، سواء في اللوائح أو فيما يخص أنظمة السلامة لديه.